سجن رومية: «المستقبل» قادر في ساعات!

روزانا رمّال

يبدي تيار المستقبل ليونة حقيقية ورغبة واضحة في ملفات مكافحة الإرهاب والتعاون مع حزب الله من أجل التوصل إلى مخارج سليمة بهذا الإطار الشائك في لبنان، وهذا بحسب مصادر مضطلعة على المشهد الداخلي يحسب نقطة إيجابية لصالح تيار المستقبل وجدوى تواجد التيار في الوزارات الحساسة في لبنان والتي تعتبر سيادية وكانت قد شكلت يوماً لغطاً والتباساً لدى جمهور المقاومة، والحديث بالتأكيد هنا عن حقيبتي الداخلية والعدل اللتين اسندتا الى اثنين من صقور تيار المستقبل نهاد المشنوق وأشرف ريفي.

أصاب حزب الله عندما وافق على المشاركة في حكومة تضمّ هذه الصيغة المستفزة عند جمهوره وعرف كيف يجعلها مقبولة بشكل تكيّف معها شارعه تدريجياً…

حسابات حزب الله الإقليمية حينها لم تكن تستند إلى حساسيات وكيديات، فهو عندما كان يقاتل في القصيْر والقلمون كان يعرف أنّ المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التسويات، وأنّ المشهد لن يبقى على ما هو عليه وانه لا بدّ من التعاون في لبنان، وخصوصاً أمنياً، مع جهة تمثل السنة وتستطيع تهدئة شارعها والسيطرة عليه، وبمعنى آخر لم يكن ممكناً بعد الذي جرى في سجن رومية المبنى «ب» التفكير في ان المداهمة النظيفة التي تحدث عنها المشنوق ستحصل بنفس الأسلوب والترحيب لدى الشارع السني لو كان وزير الداخلية من 8 آذار، وهو الذي سيعتبر حينها وزير حزب الله او ايران التي تهاجم الاسلاميين عن سابق تصوّر وتصميم فتتوتر البلاد.

ما جرى في سجن رومية حدث لطالما انتظره اللبنانيون، لكنه لم يكن ليحصل على الإطلاق لولا الغطاء السياسي الممنوح والذي جاء مجتمعاً هذه المرة، وهذا يؤكد المقصود في تعاون تيار المستقبل في هذا الإطار.

هذا الغطاء السياسي ليس سوى أول نتائج الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله والذين يؤكدان بطريقة او بأخرى على تغيير في النظرة نحو الاستحقاقات اقليمياً، ويؤكد الحوار هذا انّ التقارب بين ايران والسعودية بعد اللقاء الأميركي الإيراني الإيجابي بات حاضراً أكثر من اي وقت.

إمارة حقيقية كانت داخل المبنى الاسطورة «ب» التي كانت موجودة بمعرفة الامنيين لكن من دون غطاء سياسي لإنهائها…

هذا المبنى بالتأكيد لم يخلق عبثاً والأكيد أكثر أنّ هناك في لبنان من سهّل وأخرج صورة المبنى الأسطورة المذهل والذي لا يمكن الدخول اليه.

مبنى «ب» سجن رومية في لبنان يشبه تماماً إحدى إمارات «داعش» في الرقة مثلاً غرفة عمليات حقيقية تتواصل مع كلّ ما يجري في المنطقة من صعود وهبوط للتيار المتطرف، هذا في الرقة والعراق وغيرهما.

المشنوق وريفي اسمان يعرفان أكثر من غيرهما لماذا تمّ رفع الغطاء اليوم، وهما تابعا الملف عن كثب كون الأول وزير الداخلية، والثاني وزير العدل والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي.

اثبت المستقبل انه قادر في بضع ساعات واللبيب من الإشارة يفهم…

النفس الجديد في المنطقة بدأ يرخي ظلاله… ويبدو أنّ الحوار بين حزب الله والمستقبل ناجح أكثر من المتوقع.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى