بيونغ يانغ تفجّر مكتب الارتباط مع سيول وتعلن جهوزيّة جيشها الكاملة للتحرّك..
فجّرت كوريا الشمالية أمس، مكتب الارتباط مع كوريا الجنوبية في مدينة كايسونغ الحدودية، وفق ما أعلنت عنه وزارة التوحيد بعد أيام على تصعيد بيونغ يانغ لهجتها حيال سيول.
وقال مكتب المتحدّث باسم الوزارة «كوريا الشمالية فجرت مكتب الارتباط في كايسونغ عند الساعة 14,49» بالتوقيت المحلي. ويتولى هذا المكتب إدارة العلاقات بين الكوريتين.
وصدر البيان بعد دقائق على سماع دوي انفجار ورؤية سحب الدخان ترتفع من مدينة كايسونغ الصناعية التي يقع فيها مكتب الارتباط على الحدود، كما أوردت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية نقلاً عن مصادر لم تحددها.
ويأتي ذلك بعدما أعلنت كيم يو يونغ شقيقة الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون في نهاية الأسبوع «قريباً، سيظهر المشهد المأساوي لمكتب التنسيق المشترك بين الشمال والجنوب وهو منهار تماماً».
ومنذ مطلع الشهر، كثفت بيونغ يانغ الإدانات اللاذعة إزاء جارتها وخصوصاً ضدّ المنشقين الكوريين الشماليين الذين يرسلون من الجنوب منشورات دعائية عبر المنطقة المنزوعة السلاح الى الشمال.
والأسبوع الماضي، أعلن النظام الكوري الشمالي عن «قطع قنوات الاتصال السياسية والعسكرية مع (العدو) الكوري الجنوبي».
والمنشورات التي غالباً ما تعلق على بالونات تصل الى الأراضي الكورية الشمالية او توضع في زجاجات في النهر الحدودي، تتضمن عادة انتقادات لأداء الزعيم كيم جون اون في مجال حقوق الانسان أو طموحاته النووية.
ويرى بعض الخبراء أن «بيونغ يانغ تسعى إلى التسبب بأزمة مع سيول»، في وقت لا تزال فيه المفاوضات حول الملف النووي مع واشنطن متوقفة.
في السياق نفسه، أفادت وسائل إعلام كورية شمالية رسمية أن «جيش البلاد في جهوزية كاملة للتحرّك ضدّ كوريا الجنوبية».
وقالت هيئة أركان الجيش الشعبي الكوري أمس، إنها «تعمل على خطة تحرّك لتحويل خط الجبهة الى قلعة»، كما نقلت وكالة الأنباء الكوريّة الشمالية الرسمية.
وهذا يمكن أن يشمل خصوصاً، «إعادة احتلال مناطق تم نزع السلاح فيها»، بموجب اتفاق بين الكوريتين.
وتشتبه وسائل إعلام كورية جنوبية بأن ذلك قد يعني «إعادة نصب مراكز مراقبة كان الجاران قرّرا إزالتها في 2018 لخفض التوتر».
ويخطط الجيش الكوري الشمالي أيضاً لـ»إرسال منشورات على نطاق واسع إلى كوريا الجنوبية»، بحسب البيان.
وحضّ الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي – اين أول أمس، مهندس التقارب عام 2018، الشمال على «عدم ترك نافذة الحوار مغلقة».
ومنذ احتجاجات الشمال على إرسال منشورات من الجنوب، أطلقت سيول ملاحقات قضائية بحق مجموعتين من المنشقين الكوريين الشماليين بتهمة إرسال هذه العناصر الدعائية من الجانب الآخر من الحدود.
وانتهت الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة وليس اتفاق سلام ما يعني أن البلدين الجارين لا يزالان عملياً في حالة حرب.