الرفيق إلياس ضاهر كان نقيّاً في تعاطيه ومتفانياً في عمله الحزبي
الأمين د. إدمون ملحم
هذه الكلمة التي وردتنا من حضرة الأمين إدمون ملحم فيها الكثير من الوفاء للمسيرة الحزبية النضالية للرفيق الراحل إلياس ضاهر.
عرفت بلدة حامات الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ سنوات التأسيس الأولى، وقد أتيت على ذلك في النبذة عن الرفيق الدكتور توفيق فرح.
وقد عرفت من أبناء بلدة حامات عدداً من الرفقاء منذ ستينات القرن الماضي، من بينهم الرفيق الرائع قيصر دياب، الذي عرفته في الستينات طالباً ثانوياً ثمّ في مدينة سالونيك (اليونان) طالباً في طب الأسنان، ومثيله في الإيمان والتفاني الرفيق وحيد كرم، الذي عرفته ناشطاً حزبياً في الستينات، ومستمراً على أدائه الجيد ونشاطه في مدينة ايبادان في «شاطئ العاج» بعد أن غادر إليها.
لذلك وجدت، إلى واجب التعريف عن الرفيق المميّز إلياس ضاهر، واجباً آخر أن أضمّ الكلمة عنه إلى ملف تاريخ العمل الحزبي في بلدة حامات.
ل. ن.
* * *
« إذا سار قوميّ اجتماعيّ على الطريق فيجب أن يعرف الناس بأنّ سورياً قوميّاً يسير».
بهذه المسلكية التي أوصى بها سعاده، تميّز الرفيق المؤمن بالعقيدة القومية الاجتماعية الفقيد إلياس ضاهر (أبو سامي)، وسار في طريق الحق والإيمان وصدق العزيمة والإقدام مقتدياً بزعيمه الخالد.
هذا الرفيق النقيّ، الوفيّ، الذي صُلّي على جثمانه اليوم، كان قدوة للقوميين الاجتماعيين بمناقبيّته العالية ومحبّته الصافية ونضاله الحزبيّ في كل الظروف، وبثباته على إيمانه القومي الاجتماعي وعلى القيام بواجباته حتى سنواته الأخيرة. وبالرغم من وجود كلّ عائلته في هذا المغترب الأسترالي، كان يعشق الحياة في الوطن وفي بلدته المحببة إليه، حامات – البترون، حيث كان يزورها باستمرار، ومن منزله كان يستمتع برؤية جمال الطبيعة – البحر والهضاب المحيطة والجبال الشامخة – ويأنس بلقاء رفقائه وأبناء البلدة.
خلال مسيرته الحزبية الطويلة عانى ما عاناه القوميون الاجتماعيون من ظلم واضطهاد وعذابات… كان يحمل البريد الحزبي ويسير مشياً على الأقدام لإيصاله إلى الرفقاء في القرى المجاورة. تعرّض للسجن أيام الإنقلاب، وتحمّل مرارة العيش والآلام، وبسبب إخلاصه ووفائه لقضية الحزب وثباته على قسمه القومي الاجتماعي حاز الرفيق أبو سامي على وسام الواجب عام 2004، وعلى وسام الثبات عام 2011.
في كلّ لقاء معه، كان يبادرنا بالتحية القومية الاجتماعية ويستفسر عن أخبار الحزب ونشاطاته، وكان دائماً يصرّ على عائلته باصطحابه معهم إلى سهرات الحزب وحفلاته القومية.
نحن، وكثيرون من القوميين الاجتماعيين والأصدقاء، تابعنا الصلاة على جثمانك الطاهر وقد ملأ الحزن نفوسنا وشعرنا بغصّة كبيرة في أعماق قلوبنا من هذه الظروف الصعبة التي حالت دون وداعك كما يليق بنضالك ومسيرتك الحزبية.
في رحيلك الجسدي يا كبيرنا، نردّد مع حضرة الزعيم: «قد تسقط أجسادنا، أمّا نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود».