ظريف: إيران مولّدة للأمن والاستقرار والتنمية والهدف الأهم لأميركا استهداف النظام الإيراني
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن «أميركا تريد الإيحاء بأن إيران تشكل تهديداً أمنياً لتعمل من ثم على توجيه الضربة لها في مجلس الأمن وباقي المنظمات الدولية».
واعتبر ظريف، في كلمته أمام البرلمان، أن «جميع المفاهيم الدولية والعلاقات السياسية شهدت تحولاً أساسياً خلال العقود الأخيرة وحلت بدلاً عنها مفاهيم جديدة خلقت فرصاً مميزة لدول مثل إيران»، مضيفاً أن «الإمام الراحل أول من كشف عن هذا التحول حيث يمكن ملاحظة ذلك في رسالته التي وجهها إلى رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، ومن ثم واصل سماحة قائد الثورة الإسلامية الخلف الصالح للامام، هذا المنهج».
وتابع: «على خلفية هذه الظروف الانتقالية، نجد أن الجمهورية الإسلامية ستتمكن من إبراز نفسها كقوة جديد، فتحاول الولايات المتحدة أن تخلق ظروف وهواجس أمنية ضد ايران، وفي هذه الحالة تناقش هذا التهديد في المجاميع التي لها دوراً نافذاً فيها كمجلس الأمن الدولي، أو تضعه في إطار الأمن الاقتصادي، لخدمة مصالحها بالنهاية».
وقال: «ثاني ما تقوم به الولايات المتحدة هو الإجماع ضد إيران، مثلاً شكلت الولايات المتحدة منذ عام 2018 ثلاث جلسات طارئة في مجلس الأمن الدولي للضغط على إيران، أما ثالث ما تقوم به الولايات المتحدة ضدّ إيران هو خلق الأكاذيب وروايات مزيفة في المنطقة والعالم، يجب أن نعرف ألاعيب أميركا ولا نتورط بها».
وأضاف: «الخطوة الرابعة التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد إيران هو الضغط على أصدقاء الجمهورية الإسلامية واستهداف مصالحها في المنطقة»، متابعاً: «الهدف الأهم لأميركا هو إظهار النظام الايراني كنظام غير مؤهل وسلب الشرعية منه وفصل الشعب عن النظام وإذا ما قرأتم كتاب جون بولتون ترون أن هذا الهدف هو الغاية الأساسية لكافة الإجراءات الأميركية التي تقوم بها تحت عنوان (الحد الأقصى من الضغط)».
من جانب آخر، أشار ظريف إلى أنه «كان يعقد اجتماعاً تنسيقياً أسبوعياً مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني»، معلناً «استعداد وزارة الخارجية لبذل الجهود مع مجلس الشورى الاسلامي وسائر المؤسسات للمضي بأهداف الثورة إلى الأمام باستخدام جميع الطاقات الوطنية».
وأكد وزير الخارجية الإيراني على «التركيز على العلاقات مع المنطقة والجيران وأن يدرك الجيران بأن إيران مولدة للامن والاستقرار والتنمية»، مضيفاً: «ينبغي علينا متابعة سياسة العلاقات مع الجوار ولهذا السبب كانت أكثر علاقاتنا مع الجيران خلال الأعوام السبعة الأخيرة».
ولفت إلى أن لـ»إيران اليوم أفضل العلاقات مع تركيا وروسيا وأفغانستان وأذربيجان والعراق وباكستان وبعض الدول الجارة الجنوبية التي رغبت بعلاقات طيبة مع إيران»، وقال، إن «عدد زياراتي لهذه الدول يفوق زياراتي لبقية الدول أضعافاً إذ كانت لي أكثر من 20 زيارة إلى روسيا و 20 زيارة إلى تركيا والعديد من الزيارات إلى باكستان وأفغانستان والعراق، مما يشير إلى التركيز على العلاقات مع الجيران».
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الإيراني، أن «العمل جارٍ على شطب الدولار من التعاملات الاقتصادية، وإحلال آلية مقايضة السلع مع بعض البلدان».
وتابع «كافة الجهود منصبة لتقليل ضغوط الحظر، وأن وزارة الخارجية تسعى للعب دور تسهيلي رغم أنها ليست معنية بشكل مباشر في الشأن الاقتصادي»، مشيراً إلى أن بلاده، «عبر آلية المقايضة، تمكنت من إحباط أهداف أميركية مناوئة لإيران».
وبين ظريف أن «الخارجية الايرانية وعبر التركيز الإقليمي والعلاقات الاقتصادية مع دول الجوار بغية رفع معوقات تصدير السلع والخدمات ساهمت في بلورة الاتفاقيات مع الاتحاد الاوراسي الاقتصادي».