أخيرة

سورية تبلور خطة مواجهة «قيصر» زراعيّاً: ‏ إطلاق إنتاج الأرزّ بكفاءات ذاتيّة وبعد تجارب سنوات

 

الحرب الاقتصادية المفروضة على سورية ولّدت مناخاً من التحدي لإيجاد البدائل وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الأساسية بسبب ضراوة الحصار الدولي المفروض على البلاد منذ أكثر من تسع سنوات، والذي شدّد الخناق مؤخراً على لقمة عيش السوريين وحياتهم اليومية من خلال إقامة الحواجز أمام توريد السلع وصولاً إلى حرمانهم من محاصيلهم ومنع وصول المساعدات الأمميّة، إلى وضع اليد على مواردهم النفطية.

لكن ذلك في المقابل دفع الكثيرين منهم إلى بذل كل جهد ممكن لإفراغ قانون «قيصر» من محتواه من خلال تطبيق شعار الاعتماد على الذات وإحلال البدائل وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

في هذا السياق أعلنت الهيئة العامة السورية للبحوث العلمية الزراعية عن نجاح تجربة زراعة الأرز الهوائي في محطة زاهد لبحوث المياه والري في طرطوس والاستعداد للبدء بها على نطاق واسع في العام المقبل وبإنتاجية عالية، وذلك لتأمين حاجة السوق السورية والحد من استيراد هذه المادة وتوفير القطع الأجنبي.

وأوضح مدير إدارة بحوث الموارد الطبيعية في الهيئة العامة السورية للبحوث العلمية الزراعية الدكتور منهل الزعبي في تصريح خاص لـ»سبوتنيك» أن «محصول الأرز في سورية لا يعد محصولاً جديداً على مزارعيها فقد زرع منذ زمن طويل في المناطق التي تتوافر فيها المياه بكثرة في محافظة الرقة لا سيما على ضفتي سرير نهر البليخ (أحد روافد نهر الفرات) كما زرع في الغاب قبل تجفيفه، وكذلك في محافظة الحسكة وتل كلخ (محافظة حمص) وفي محافظة درعا منذ عام 1948».

وعن الأهمية الاقتصادية للأرز الهوائي قال الدكتور الزعبي: «تكمن أهمية هذا المحصول في كونه يستورد من خارج القطر ونتيجة للحصار الظالم على سورية فلا بد من زراعته لتلبية حاجة المواطن السوري منه وبالتالي توفيره وتوفير القطع الأجنبي الناجم عن استيراده».

إنتاجية عالية: 6 طن/هكتار

وعن بدايات إدخال هذه الزراعة إلى سورية قال الزعبي: «بدأ إدخال زراعة الأرز إلى سورية في العام 2010 من خلال مبادرة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، فتم إدخال /19/ سلالة من الأرز الهوائي بهدف اختبارها في سورية، حيث تمّت الزراعة في مركز بحوث الرقة في 2010، وفي عام 2011 زُرع هذا المحصول في دير الزور ووصلت إنتاجية بعض الأصناف إلى /6/ أطنان لكل هكتار، إلا أن احتياجه المائي كان عالياً، لذا كان لا بد من البحث عن مناطق وبيئة أكثر رطوبة لتقليل احتياجه المائي».

تجارب ناجحة في سهل عكار

وعن أصناف الأرز التي يمكن إنتاجها لفت الزعبي إلى أنه «بعد نجاح تجارب زراعته في ظروف سهل عكار تم طرح موضوع اعتماد هذا المحصول على اللجنة الوطنية لاعتماد الأصناف وهي برئاسة وزير الزراعة والإصلاح الزراعي وعضوية الهيئة وإيكاردا والجامعات السورية وأكساد وبعض الجهات الوطنية، وقد وافقت اللجنة الوطنية على اعتماد /4/  أصناف من الأصناف المختبرة، وذلك في ظروف سهل عكار وهي (زاهد1، زاهد2، زاهد3، زاهد4)، أما حالياً فقد تم تشكيل لجنة مشتركة من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية والمؤسسة العامة لإكثار البذار بهدف زراعة هذا المحصول وحتى يصبح البذار متاح للفلاح في الموسم القادم، وقد تم زراعة مساحات واسعة منه بهدف إكثاره للعام المقبل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى