مصطفى الحمود.. ونحن نعرف هذا الرجل!
البطولة قيمة وميزة للإنسان. أساسها عقل ووعي. المرء يكون بطلاً باختياره، وليس رغماً عنه، جراء إيمان بمبدأ او عقيدة او قضية، أو واجب مهنيّ.
من أبطالنا في «البناء»، وهم كثر، الزميل مصطفى الحمود، مناضل بالصحافة، كلمة وصورة، عابر للعقود بصبر مهيب لا يكلّ ولا يملّ، دأبه هوىً واعتياد وحبّ، وكأنه لا يطلب شيئاً لنفسه في عصر الحصار سوى البقاء في الميدان ولو انهال ركامه حوله وعليه..
علّق زميل متابعٌ في مجموعة واتس أب بعد أن نشر صورة للزميل مصطفى خلال العدوان اليهودي العام 2006، فكتب حرفياً: «أعرف هذا الرجل. اسمه مصطفى الحمود، المصور الصحفي، الجندي المجهول لكثيرين. الصورة في عدوان تموز 2006 بعد ثوانٍ قليلة من غارة إسرائيلية على بلدة زبدين (نبطية) وقبل دقائق من غارة أخرى. الصورة التقطها على الأرجح «جندي» آخر هو الصديق كامل جابر. لسنوات طويلة، حمل مصطفى ورفاقه دمهم على كتفهم حرفياً، ونقلوا للعالم صورة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان، بين تموز 2006 وتموز 2020 كل شيء تغيَّر. لم يعد هناك شيء «بخمسميّة» كما تقول الآرمة التي في الصورة. هذا زمان انتهى. من دمار «إسرائيل» في تموز 2006 إلى «أنقاض» وطن في تموز 2020، لا زال مصطفى ورفاقه يركضون ولا يصلون إلى برّ أمان!».
.. ونحن نعرف جيداً هذا الرجل، وعلى الأقل أن يُسعف القلم إن لم يسعف الحال، يا مصطفى، تحية لك، ولكل الجنود «المجهولين» الراسخين عميقاً، الشهيرين جداً في وجدان شرفاء الأمة، في «البناء» وفي كل إعلامنا المقاوم. وليس شرط «الركض» العبور إلى برّ أمان. «الآمنون» وحدهم هم الذين توهّموا «وصولهم»!