أريد أن أحيا الوطن مرتين..
} فاتن شيمي
ماذا لو حطّت حمامة،
على شجرة الزيتون،
في مدينتي (حيفا)..
سأحمّلها السلام،
لتلثم كل شبر من تراب بلدي..
ماذا لو خاطبني النسيم،
بأنني على موعد مسبق،
مع فنجان قهوة،
سأرشفه مع جارتي هناك..
ماذا لو أعطاني،
طفل صغير حجرة،
لأصبّ جام غضبي،
على المحتل الغاصب..
ماذا لو حضرت عرساً،
ووضعت الكوفية على أكتافي،
وسمعت النسوة يزغردن،
ويصدحن بأجمل المواويل والعتابا..
والفتيات ينثرن الأرز من الشرفات؟
ماذا لو أتيحت لي الفرصة،
لتطأ قدماي أرض وطني؟
سآخذ حفنة من التراب وأشمها..
سأدخل القدس
وأصلي بحرمها،
وأتمشى بشوارعها القديمة،
وأصادق الحمام..
وبعدها سأتوجّه،
مروراً بكل المدن والقرى،
وأشبع رئتي هواء عليلا،
مشبعاً بالانتماء..
وأقطف من خيرات وطني وأنعم..
ماذا لو لاح كالبدر،
رجلي الذي أعشق..
بسمرته، بشامته، بهيبته،
برائحة التبغ التي تفوح منه..
أقبل علي،
عانقني وأحكم عليّ بيديه،
حتى تنفست رائحة التبغ،
العالقة بثيابه؟؟
ماذا لو وشم عطره على مسامي؟
ﻷحيا الوطن مرتين!!