لوزيانين لـ«التلفزيون السوري»: اهتمام الغرب بأحداث باريس يؤكد معاييره المزدوجة تجاه الإرهاب
اعتبر القائم بأعمال مدير معهد الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية سيرغي لوزيانين أن «الإهتمام الكبير الذي أبداه الغرب بالاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له صحيفة «شارلي ايبدو» في باريس وعدم رؤيته لما تقوم به التنظيمات الإرهابية من قتل واغتصاب ودمار في سورية يؤكد المعايير المزدوجة في تصور الغرب للإرهاب كظاهرة عالمية».
وقال لوزيانين: «إن الغرب لا يلاحظ آلاف القتلى في سورية والمئات في أفريقيا وفي بلدان أخرى على يد الإرهاب»، مؤكداً أن «قتل أي إنسان يعتبر مآساة كبيرة فكيف في كل عملية إرهابية تترك خلفها آثاراً عميقة لكثرة ضحاياها!».
وأضاف الأكاديمي الروسي: «إن الكارثة في باريس هي عملية إرهابية سببتها الرسومات المسيئة للرسول وجرى الحديث عنها مئات المرات، أما في سورية عندما ينشط تنظيم «داعش» بعملياته الإرهابية ويشن بمساعدة تنظيمات متطرفة أخرى حرباً ضد الشعب السوري وغيره ويقوم بعمليات إبادة جماعية فإن قادة الغرب يفسرونها بغير ذلك ويتحدثون عن الإرهابيين وكأنهم ثواراً وهذا ما يثير الغضب لدى الآخرين».
وشدد لوزيانين على أن «مثل هذه الممارسات الإرهابية يجب ألا تغيب عن جدول أعمال منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وعن وسائل الإعلام العالمية الرئيسية، لكن على رغم ظهور هذا الموضوع من فترة الى أخرى يجري في الوقت ذاته طمسه وتحريف حقيقته، وهنا تتجلى ازدواجية معايير الغرب»، لافتاً إلى «أن الولايات المتحدة لا ترغب في الحديث عن ذلك لذا تحجب هذه الكوارث بحق الشعب السوري إلى الخطوط الثانوية».
وأشار إلى أن «العقوبات الاميركية والغربية ضد روسيا تحقق بعض الأهداف التكتيكية ولكنها على المستوى الاستراتيجي تساعد روسيا في تحقيق نجاحات جدية في الاقتصاد الجديد، إضافة إلى أنه بهذه العقوبات تكون الولايات المتحدة قد رفعت يدها في وجه لاعب كبير».
ولفت إلى «أن الولايات المتحدة لا تريد اليوم أن تلعب دورها على قدم المساواة مع غيرها من البلدان فهي ترغب باستغلال أوروبا وحلفائها الصغار وتحملهم خسائر كبيرة وأحياناً بطرق ملتوية غير مشرفة كي تجندهم وتوجههم ضد روسيا»، مؤكداً أن «هذه السياسة قصيرة النظر ولن تؤدي إلا الى طريقٍ مسدود، لأن روسيا دولة كبرى وستصمد وتعيد ترتيب أولوياتها لتكون بالنسبة الى الولايات المتحدة فيتنام أخرى».