حاتمي يطلق تهديداً غير مسبوق إلى أميركا والقوة الجويّة تؤكد جاهزيّة الردّ.. قرار استراتيجيّ إيرانيّ وتدشين مشروع لتصدير النفط من بحر عمان
في تحوّل لتجنب المرور عبر المسار الملاحي مضيق هرمز الذي يعد محوراً لتوتر إقليمي منذ عقود. دشن الرئيس الإيراني حسن روحاني، مشروعاً يمكن طهران من تصدير نفطها من بحر عمان، في خطة ترمي إلى تقليل الاعتماد على تصدير النفط عبر مضيق هرمز، على أن يبدأ العمل به حتى آذار المقبل.
ووصف روحاني المشروع بـ»الاستراتيجي»، وأنه «ضامن للأمن الاقتصادي وأمن الطاقة الإيرانية»، مشيراً إلى «أن تصدير النفط من ميناء جاسك في بحر عمان، سيجعل إيران قادرة على مواصلة تصدير النفط في حال إغلاق مضيق هرمز لأي سبب».
وقال روحاني الذي افتتح المشروع عبر الفيديو إن «العديد من دول المنطقة، تمكنت من إيجاد طريقة بديلة لتصدير نفطها، في حال تعرّض مضيق هرمز لأي مخاطر، وذلك عبر نقل النفط إلى البحر الأحمر أو خليج عمان أو حتى البحر المتوسط».
وتابع روحاني بأن «إيران هي الدولة الوحيدة التي ستتوقف صادراتها النفطية بالكامل، في حال أغلق مضيق هرمز لأي سبب كان»، مضيفاً أن «المشروع يجعل زبائن النفط الإيراني أكثر وثوقاً بنا».
وقال روحاني إن شعار إيران «نحن في مضيق هرمز ونحن الضامن لأمنه» شعار صحيح، لكنه قد يخلق مشكلة كبيرة لإيران، وإنها «عبر تدشين المشروع الجديد تكون قد تجاوزت هذا الخطر».
وأشار روحاني إلى أن «المشروع إيراني بالكامل»، مضيفاً أن «العقوبات الأميركية فشلت في إخضاع إيران وخلقت فرصة لها للاعتماد على نفسها».
ويشمل المشروع مد خط أنابيب نقل النفط من منطقة «غورة» في بوشهر (جنوب) الى منطقة «جاسك» (جنوب شرق) المطلة على بحر عمان.
ويستهدف المشروع نقل مليون برميل من الخام الثقيل والخفيف يومياً من غورة الى جاسك عبر أنبوب بقطر 42 بوصة وبمسافة 1000 كم، من خلال 5 محطات ضخ، كما يشمل إنشاء 11 محولاً كهربائياً وخطوط نقل للكهرباء بطول 180 كم، إضافة إلى إنشاء محطة تصدير للنفط و20 خزاناً بطاقة استيعابية إجمالية 10 ملايين برميل، ورصيف نفطي.
وقال روحاني إن «إيران تهدف إلى تصدير مليون برميل يومياً من النفط بحلول آذار من ميناء بندر جاسك على ساحل البلاد على خليج عمان إلى الجنوب مباشرة من مضيق هرمز»، مشيراً إلى أنّ «هذه الخطوة ستطمئن مشتري النفط بأن صادراتنا من الخام ستستمر إذا أُغلق المضيق».
وخلال مراسم تدشين المشروع، قال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، إن «طهران واجهت في البداية مشكلة في تمويل المشروع الذي تصل تكلفته إلى 1.8 مليار دولار»، مضيفاً أنه «سيتمّ تمويل جزء من المشروع من خلال سوق الاستثمار».
من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الإيراني، العميد أمير حاتمي، أمس، أن بلاده «لن تأخذ الموافقة من قوى الاستكبار كأميركا لتطوير وتوسيع القدرة الدفاعية الإيرانية».
وقال العميد أمير حاتمي، خلال تسليم 3 طائرات جديدة من نوع «كوثر» الإيرانية، إن «أميركا تناست بأن إيران ورغم العقوبات المستمرة عليها طيلة 40 عاماً تمكنت من الوصول إلى قوة ردع لا يُستهان بها»، مؤكداً أن بلاده «لن تأخذ الموافقة من قوى الاستكبار كأميركا وغيرها في ما يتعلق بتطوير وتوسيع القدرة الدفاعية الإيرانية».
وأضاف، أنه «وبعد تدشين خط إنتاج مقاتلات (كوثر) قبل نحو عامين تمكن خبراء الصناعة الدفاعية في البلاد بجهود دؤوبة رغم الحظر الظالم من تصنيع 3 مقاتلات كوثر وتسليمها للجيش»، مؤكداً أن «الحظر وفّر الفرصة لازدهار وتقدم الصناعات الدفاعية في البلاد».
كما أكد وزير الدفاع الإيراني أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلغت أعلى مستوى من قدرة الردع العسكرية في ظل الحظر»، لافتاً إلى «استعداد هذه الصناعات لتزويد سائر القطاعات في البلاد بقطع أساسية ومتطورة لسدّ احتياجاتها».
بدوره، أكد قائد القوة الجوية للجيش الإيراني، العميد طيار عزيز نصير زادة، أمس، «جهوزية وقدرة الطيارين الإيرانيين في الرد على أيّ تهديد».
وقال العميد نصير زادة، في کلمته خلال مراسم تسلم القوة الجوية 3 مقاتلات من طراز (کوثر) إن «مهندسي الصناعة الجوية في وزارة الدفاع وطياري القوة الجوية للجيش أثبتوا أنهم من أفضل المهندسين والطيارين في مجال الملاحة الجوية في العالم».
وأضاف أن «إنتاج الطائرة المقاتلة القاذفة (كوثر) ومواصلة نشاط الخط الإنتاجي لهذا الجيل من المقاتلات من قبل خبراء الصناعة الجوية في وزارة الدفاع قد أحبط تصورات الأعداء بأنهم يمكنهم عبر الحظر الشامل إيقاف العجلة العسكرية خاصة الصناعة الجوية للبلاد».
واعتبر قائد القوة الجوية للجيش الإيراني، «تحليق طياري القوة الجوية بمقاتلات إيرانية الصنع تماماً أمراً باعثاً على الفخر»، مضيفاً أن «طياري القوة الجوية الشجعان والبواسل والأكفاء والثوريين أثبتوا استعدادهم لمواجهة أي تهديد».
كما اعتبر «التحليق المتزامن والمنسق للمقاتلات الثلاث من طراز «كوثر» وتنفيذ مناورات في مستويات واطئة من قبل طياري القوة الجوية للجيش أمراً جديراً بالإشادة»، وقال إن «الكفاءة والذكاء والتدريبات الحديثة والمعقدة من قبل أساتذة الطيران في البلاد قد تجلّت اليوم في مناورة الطيارين بهذه الطائرات».