حديث الجمعة
الرسالة الأخيرة
تتراكم الأحداث كأنها لفافات مكدّسة وتصطف الأيام كلوحة فسيفسائيّة مجنونة ملّ صانعها من إكمال لوحته فأخذ يرمي بقطعه الصغيرة مبعثراً إياها في لحظة تخلٍّ.. واذ به يخطئ بإمضاء اسمه ويثور على نفسه ويغضب… فيلملم ما تبقى من صبره، كصانع ساعات اعمى… يحاول استخدام حدسه فيخونه هذا الحدس…
يجلس وحده في غرفته التي امتلأت ضباباً من غليونه القديم.. يتأمل سقف غرفته الذي لم ينتبه لتجاعيده يوماً
ويقرّر أن يكتب رسالة موت لأحبابه.. يبدأ بكتابة سطره الاول:
جفّ حبر قلمي فكتبت بدمي
وماتت أمي فبكيت وحيدا
مات أبي قُصّ ظهري وانحنيت
خانني اصدقائي فصادقت نفسي
وإذ بنفسي أرادت ان تتخلى عني فدنوت منها أعتذر عما حصل.. أبت واستكبرت… وها انا اقتلها خوفاً من ان أُدمّر ما تبقى من كبرياءٍ رفضت ان أُسلمه لعدوّي.
ميساء الحافظ