طهران ستدعم احتياجات سورية النفطية لمواجهة «قيصر».. وانفجارات هائلة في مستودعات أسلحة «قسد» في مدينة الحسكة
الجعفريّ: هدف واشنطن من إيصال المساعدات الإنسانيّة تكريس وقائع على الأرض تخدم مصالحها
قال مندوب سورية في الأمم المتحدة إن واشنطن تسعى من خلال قرارات مجلس الأمن ذات الشأن الإنساني لاستغلال آلية إيصال المساعدات عبر الحدود لتكريس وقائع جديدة على الأرض تخدم مصالحها.
وأوضح بشار الجعفري في حديث لموقع «النشرة» اللبناني، أن «الإدارة الأميركيّة تسعى من خلال قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن الإنساني، إلى محاولة استغلال آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود لتكريس وقائع جديدة على الأرض تخدم مصالحها وأجنداتها المعادية لسورية وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وذلك من خلال العمل على ضمان وجود معابر مشرعنة بقرار من مجلس الأمن لإيصال المساعدات للميليشيات الانفصالية العميلة لها في الشمال الشرقي، وللقوات العميلة للنظام التركي والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها في مناطق الاحتلال التركي في شمال وشمال غرب البلاد، وتكريس وقائع جديدة على الأرض، واستدامة الواقع الاحتلالي المخالف للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة».
ورأى الجعفري أن «أي مزاعم بالحرص الإنساني تروّج لها الإدارة الأميركية تدحضها الوقائع المتمثلة بالحصار الجائر المفروض على الشعب السوري، من خلال التدابير القسرية الانفرادية التي تفرضها الإدارة وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي على سورية، والتي تحول دون حصول السوريين على احتياجاتهم اليومية من غذاء ودواء وكهرباء ومازوت، والأنكى من ذلك أن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقدمان سنوياً مليارات الدولارات لمساعدة النظام التركي على استدامة هذا الواقع اللاإنساني تحت عناوين إنسانية زائفة»، معتبراً أنه «لو كانت نيات هذه الدول سليمة إنسانياً لكان تم صرف هذه الأموال على إعادة الإعمار بما يسمح لملايين اللاجئين والنازحين بالعودة إلى حياتهم الطبيعية».
وفي الجانب العسكري والسياسي في سورية، أوضح الجعفري أن «الجيش العربي السوري حقق بدعم من الحلفاء والأصدقاء انتصارات كبيرة في حربه على الإرهاب، وتمكّن من تحرير معظم الأراضي السورية وإعادتها إلى سيطرة الدولة، وسيواصل جهوده لتحرير باقي الأراضي السورية من الإرهاب والوجود الأجنبي اللاشرعي».
مضيفاً: «أما في ما يتعلق بالعملية السياسية، فقد أكدت الحكومة السورية على التزامها بالحل السياسي بقيادة وملكية سورية ومن دون أي تدخل خارجي، ويسرت مهام المبعوث الخاص غير بيدرسن التي أفضت إلى إنشاء اللجنة الدستورية».
من جهة أخرى، شدد الجعفري على أن «قانون قيصر هو محاولة من الإدارة الأميركية لمنح تشريعاتها الوطنية أثراً على الصعيد الدولي، وهذا يمثل انتهاكاً للمبادئ الأساسية التي يقوم عليها بنيان القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وأهمها مبدآ السيادة والمساواة في السيادة بين الدول».
وتابع الجعفري: «إنني على ثقة بأن سورية وبدعم من حلفائها واصدقائها ستحبط مفاعيل هذا القانون وستواصل عملية إعادة إعمار ما دمّره الإرهاب بطاقاتها الوطنية وبدعم من الدول الصديقة المؤمنة بالقانون الدولي».
وعلى صعيد تداعيات قانون «قيصر»، أكد السفير الإيراني لدى دمشق، جواد ترك أبادي، أن بلاده ستستمر بدعم احتياجات سورية من المشتقات النفطية في مواجهة الموجة الجديدة من العقوبات الأميركية المفروضة ضمن «قانون قيصر».
وقال أبادي، في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية، على هامش «المؤتمر الأول لرجال أعمال وسيدات المجتمع السوري» في دمشق: «أؤكد لكم أننا سنقف إلى جانب بعضنا البعض، والشعب السوري صامد إلى جانب وطنه ومؤسساته».
وأضاف أبادي، رداً على سؤال حول الاحتياجات السورية الملحّة من المشتقات النفطيّة التي تعدّ مدخلاً أساسياً لقطاع الإنتاج الزراعي والصناعي الذي استهدفه قانون قيصر بشكل خاص: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أتمّ الاستعداد لتقديم كل ما نستطيع من احتياجاته (الشعب السوري) النفطية والطاقوية».
وتابع: «نحن والسوريين ضمن قارب واحد في هذا المنحنى التاريخي، ونعمل بجهد لتجاوز العقبات التي تحاول أن تفرضها علينا الولايات المتحدة الأميركية وعملائها، مؤكداً أن الشعب السوري قادر على ذلك».
وجدد السفير الإيراني تنديد بلاده بالإجراءات الاقتصادية الأحادية ضد سورية، معتبراً أن الولايات المتحدة تحاول عبر هذه الخطوات تعويض خسائرها العسكرية وتراجع نفوذ التنظيمات المسلحة في الأراضي السورية، وختم حديثه بالقول: «قريباً إن شاء الله سنحتفل جميعاً بانتصار سورية الشقيقة».
وبدأت الولايات المتحدة في 17 يونيو بتطبيق «قانون قيصر» الذي تمّ بموجبه فرض عقوبات على 39 شخصية وكياناً على صلة بالسلطات السورية، بينهم الرئيس بشار الأسد، وعقيلته أسماء الأسد.
وتستهدف هذه العقوبات القطاعات الأساسية للاقتصاد السوري وسلطات البلاد والجهات الداخلية والخارجية التي تدعم العمليات العسكرية للحكومة، وذلك في الوقت الذي تستولي فيه الولايات المتحدة على مجموعة من أكبر الحقول النفطية السورية وتسعى إلى منع استعادة دمشق السيطرة عليها.
ميدانياً، تداولت وسائل الإعلام مشاهد تظهر الانفجارات العنيفة التي حدثت في مستودعات الأسلحة التابعة لتنظيم «قسد» المتعاون مع الجيش الأميركي.
ونشرت وكالة «سانا» السورية مشاهد تظهر جانباً من الانفجار الذي حدث في مدينة الحسكة السورية، مشيرة إلى أنه انفجار لمستودع ذخيرة بجانب مقار مجموعات «قسد» في حي المشيرفة شمال غربي المدينة.
ونشرت قناة «Directorate 4» الروسية على «تلغرام» مشاهد فيديو وصور تظهر الانفجارات الشديدة التي حدثت في المنطقة، والتي تشير إلى انفجار الأسلحة في هذه المستودعات.
وكانت وسائل إعلام أجنبيّة في الحسكة، أفادت بأن انفجاراً عنيفاً ضرب موقعاً لمسلحي تنظيم «قسد» الموالي للجيش الأميركي في مدينة الحسكة.
وأضافت بأن الانفجار حدث ضمن مخازن للذخيرة والأسلحة الثقيلة العائدة للتنظيم ضمن مباني «المحلج المنشاري» و»ساحة الجمارك» بمحيط حي المشيرفة شمالي غرب مدينة الحسكة حيث سمعت أصوات الانفجارات العنيفة في أرجاء المدينة.
وتابعت وسائل الإعلام قائلة، بأن مسلحي «قسد» فرضوا طوقاً أمنياً وأغلقوا جميع الطرق المؤدية إلى موقع التفجير في أحياء الناصرة والبيطرة والمعيشية والمشيرفة، مع سماع أصوات سيارات الإسعاف التي توجّهت إلى موقع التفجير.
ولفتت إلى أن أضراراً في الأبواب والنوافذ في المنازل وقعت بجميع الأحياء، مع حركة نزوح للسكان من المواقع القريبة من التفجير نتيجة سماع الأصوات الصغيرة والتفجيرات المتتالية في الموقع.