بوتين: نتقدّم على واشنطن في تطوير أنواع جديدة من الأسلحة والاحتجاجات الأميركيّة مؤشر على وجود أزمات داخليّة عميقة
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن «روسيا ستكون قريباً في وضع يمكنها من مواجهة أسلحة الدول الأخرى التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وإن موسكو تتقدّم على الولايات المتحدة في تطوير أنواع جديدة من الأسلحة».
وتزيد واشنطن وموسكو قدراتهما الدفاعية وسط انهيار بعض اتفاقيات الحد من التسلح التي تعود لحقبة الحرب الباردة جراء تدهور العلاقات الروسية مع الغرب.
وفي العام الماضي، نشرت روسيا أول صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، بينما تهدف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى نشر مثل تلك الأسلحة في أوائل إلى منتصف هذا العقد.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوتين قوله «من المرجح جداً أن تكون لدينا وسائل للتصدّي لأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت عندما تمتلك الدول الكبرى في العالم مثل هذه الأسلحة».
وفي حين تمتلك روسيا والولايات المتحدة نفس عدد الأسلحة النووية إلى حد بعيد، قال بوتين إن «موسكو متقدمة في تطوير الأسلحة المتطورة».
على صعيد آخر، قال بوتين إن «روسيا ستخرج من وباء فيروس كورونا المستجد بأدنى حد من الخسائر، وقد عالجته بشكل أفضل من الولايات المتحدة حيث تقف المصالح السياسية الحزبية حائلاً»، على حد قوله.
وقارن بوتين بين الولايات المتحدة وروسيا قائلاً بينما «نخرج نحن من الوضع المرتبط بفيروس كورونا بشكل ثابت وبأقل خسائر ممكنة، لا تسير الأمور بهذا الشكل في الولايات المتحدة».
وقال بوتين للتلفزيون الرسمي «… نعمل بسلاسة ونخرج من هذا الوضع مع فيروس كورونا بثقة وبأقل الخسائر… لكن في الولايات المتحدة هذا لا يحدث».
وأضاف بوتين أن «النظام السياسي في روسيا تعامل مع الأزمة بشكل أفضل من نظيره الأميركي لأن السلطات على المستويين الاتحادي والمحلي عملت كفريق واحد دون خلافات على عكس تلك الموجودة في الولايات المتحدة».
وقال بوتين «لا أستطيع أن أتخيل شخصاً في الحكومة أو الأقاليم (الروسية) يقول إننا لن نفعل ما تقوله الحكومة أو الرئيس».
وأضاف «يبدو لي أن المشكلة (في الولايات المتحدة) تكمن في أن مصلحة الجماعة، وفي هذه الحالة مصالح الحزب، تعلو على مصالح المجتمع ككل وفوق مصالح الشعب».
وقال إن «الفيروس كشف ما وصفه بالأزمات الداخلية العميقة التي ترجع إلى فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات ومحاولات خصومه تقويض شرعيته».
كما انتقد الرئيس الروسي أعمال العنف التي تخللت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة.
وقال «إذا تحوّلت هذه المعركة من أجل الحقوق الطبيعية والقانونية إلى فوضى وأعمال الشغب، فلن يكون ذلك جيداً بالنسبة للبلاد». وأضاف «لم نؤيد ذلك قط».
وشدّد الرئيس الروسي على دعمه لكفاح الأميركيين السود من أجل المساواة، واصفاً الأمر بـ»مشكلة تواجهها الولايات المتحدة منذ مدة طويلة».
وقال «لطالما تعاطفنا نحن في الاتحاد السوفياتي وفي روسيا الحديثة بشكل كبير مع كفاح الأميركيين من أصول إفريقية من أجل حقوقهم الطبيعية».
لكن بوتين أضاف أنه «عندما يتخذ الأمر (حتى بعد ارتكاب جرائم) طابعاً قومياً راديكالياً ومتطرفاً، فلن تكون النتائج جيدة».
ووصف بوتين الاحتجاجات كمؤشر على «وجود أزمات داخلية عميقة» في الولايات المتحدة وربطها بأزمة تفشي كوفيد-19»، التي قال إنها «سلّطت الأضواء على مشكلات عامة».
وقال مع ذلك إنه يتوقع بأن «يسمح الأساس الجوهري للديموقراطية الأميركية للبلاد بالخروج من سلسلة الأحداث هذه».
ولدى سؤاله عن إسقاط تماثيل لرموز تاريخية في إطار الاحتجاجات التي خرجت في الولايات المتحدة وأوروبا، اعتبر بوتين أن «هذه ظاهرة مدمّرة بدون شك».
وأشار إلى أن «المتظاهرين يريدون فقط بأن يعالج أطباء أميركيون من أصول أفريقية الأميركيين السود وهو أمر مستحيل في (روسيا متعددة الأعراق)».
وأكدت روسيا أمس، 8835 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات لديها إلى 528,964، وهو ثالث أعلى عدد في العالم (بحسب الأرقام المطلقة)، بينما سجّلت الولايات المتحدة أعلى عدد إصابات حتى الآن بلغ 2,07 مليون.
وتعد المقابلة الأولى لبوتين مع قناة «روسيا– 1» منذ تفشي الوباء رغم أن موعد تسجيلها غير واضح.
وظهر الرئيس علناً لأول مرة الجمعة خلال مناسبة أقيمت في الهواء الطلق في موسكو بعد أسابيع من الإغلاق.
التعديلات الدستوريّة: منح جزء من سلطات الرئيس للبرلمان
وعن التعديلات الجديدة على الدستور، أوضح بوتين أن «الرئيس سيمنح جزءاً من سلطاته الكبيرة إلى البرلمان، وهذه خطوة أخرى نحو دمقرطة المجتمع».
وأضاف بوتين في مقابلة تلفزيونية على قناة «روسيا-1»، أمس، أن «انتقاد التعديلات على الدستور من قبل البعض يبدو بالنسبة له غريباً نوعاً ما».
وأشار إلى أنه «على عكس ما يتردد بتقوية سلطة الرئيس، فإن الرئيس سيتخلى عن بعض السلطات المهمة للغاية».
وأوضح «إذا كان الرئيس حتى اليوم يوافق على رئيس الوزراء بموافقة مجلس الدوما (النواب)، ثم يعين برلمان البلاد من دون أي موافقة من الوزراء، في الواقع، الوضع يتغير بشكل كبير، الآن القرار النهائي بشأن رئيس الحكومة يتم اتخاذه من قبل البرلمان نفسه، وكذلك بشأن الوزراء».
وتابع «الرئيس في النسخة المقترحة (من الدستور) ليس له الحق برفضهم. هذا جزء مهم من السلطة الممنوحة للبرلمان».
وذكر بوتين، أن «مجلس الاتحاد الروسي لا يعطي موافقته على وزراء السلطة، ولكن في كل الأحوال على الرئيس أن يجري مشاورات، وهذا يعني أن هؤلاء الأشخاص يجب أن يبرزوا إلى النور، ويتكلموا في مجلس الاتحاد، ويتحدثوا عن أنفسهم، عن الكيفية التي يخططون بها لتنظيم عملهم».
وختم بوتين «هذه خطوة أخرى إلى الأمام نحو دمقرطة مجتمعنا. تدريجياً ومن دون هزات».
وفي وقت لاحق، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن التصويت سيُجرى في 1 تموز المقبل.