ميركل تشيد بجهود موسكو وتشترط تقدماً في اتفاقات مينسك كمقدمة لقمة «النورماندي»

أثنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على جهود موسكو في التوصل إلى تفاهمات مينسك في ما يخص الأزمة الأوكرانية، لكنها دعت إلى تقدم أكبر كمقدمة لعقد قمة «النورماندي» في أستانا.

وذكر المكتب الصحافي التابع للكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أجريا بمبادرة من الجانب الألماني مكالمة هاتفية ناقشا خلالها مختلف جوانب وآفاق الأزمة الأوكرانية، وأكدا موقفهما المشترك إزاء الاستمرار قدماً في المساهمة في التسوية السلمية بأوكرانيا بما في ذلك ضمن إطار اتفاقات مينسك.

واشترط الجانبان في هذا السياق زيادة الجهود المشتركة في «إطار النورماندي» التي تتضمن كذلك استشارات وزارات الخارجية.

من جهة أخرى، قال شتيفين زايبيرت المتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية إن ميركل «رحبت بالجهود الكثيفة، بما فيها الروسية، الموجهة للتوصل إلى تفاهم، والمبذولة كذلك من قبل وزراء خارجية دول الرباعية النورمانية» روسيا، ألمانيا، أوكرانيا، فرنسا .

ونقل زايبيرت عن ميركل قولها خلال المحادثة مع بوتين إنه «لا يمكن الآن تأكيد اللقاء على أعلى مستوى في أستانا أو أي مكان آخر. وكل الأطراف مدعوة للمساهمة في تحقيق تقدم سريع على أساس اتفاقات مينسك».

وأجرت المستشارة الألمانية أيضاً مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو «أكدت فيه استعدادها المبدئي للقاء في إطار النورماندي، إلا أنها نوهت بأن اللقاء متعلق كذلك بتطور محدد».

واعتبرت ميركل خلال المكالمة أنه «من الضروري، لكي يكون للقاء معنى، حدوث تقارب مواقف ملموس حول مسائل الهدنة والخط الفاصل» بين الأطراف المتنازعة شرق أوكرانيا.

يذكر أن قمة «النورماندي» كانت مقررة يوم 15 كانون الثاني في العاصمة الكازاخية أستانا، بهدف بحث تنفيذ بنود اتفاقات مينسك نفسها للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا. وسيبحث اليوم وزراء خارجية دول «النورماندي» الأزمة في أوكرانيا.

وفي شأن متصل، طالبت موسكو برلين بتوضيح موقفها الرسمي إزاء تصريح رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك حول «غزو الاتحاد السوفياتي لألمانيا وأوكرانيا».

وقال فلاديمير تيتوف، النائب الأول لوزير الخارجية الروسي «وجهنا مذكرة احتجاج لوزارة الخارجية الألمانية مع طلب توضيح الموقف الرسمي لبرلين إزاء التصريحات المتطرفة لرئيس الوزراء ياتسينيوك التي تزيف التاريخ».

وكان ياتسينيوك قد قال في حديث لإحدى القنوات الألمانية خلال زيارته برلين منذ يومين: «جميعنا يتذكر جيداً غزو الاتحاد السوفياتي لألمانيا وأوكرانيا».

وأكد قنسطنطين كوساتشيوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي رداً على هذا الكلام، أن الرؤساء الأوروبيين يجب أن يعربوا عن موقفهم إزاء تصريح ياتسينيوك حول أن الاتحاد السوفياتي هو من هاجم عام 1941 ألمانيا وأوكرانيا.

وكتب كوساتشيوف على موقعه الإلكتروني «هذا ليس تزييفاً لتاريخنا المشترك فحسب، بل وتبرير للهتليرية وإهانة لذكرى الأبطال وضحايا الكفاح ضد النازية، والأوكرانيين أنفسهم».

وأكد ألكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أنه ينتظر رد فعل برلين حول هذا الموضوع، وقال: «من المذهل أننا ما زلنا لم نسمع أي رد جدي وملموس من ألمانيا».

ولفت بوشكوف إلى أنه خلال لقاء ياتسينيوك «صمتت المذيعة ولم تعلق بشيء على كلامه». ونوه أيضاً إلى أن «السياسيين الألمان صمتوا كذلك، ومن هنا يطرح سؤال مشروع: هل برلين موافقة على هذه القراءة للتاريخ، وعلى أن الاتحاد السوفيتي غازٍ».

إلى ذلك، اعتبر الرئيس السوفياتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف أن المواجهة بين روسيا وأوروبا قد تؤدي إلى أزمة جدية.

وقال غورباتشوف حول ما إذا كان هناك إمكان لنشوب حرب أوروبية جديدة «ممنوع حتى التفكير بذلك، لأن مثل هذه الحرب ستتحول حتماً إلى نووية. وبأية حال، فالبيانات والبروبوغاندا من الجانبين تحملني على الخوف وتوقع الأسوأ. لأن من تخونه الأعصاب في هذه الحالة لن يعيش السنوات المقبلة».

ولفت غورباتشوف إلى أن العقوبات المفروضة بحق روسيا تضر بالطرفين، معتبراً أنه «لم يكن صحيحاً استثناء روسيا من مجموعة الثمانية، فهذا يذكر بثأر الدم، ويؤدي إلى طريق مسدودة. فالعقوبات لا تعتبر وسيلة مناسبة في حال أردنا المحافظة على علاقاتنا المثالية».

وتحولت «مجموعة الثماني» إلى «سبع» بعد أن قررت دول G7 العام الماضي عدم عقد قمتها الدورية في سوتشي، لتجتمع لاحقاً من دون روسيا في بروكسيل، وذلك على خلفية انضمام القرم إلى روسيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى