هل الحراك الديبلوماسي بداية لعقد المؤتمر الوطني؟
} عمر عبد القادر غندور*
الحديث عن إيجابية أميركية ما، بعد زيارة السفيرة الأميركية إلى السراي وتناولها الغذاء بدعوة من الرئيس حسان دياب الذي وصف محادثته مع السفيرة بالجيدة، تبقى تكهّنات لا ترقى الى الجدية، ولا نستبعدها كون الإدارة الأميركية في عهد رئيسها ترامب كثيرة التقلب بين ليلة وضحاها، لا بل هي سمة مرادفة، ما يوحي بعدم الثقة بالمواقف الأميركية إزاء القضايا التي تواجهها.
أما الإفاضة في ترجمة مفاعيل زيارة السفيرة شيا الى السراي في الوقت الذي يتشدّد فيه وزير خارجية البيت الأبيض بومبيو اتجاه لبنان وتشديد الضغط عليه، تبقى الإيجابية موضع تساؤل؟ وآخرها الحديث عن استثناء لبنان من بعض بنود قانون قيصر في موضوع الترانزيت والفيول والتبادل التجاري مع سورية.
ولا نكشف سراً إذا ذكرنا انّ الإيجابية المُشار إليها لم تكن بفعل زيارة السفيرة الى السراي، بل الى زيارتها قبل يومين إلى عين التينة واجتماعها إلى دولة الرئيس نبيه بري الذي تكتمت أوساطه عن أيّ تفصيل ترتب عن زيارة السفيرة لعين التينة.
وهذا لا يعني التقليل من جدية الزيارة للسراي لا سمح الله، بل تتمة لزيارة عين التينة وكلاهما يتمّم الآخر ويمكن ترجمته في السياسة تحضيراً لشيء ما، ما يوجب الاجتماع إلى رئيس السلطة التشريعية وإلى رئيس مجلس الوزراء، وهو ما فعلته السفيرة…
إلا أنّ هذه التحركات لا تحجب قسوة الأوضاع في البلد في ضوء أزمة الكهرباء المتجدّدة في عز الصيف والفلتان المستشري لصرف الدولار وعجز المواطن عن تلبية تكاليف حاجاته الأساسية، والعودة الى نقطة الصفر في تفشي كورونا وما تتركه من ندوب إضافية على أعصاب المواطن، يعود الشارع الى التحرك من جديد للتعبير عن يأسه وعجزه وقلة حيلته، كلّ ذلك يضاعف الضغط على الحكومة وايّ حكومة في مثل هذه الاوضاع، فيما تشهد الأروقة السياسية همساً في الوقت الحاضر، ولن يبقى همساً في الساعات المقبلة ويتمحور حول تحضيرات للدعوة الى مؤتمر وطني بقيادة شخصية روحية مسيحية، على إنقاض الاجتماع الوطني والذي لم يُحدث اختراقاً لجدار الانقسام اللبناني، ولعلّ الحراك في الشارع مقدمة للمؤتمر الوطني الذي يشارك فيه كلّ المتخلفين عن اجتماع بعبدا.
إلا انّ عقلاء في هذا التوجه يريدون التفاهم مع رئيس الجمهورية وعدم إقصاء «الموقع» عن التحرك الجديد؟ باعتباره يمسك بأوراق كثيرة قد تجعل «المؤتمر الوطني» ينتهي الى ما انتهى اليه اجتماع بعبدا وما على اللبنانيين إلا الانتظار…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي