قنديل لـ«أو تي في»: ستنشأ إمارات لـ«داعش» و«النصرة» في أوروبا
أكد رئيس تحرير صحيفة «البناء» اللبنانية ناصر قنديل أن «الأمر الخطير الآن هو انفلات الإرهاب من عقاله في أوروبا والذي سيكون له انعكاس على منطقتنا»، مشيراً إلى أن «الغرب الذي شمت فينا قد وصل إلى ما وصل إليه، وإذا ما تُرك الغرب يتصرف بعشوائية في التفاعل مع الإرهاب سنصل إلى بيئة حاضنة للقاعدة و«داعش» أخطر من تلك التي امتلكها المتطرفون في بلاد الشام».
وأضاف قنديل: «أول 24 ساعة من أحداث باريس زادت نسبة التأييد لليمين المتطرف في فرنسا بنسبة 50 في المئة، وبدأت دعوات التطهير العرقي وطرد المهاجرين وعزل الأحياء التي يسكنها ذوو الأصول الإسلامية التي إذا ما تحولت إلى مزاج عام وثقافي فإنها ستتحول إلى بيئة حاضنة كما حصل في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي».
وأضاف قنديل: «في اليوم نفسه الذي تُضرب فيه باريس من قبل الإرهاب كانت تدعم المتطرفين لدخول نبل والزهراء في ريف حلب، والرئيس الفرنسي كان يجلس في غرفة عمليات بانتظار تلقي أخبار سعيدة مع أخبار إلقاء القبض على منفذي عملية الصحيفة الفرنسية»، متوقعاً إنشاء إمارات في أوروبا ترفع رايات «القاعدة» و «داعش» ويمارس فيها الإرهاب أكثر مما حصل في الموصل».
ولفت قنديل إلى أن «بنك المعلومات الحقيقي يقول إن النظام في سورية القادر والمهيأ على مدى أربع سنوات لمحاربة الإرهاب استطاع تحصيل حوالى 40 ألف اسم في لوائح الإرهاب لايمكن إعطاؤها مجاناً للغرب من دون علاقات سياسية». واعتبر أن «هناك حربين عالميتين إحدهما على سورية بالسلاح والمال والمسلحين والإعلام والاستخبارات والإخوان والتي فشلت من قبل الغرب والإرهاب معاً، والثانية هي على الإرهاب الذي ما زال الغرب يدّعي محاربته، فلا يتسع العالم لحربين عالميتين معاً»، مشيراً إلى أن «النصائح التي وجهت للرئيس الأميركي باراك لأوباما هي بالحل السريع مع روسيا وإيران وسورية وما يجري على ساحة فلسطين».
وعن اجتماع موسكو أشار قنديل إلى أن «الاتصال الروسي بمصر هو لتغيير محور تشكيل المعارضة الناتج من تفاهم سوري ـ روسي لجهة عدم الإتيان بالإخوان والقاعدة إلى المفاوضات مع الدولة السورية، لأن الأمن الوطني المصري مستهدف من الأطراف نفسها التي تستهدف الأمن الوطني في سورية، ومستوى العلاقة المصرية الروسية مبني على أساسات وركائز بعيدة المدى»، لافتاً إلى أن «مصر في الموضوع السوري ما زالت ذات مواقف خجولة أمام الخط الأحمر السعودي تجاه سورية، لكن لمصر خطها الأحمر الذي يقول لا للقاعدة والإخوان لاعتبارات الأمن القومي المصري، وهو ما جعل مصر تتبنى فك وتركيب المعارضة السورية».
وقال قنديل: «المطلوب روسياً الآن ديكور معارضة يقول إن الحرب على الإرهاب أولوية مع الاستعداد للتعامل مع الدولة السورية الحالية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تقود الحرب على الإرهاب وتقف وراء الجيش العربي السوري». وأكد أن «الوضع الحدودي بين لبنان وسورية غير مقلق، وأن الجيش اللبناني مع حزب الله قادر على امتصاص أي هجوم استباقي للمجموعات الإرهابية المحاصرة في الجرود بفعل الثلج، وأن ظروفنا بالتنسيق مع الجيش العربي السوري ستكون أفضل بالتأكيد».
ولفت قنديل إلى «وجود خطيئة ارتكبها الوزيران رشيد درباس ونهاد المشنوق في موضوع الفيزا التي فُرضت على المواطنين السوريين والتي تحكمها قوانين وأًطر واتفاقات مع الدولة السورية»، معتبراً أن «القيادة السورية لا تريد التصعيد لأنها تدرك أن الحلفاء في لبنان قادرون على حماية ظهرها من أي محاولة للطعن، وأن المسألة لو تعدت اللعبة الكلامية إلى التنفيذ من قبل الأطراف التي شاركت بدعم وإيواء واستجلاب الإرهابيين، واستقدام النازحين لاستجداء المال الخارجي، لكان هناك قلق سوري من هذا الإجراء».
وأوضح أن «سورية عاتبة على حلفائها لأنهم لم يستدركوا هذا الإجراء الذي أدى إلى تشنج الرأي العام السوري تجاه اللبنانيين في وقت تشهد علاقة البلدين ما تشهده من عمق خلال زمن طويل».