ثقافة وفنون

ميس ابو غوش… مازالت تنادي

 

مريانا أمين

ما زالت تنادي
أنا هنا يا بلادي
أنا هنا !
إبنة اثنيّ وعشرين ربيعاً
في زنزانة مُحكمة
على تراب وطني ..
جلبني إليها جنديٌّ وقح
وكأنه يصعد بي إلى قمة جبل
ليعرّيني تحت أعشاش النسور
علّهُ يحتفل هو ورفاقه
بما تبقّى منيّ…
من جسدي…
على قيد الحياة
أنا هنا في زنزانة
فلا تُغرقوا نضالي
في بحر النسيان
ولا تُتاجروا بما تبقى مني
في سوق النخاسة

أنا هنا في زنزانة
جلبني إليها جندي وقح
فكَسّر عظامي
وجلد جسدي
وما زلت صامدة
كي لا تسقط فلسطين
كي لا تُمحى إنجازات
شهداء فلسطين

هل تعرفونه!؟
أنا أعرفه
إنه ناشطٌ !
ناشطٌ في ميادين البربرية
عاكفٌ على الإجرام والأذية
قلبهُ محميّة أوبئة وحشرات
قضى أخي شهيداً على يديه
وألحق به أخي الصغير سليمان
يزيد على زنزاناته
طفلاً آخر من أطفال فلسطين
غارساً في جسده الطريّ أنيابهُ

وأنا هنا !
أنا هنا يا بلادي
متمسكة بقول والدي
الذي لم يستطع عناقه
لكنه جاء رافع الرأس
عالياً عالياً
ها هو صوته…
صوته في أذني ما زال مدوياّ:
يا ميس!؟
إنْ ما حصل في معتقل الخيام
سيحصل “للمسكوبة ”
وصوتك يا ابنتي يقول
فلسطين…
فلسطين بهوائها ومائها وترابها
لا تحلّ لمُحتلّ…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى