هولاند: قيم التعايش ستبقى سائدة في فرنسا
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس أن «الهجمات الأخيرة على فرنسا غير مبررة»، مؤكدا أن قيم التعايش ستبقى سائدة في المجتمع الفرنسي.
وأكد هولاند أثناء تشييع جثامين أفراد الأمن الفرنسي الذين قتلوا خلال مواجهة الإرهابيين الأسبوع الماضي، أهمية حماية أمن البلاد، داعياً إلى العمل على «أسس بالغة الحساسية وبحزم» وعدم قبول الأعمال المعادية للسامية والسلام، وكذلك عدم التهاون مع الجهاديين وخاصوصاً في سورية والعراق.
كذلك دعا الرئيس الفرنسي إلى العمل «بطريقة جيدة لاتخاذ التدابير اللازمة التي تكون على قدر التهديد»، ورأى أن «الوحدة هي قوة فرنسا، قوة التجمع الذي يعبر عن الفرنسيين ووحدتهم ونصرتهم عندما تتعرض مبادئهم للتهديد لأننا فرنسيون».
وشارك في تشييع أفراد الأمن الفرنسيين وبضع مئات من زملائهم وعدد من المسؤولين الفرنسيين، ومنهم رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ووزير الخارجية لوران فابيوس.
وفي السياق، اعتقلت السلطات البلغارية مواطناً فرنسياً يشتبه بعلاقته بالشقيقين كواشي اللذين نفذا الهجوم الدموي على صحيفة «شارلي إيبدو».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم النيابة العامة البلغارية أن اعتقال المواطن الفرنسي فريز جولي جواشينا جرى في الأول من الشهر الجاري للاشتباه في أنه ينوي التوجه إلى سورية للمشاركة في العمليات العسكرية في صفوف المعارضة السورية المسلحة.
وأصدرت فرنسا أمر اعتقال دولي بحق فريز جولي جواشينا، متهمة إياه بالمشاركة في مجموعة إجرامية لها أهداف إرهابية.
ونصت هذه الوثيقة أيضاً على أن المواطن الفرنسي المتحدر من هايتي والبالغ من العمر 29 سنة والذي توجه من فرنسا إلى تركيا في 30 كانون الأول، اتصل مرات عدة بشريف كواشي.
وأجريت عملية اعتقال جواشينا في بلغاريا لحظة استعداده بصحبة ابنه البالغ من العمر 3 سنوات لاجتياز الحدود البلغارية التركية بالحافلة.
وكانت زوجة جواشينا طلبت في وقت سابق من الشرطة الفرنسية اعتقال زوجها الذي حمل ابنه معه إلى سورية بهدف تربيته هناك في أجواء الإسلام المتطرف.
وفي الوقت الراهن أعيد الطفل إلى والدته، فيما أكد المواطن الفرنسي المعتقل في بلغاريا أنه يتوجه إلى تركيا للسياحة، ووافق على ترحيله إلى فرنسا، وستتخذ العدالة البلغارية قراراً بهذا الشأن يوم الجمعة المقبل.
إلى ذلك، ذكر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في باريس أنه رصد وقوع أكثر من 50 اعتداء ضد المسلمين في فرنسا منذ الهجوم على «شارلي إيبدو» الساخرة الأربعاء الماضي.
ونقل «مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا» التابع للمجلس، حصيلة صادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية تضمنت تسجيل وقوع 21 اعتداء إطلاق نار أو إلقاء قنابل و33 تهديداً عبر رسائل أو توجيه شتائم منذ الأربعاء الماضي.
وقال رئيس المرصد عبد الله زكري إن هذه الحصيلة لا تزال غير مكتملة، معرباً عن «صدمته» أمام هذه الأرقام «غير المسبوقة» خلال أقل من أسبوع، ودعا السلطات الفرنسية إلى «تعزيز الرقابة على المساجد».
وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف دان الخميس الماضي الهجمات التي تعرضت لها مساجد عدة في فرنسا، وقال: «لن نسمح بأي عمل أو تهديد يطاول دور عبادة كما لن نسمح بأي عمل عدواني ضد فرنسيين على خلفية أصولهم أو ديانتهم، فليعلم كل الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال أنهم سيلاحقون ويعتقلون ويعاقبون أيضاً».
وأكد الرئيس الفرنسي في خطاب ألقاه يوم الجمعة الماضي أن الدين الإسلامي لا علاقة له بما حدث، كما دعا الفرنسيين إلى التوحد في مواجهة كل من يريد تقسيم الشعب الفرنسي، مشدداً على ضرورة الوقوف ضد العنصرية ومعاداة السامية في هذا الوقت الحرج.