المشنوق: غرفة عمليات الارهاب في سجن رومية انتهت

أنهت قوى الأمن الداخلي أمس عملية دقيقة لها بنجاح في سجن رومية، قامت خلالها بنقل سجناء المبنى «ب» الى مبنى «د»، بعد ورود معلومات تؤكد وجود اتصالات لسجناء داخل رومية مع عناصر تابعين لتنظيم «داعش» على خلفية التفجير الإرهابي الذي استهدف مقهى شعبياً في جبل محسن قبل يومين.

وتمت العملية التي بدأت منذ الصباح، بإشراف وزير الداخلية نهاد المشنوق، وتأتي استكمالاً للخطة الأمنية العامة التي تنفذ على مختلف الأراضي اللبنانية بخاصة أن سجن روميه جزء منها.

وفي السياق، أوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة «أن قوى الأمن الداخلي قامت بعملية أمنية داخل سجن رومية، حيث نقلت عدداً من السجناء من المبنى «ب» إلى المبنى «د»، وقام بعض السجناء بأعمال شغب فعمدوا إلى افتعال الحرائق احتجاجاً على الإجراءات الأمنية التي تنفذها العناصر المولجة حراسة السجن»، مضيفة: «الوضع الأمني في السجن تحت السيطرة ولم تقع أية إصابات».

وأكدت في بيان لاحق «أن العملية الامنية في سجن رومية تجري كما هو مخطط لها، وتتم بكل هدوء في حضور وإشراف مباشر من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والوضع تحت السيطرة من دون وقوع إصابات، وتأتي استكمالاً للخطة الأمنية العامة التي تنفذ على مختلف الأراضي اللبنانية، وسجن رومية جزء منها، ولا سيما بعد أن تبين أن هناك ارتباطاً لعدد من السجناء بالتفجير الإرهابي الذي وقع في منطقة جبل محسن، وطمأنت في بيان أهالي السجناء أن جميعهم بخير، ويتم نقل بعضهم إلى المبنى «د» الجديد… ولفتت مصادر أمنية إلى «أن الصور التي يتم تداولها عن إصابات داخل السجن، مفبركة».

وحرصت القوى الأمنية على اخضاع الموقوفين لتفتيش دقيق قبل نقلهم الى المبنى «د»، نظراً إلى «أن الجناح الذي كانوا يمكثون فيه، يعج بالممنوعات بخاصة الهواتف وأجهزة الاتصالات التي سمحت لهم بالتواصل مع الخارج والتحضير لأعمال أمنية. وأفيد «أن 370 من أصل 850 نقلوا من المبنى «ب».

وإثر إنجاز العملية، عقد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مؤتمراً صحافياً في رومية، أكد فيه أن «ما حصل اليوم أمس أنهى أسطورة سجن رومية»، وقال: «بدأنا مرحلة جديدة أهم ما فيها ان عندما تتوافر الارادة والقرار السياسي، البطولة عند قوى الامن والجيش موجودة وتنفذ كل ما يطلب منها في وجه كل القوى غير الشرعية، اياً كانت هذه القوى». ولفت إلى «أن كل الروايات من عام 2009 الى اليوم عن غرفة عمليات في رومية تولّت عمليات ارهابية في لبنان وعلى اتصال بشبكات بكل قواعد الارهاب في المنطقة، انتهت اليوم أمس ، بفضل هذا الجهد»، مشيراً إلى «أننا في الحقيقة اخترنا الوقت المناسب». وأكد «أننا اوقفنا حركة الاتصالات التي كانت تساهم في الارهاب، وأجهزة الاتصالات والهواتف في السجن باتت من الماضي»، لافتاً الى «أن العملية كانت نظيفة ومحترفة»، جازماً «أن لدى توافر القرار السياسي، القوى الامنية قادرة على تنفيذه».

وأضاف: «انتقلنا الى مرحلة جديدة. خلال فترة قصيرة سنعيد ترميم المبنى «ب» في شكل انساني يحقق للسجين الحد الادنى من حقوقه الانسانية. وقد انشأنا صندوق تبرعات ونشكر من تبرعوا له، وسنستمر في المطالبة عربياً وداخلياً».

وأشار المشنوق إلى «أن جزءاً من عملية تفجير جبل محسن تمت ادارتها من داخل السجن، ولن أغوص في معلومات أمنية اضافية»، وقال: «من قاموا بالعملية في جبل محسن بحسب معلوماتنا هم من «داعش» وتابع «ما قمنا به عملية محترفة، وما يحصل في المبنى «ب» لا يمكن أن يستمر ولم نتعرض لأي سجين، والمبنى الجديد الذي نقل اليه السجناء مجهز ومطابق للشروط، وصفة الاسلاميين غير متلازمة مع مخالفة القانون».

وعن تهديد «جبهة النصرة»، أعلن «أن التهديد لا يخيفنا والعسكريون لن يصيبهم مكروه لأننا لم نتعرض للسجناء، بل نقلناهم وأوقفنا حركة الاتصالات التي كانت تساهم في الارهاب وهذا يجب ان يتفهمه الجميع. نحن دولة ولا نتصرف مثل المنظمات الارهابية، لا نخطف ولا نؤذي».

وخاطب المشنوق أهالي العسكريين: «لم نقصر لحماية المخطوفين والاهتمام بحريتهم، ولا يجب أن ننسى أننا نتعامل مع منظمات إجرامية»، ولفت الى «أن حملة التفتيش والتدقيق ستتم في فترة لاحقة، وما حصل اليوم مجرد نقل للسجناء».

كذلك شدّد وزير الداخلية على أن «مواجهة الارهاب مستمرة وسنتابع الخطة الامنية ونكمل الخطة الامنية في البقاع وسنجلب المطلوبين، فتجربة اليوم أمس أكدت أن القوى الامنية قادرة».

اجراءات مشددة

وتزامنت العملية مع فرض قوى الامن الداخلي والجيش اجراءات مشددة في محيط السجن بقطر كيلومترين. حيث شهد أوتوستراد رومية حركة سير كثيفة، فيما قطعت القوى الامنية الطريق من نهر الموت الى رومية، فيما حلقت طوافات عسكرية في سماء المنطقة… واذ شوهد الدخان يتصاعد من المبنى «ب» جراء الحرائق المفتعلة، سمع بين الحين والآخر صوت قنابل، تبين انها قنابل مسيلة للدموع استخدمتها القوى الامنية لتفريق السجناء.

في غضون ذلك، أشارت معلومات صحافية الى أن الاسلاميين في سجن رومية طالبوا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تكليف وزير الصحة وائل ابو فاعور الوساطة بينهم وبين الدولة.

«النصرة»: من سيدفع الثمن؟

وبعد المداهمات في سجن رومية، نشر حساب مراسل القلمون عبر «تويتر» تهديداً لـ«جبهة النصرة»، توعدت فيه بـ«مفاجآت» في مصير العسكريين المخطوفين، وجاء في التغريدة «نتيجة التدهور الأمني في لبنان ستسمعون عن مفاجآت في مصير أسرى الحرب لدينا… انتظرونا». وبعد الظهر، بثت «الجبهة» شريطاً بعنوان «من سيدفع الثمن»، هددت فيه بتصفية عسكري جديد.

قطع طرقات

وكان أهالي الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية، أقدموا على قطع مفترق بحنين على الأوتوستراد الدولي الذي يربط المنية بعكار صباحاً، احتجاجاً على الإجراءات التي تقوم بها القوى الأمنية داخل السجن. وحضرت وحدات من الجيش اللبناني الى المكان وأعادت فتح الطريق. وحاول بعض الشبان قطع طريق البداوي فيما استقدمت تعزيزات من المغاوير الى باب التبانة، في وقت نفّذ بعض النسوة المنقبات من عائلات الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية اعتصاماً في ساحة عبد الحميد كرامي، احتجاجاً على ما يجري في السجن.

إلى ذلك، قطع عناصر من جند الشام طريق تعمير عين الحلوة في صيدا احتجاجاً على الخطة الامنية في سجن رومية. كما عمد عدد من أهالي الموقوفين الى قطع الطريق في الشارع الفوقاني داخل مخيم عين الحلوة. وأفيد عن ظهور بعض الملثمين في الشارع ودارت اتصالات واسعة لإعادة فتح الطريق وعدم جر المخيم الى اي تداعيات أمنية.

ردود فعل

وفي ردود الفعل، أكد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب غسان مخيبر «ان عملية سجن رومية الأمنية مطلوبة وضرورية لإخضاع مجموعات كانت مرهبة ليس فقط للسجناء وانما لكل المجتمع اللبناني». وشدّد على «ضرورة أن يتواكب هذا العمل مع جهود حثيثة للاستمرار في خطة لتطوير إدارة السجون ليتحول السجن الى مكان للتأهيل والاصلاح».

وقال النائب نعمة الله أبي نصر في تصريح «من الواضح أن الحوار الحاصل بين تيار المستقبل وحزب الله سمح للقوة الأمنية بالقيام بما كان ممنوعاً عليها أن تقوم به في سجن رومية». ورأى «أن لبنان معرض للأعمال الإرهابية من داخل الحدود ومن خارجها وما حصل في جبل محسن دليل على أن يد الفتنة لم تتوقف عن زعزعة الاستقرار وأن الصراع داخل سورية له إرتداداته في لبنان ولذلك من حق الدولة أن تتخذ جميع الإجراءات لحماية الأمن الوطني».

وثمنت هيئة التنسيق في «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية خطوة وزارة الداخلية في سجن رومية، مؤكدة «ضرورة وضع حد نهائي لتحول هذا السجن إلى مركز قيادة للجماعات الإرهابية التي تسعى للعبث بأمن جميع اللبنانيين»، محذرة من «التدخل في عمل القضاء وتسييسه»، مستنكرة «الضغوط التي مورست على المجلس العدلي وإجباره على إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الحزب العربي الديمقراطي الأستاذ علي عيد».

وأكدت الهيئة «أهمية العمل على وضع خطة رسمية ووطنية للقضاء على الجماعات الإرهابية ومحاربة فكرها التكفيري في كل المجالات، الأمنية والسياسية والثقافية والتعليمية والدينية».

ونوّهت أمانة الاعلام في حزب التوحيد العربي بالعملية الأمنية واعتبرت «أن ما تقوم به الأجهزة الأمنية في مواجهة المشروع الذي يريد ادخال الفتنة الى لبنان هو تأكيد على «أن لا أحد أقوى من الدولة عندما تأخذ القرار بمواجهة المتطرفين والارهابيين، داعية للوقوف الى جانب قوى الامن الداخلي في جهودهم الرامية الى اجتثاث البؤر الارهابية حفاظاً على امن البلد واستقراره».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى