الانتحاريان طه الخيال وبلال المرعيان تدربا وعملا تحت لواء «النصرة» في القلمون وكانا على صلة بمنذر الحسن
عاد الإرهاب مجدداً إلى لبنان من بوابة الشمال في محاولة لنسف التهدئة بين التبانة وجبل محسن وضرب الهدوء في طرابلس وتعكير صفو الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله. حيث وقع تفجير انتحاري في مقهى أبو عمران بمنطقة جبل محسن في طرابلس، ما أدى إلى سقوط 11 شهيداً و48 جريحاً.
وعرف من بين الشهداء: محمد زيبار، يحيى يوسف عبد الكريم، علي ابراهيم، الدركي يوسف عبدو، محمد سليمان برو، حسن علي ابراهيم وعلاء الخطيب. اما الجرحى فعرف من بينهم: رائد العلي، احمد الدراج، الرقيب أول في قوى الأمن أحمد ماما، الرقيب أول في قوى الأمن حيدر الصايغ، أحمد علي حسن، إيمان سليمان، علي أحمد حمود، حسن محمد صالح، مصطفى محمد خضر، ابراهيم كامل الحسن، علي ضاهر، يوسف طالب، خضر طالب، يوسف الصايغ، يحيى عبد الله كمال، عمران علي يوسف، حسام علي خدوش، عقل ابراهيم سلامة، حسين عيسى صالح، حسن محمد برو، علي حسن الحسن، خضر محمد خضر، زين عبد الله حامد، رجب رعد ابراهيم، عمران صالح الصالح، شادي خضر حبيب، سامر يوسف أحمد، عدنان فواز منصور، جعفر طيبا، عمران أحمد أحمد، سليمان الحسن، علاء خليل، حيدر حسن، عمران أسد، ابراهيم أحمد، يحيى محمد دياب، فتحي أحمد محمد.
واعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها ان العملية الارهابية التي وقعت في جبل محسن نفذها الانتحاريان طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان، بواسطة حزامين ناسفين زنتهما نحو 4 كلغ من الـ TNT ، وأشارت الى ان التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث.
ونشرت الوكالة «الوطنية» الهويتين الكاملتين للانتحاريين: طه الخيال، والدته غادة مواليد 1994 رقم السجل 86 – الرمانة طرابلس، يحمل الفكر التكفيري، ومتوارٍ عن الأنظار منذ مدة. وبلال محمد المرعيان، والدته صباح مواليد 19 آب 1986 ، رقم السجل 2396 – التبانة، يسكن في حي الاترنيت في المنكوبين.
في هذا الوقت، واصل عملهم سواء في مسرح الجريمة، او عبر مراجعة يين، بعدما كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي هاني الحجار اجراء الكشف الميداني والحسي على مكان الانفجارين.
وفيما تبنت «جبهة النصرة» التفجير وفق ما نشر حساب «مراسل القلمون» في تغريدة عبر «تويتر». وجاء في التغريدة: «استهداف مقهى للحزب الوطني الديمقراطي النصيري في جبل محسن بعملية استشهادية مزدوجة ثأراً لأهل السنة في سورية ولبنان». أشارت المعلومات المتقاطعة إلى «أن الإنتحاريين الخيال والمرعيان هما من ضمن لائحة أسماء طويلة تضم نحو 120 إسماً لشبان من طرابلس والشمال يُشتبه بأنهم غادروا لبنان في الأشهر الأربعة الأخيرة إلى سورية والعراق للعمل مع المجموعات المتطرفة التابعة لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية وأن بلاغات بحث وتحرٍ قد صدرت بحق هؤلاء». وذكرت معلومات أن الخيال غادر منزل عائلته قبل ثلاثة أشهر، والتحق بمجموعات تكفيرية، وكان ينوي الذهاب إلى سورية للقتال. في حين تشير المصادر الأمنية إلى «انهما كانا بالفعل في سورية وتحديداً في منطقة القلمون وتدربا وعملا تحت لواء «جبهة النصرة». وقالت المصادر إن الخيال والمرعيان كانا قد شاركا أيضاً في اشتباكات بين جبل محسن والتبانة تحت لواء مجموعات متشددة صغيرة».
وترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في دارته في المصيطبة، اجتماعاً أمنياً حضره وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل اشرف ريفي ومدعي عام التمييز القاضي سمير حمود وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
كما حضره المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان.
وأكد سلام في بداية الاجتماع «ان هذه الجريمة البشعة تظهر حجم التحدي الارهابي الذي ما زال يتهدد لبنان، الأمر الذي يستلزم الإبقاء على أعلى درجات اليقظة والجاهزية من جانب جميع القوى المولجة حفظ الأمن في البلاد».
واستعرض المجتمعون آخر ما توصلت اليه التحقيقات في التفجيرين الارهابيين، والخطوات المتخذة على الصعيدين الأمني والقضائي لكشف المخططين لهذه الجريمة والمشاركين فيها وجلبهم الى العدالة. كما عرضوا الوضع الأمني العام وتم اتخاذ القرارات المناسبة.
وكان المشنوق كشف بعد انتهاء اجتماع الأمن المركزي في طرابلس عن وقوف تنظيم «داعش» الإرهابي خلف التفجيرين الارهابيين اللذين وقعا في جبل محسن، مشيراً إلى ورود معلومات تقول: «إن الانتحاريين على صلة بمنذر الحسن الذي قتل في تفجير فندق «دي روي»، وأوضح «أن الأجهزة الأمنية استطاعت الحصول على أسماء منفذي الجريمة والجهة التابعين لها، كما يجري التحقيق مع بعض اقاربهم والمنتمين لـ «داعش».
وأكد المشنوق أن «التنسيق بين الاجهزة الأمنية قائم لمواجهة المرحلة المقبلة التي ستكون أصعب أمنياً»، مضيفاً: «أن أهالي طرابلس يقفون إلى جانب مؤسساتهم الأمنية وأثبتوا أن مدينتهم لن تتحول الى قندهار».
ولفت المشنوق الى «أن الجريمة الكبرى التي وقعت ستؤكد من جديد تكاتف وتماسك اهل طرابلس وقدرتهم على دعم الدولة، مؤكداً أن «التماسك بين المواطنين وأهل الشمال يُمثل المواجهة الحقيقية لتعطيل التفجير».
وأعلن وزير العدل أشرف ريفي أنه «سيتقدم من مجلس الوزراء، بطلب إحالة هذه الجريمة الى المجلس العدلي، أسوة بالجرائم الإرهابية الأخرى، كي يلاحق ويحاكم المسؤولون عنها أمام القضاء، وينالوا القصاص العادل».
إلى ذلك، قامت وحدات الجيش بحملة مداهمات واسعة في المناطق المحيطة بجبل محسن، أسفرت عن اعتقال ثلاثة اشخاص تربطهم علاقة بمنفذي الاعتداء الانتحاري وهم م. ش. و. ا. وع .ا. من منطقة المنكوبين بطرابلس. وأشارت المعلومات إلى «أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كانت قد أوقفت المدعو أسامة عنتر لتسهيل إرسال بعض هؤلاء الشبان إلى منطقة الرقة في سورية كما أوقفت آخرين على علاقة بهذه القضية ومنهم من كان ذهب إلى سورية».
ويستمر الجيش في فرض الطوق الأمني في محيط مقهى عمران في جبل محسن. ويستمر بتسيير دوريات مؤللة في مختلف مناطق وشوارع وضواحي مدينة طرابلس، إضافة إلى اقامة حواجز متنقلة، مشدداً اجراءاته الأمنية، كما يستمر بإغلاق مداخل منطقة جبل محسن ومحيطها بناء لقرار منع التجول الذي فُرضه محافظ الشمال يوم أول أمس عقب التفجير.