العزباوي لـ«العالم»: جهود مصرية جدية لإنهاء الأزمة السورية سلمياً
أكد الخبير الاستراتيجي المصري يسري العزباوي أن «مصر باتت تتحرك بمنأى عما وصفه التحالف المصري الخليجي لحل الأزمة السورية»، مشيراً إلى أن «التحالف الدولي المزعوم لا يريد مساعدة الجيش العراقي لإنهاء الإرهاب الأسود»، مشدداً على ان «القيادة المصرية بدأت تقتنع بأن أميركا لا تريد خيراً لدول المنطقة سوى الكيان «الإسرائيلي» فقط».
وقال العزباوي: «الولايات المتحدة تريد تحت مسمى التحالف الدولي قطف الثمرة العراقية، ويتحمل العراق تكلفة شديدة نتيجة الوضع في سورية بسبب الإرهاب الذي جاء إليها من كل حدب وصوب»، مشيراً إلى أن «هناك مشاورات الآن بين بغداد والقاهرة حول بلورة مبادرة مشتركة للدفع باتجاه إنهاء الأزمة السورية، خصوصاً أن النظام في سورية لم يستطع أن ينهي الصراع عسكرياً لمصلحته، وكذلك المعارضة والدول الأخرى لم تستطع أن تنهي المسألة لمصلحتها».
وأوضح العزباوي أن «من الأفضل للجانبين في سورية هو تصفير الصراع فيما بينهما والوصول إلى حلٍ مشترك والجلوس على طاولة المفاوضات»، مؤكداً أن «لدى مصر نية حقيقية ليست فقط لمساعدة سورية ولكن العراق على وجه التحديد، وهنأ تأتي أهمية زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للقاهرة»، مشيراً إلى أن «المبادرة التي تنوي مصر طرحها ستكون رؤيتها واضحة المعالم ترضي جميع الأطراف بحيث تحافظ على وحدة الكيان السوري».
وأكد العزباوي أن «العبادي ركز في محادثاته مع المسؤولين المصريين حول أربعة عناوين رئيسية، أولها يتمثل في التعاون بين القاهرة وبغداد لمواجهة الإرهاب الأسود الاستحواذي الذي بات يحتل جزءاً من الأراضي العربية». وأوضح: «العنوان الثاني هو التعاون الاقتصادي ما بين القاهرة وبغداد وتوطيد العلاقات الثنائية، وإعادة الانفتاح مرة ثانية بين البلدين».
واستطرد الخبير الاستراتيجي المصري قائلاً: «العنوان الثالث والأبرز يتعلق بملف الأزمة السورية على وجه التحديد، حيث يأمل العبادي من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن يكون هناك دوراً مصرياً فاعلاً لإنهاء الأزمة السورية بشكلٍ سلمي، يحافظ على وحدة الأراضي السورية، خصوصاً أن مصر لها وجهة نظر مغايرة عن السعودية تجاه ما يحدث في سورية»، مشيراً إلى أن «القاهرة ما زالت تتمسك بالتغيير السلمي للنظام في سورية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية حتى وإن استمر هذا النظام الحالي».
وتابع العزباوي: «أما العنوان الرابع وهو الأبرز أيضاً كان التعاون ما بين حوزة النجف الأشرف وبين جامعة الأزهر لإظهار الوجه السمح للدين الإسلامي، وأيضاً الدور الذي يمكن أن تلعبه بغداد لتقريب وجهات النظر ما بين طهران والقاهرة وغيرهما من الدول العربية»، واصفاً دول المنطقة كأنها سفينة واحدة، إذا غرقت فسوف تغرق جميعها، وعدوها هو عدو واحد. وشدد على أن «القيادة المصرية بدأت تقتنع بأن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد خيراً لأي دولة في هذه المنطقة سوى الكيان «الإسرائيلي» فقط».
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن «هناك تعاطياً شديداً وتحركات مصرية لأول مرة تجاه إنهاء الأزمة السورية بشكل سلمي، إذ بدأت القاهرة تستضيف وتفتح أفقاً سياسياً مع المعارضة السورية غير المسلحة ومع النظام في سورية للتوسط في ما بينهما، لا سيما أن القاهرة لم تتورط في أي إراقة للدماء السورية، في ظل التقارب ما بين موسكو والقاهرة من جانب آخر، حيث تتطابق وجهات النظر بضرورة الإبقاء على النظام في سورية والدولة السورية والتغيير السلمي».