مهنا لـ«الاتجاه»: الحوار في موسكو ضرورة وطنية سورية للتوصّل إلى حلّ سياسي للأزمة

أكد نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا أن «مؤتمر الحوار في موسكو ضرورة سياسية وطنية لملء فراغ وللرهان على حل سياسي للأزمة وعلى حوارٍ سوري – سوري الذي لطالما كان المطلب الأساسي للخروج من الأزمة».

واعتبر مهنا أن «المبادرة الروسية جاءت لتأكيد دور روسيا كلاعبٍ سياسي ومرجعية اساسية ومن باب الحرص على الدفع نحو حوار سوري – سوري يؤسس اولاً للقاء يجمع قوى المعارضة بكل تصنيفاتها واماكنها ومن ثم يصبح هناك لقاء بين المعارضة والنظام».

ولفت إلى أن «المبادرة الروسية تحظى بموافقة اميركية وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح فضلاً عن الأمم المتحدة التي أعربت على لسان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بموقف مشجع ومشارك للدعوة».

واتهم مهنا «الائتلاف المعارض» بعرقلة هذه المبادرة، معتبراً أنه «هو الذي يضع فيتو على موسكو-1 وعلى امكانية حوار سوري – سوري، وبالتالي يتحمل في شكل مباشر تعطيل الحوار وسد الآفاق، لأن هناك قوى إقليمية وغربية تحاول ان تعطل المبادرة الروسية والدور الروسي».

وأمل مهنا «أن تكون مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر موسكو وازنة، لا سيما بعد ان اتخذت القيادة السورية قرار المشاركة به»، مشيراً إلى أن «هذا المؤتمر هو ضرورة سياسية وطنية لملء فراغ، والرهان على حل سياسي للأزمة وعلى حوارٍ سوري – سوري الذي لطالما كان المطلب الاساسي للخروج من الأزمة، كما يأتي في سياق ان مؤتمر جنيف لم ينتهِ الى نتائج ايجابية، وبالتالي كانت المبادرة الروسية للتأكيد على دور روسيا كلاعبٍ سياسي ومرجعية اساسية ومن باب الحرص على الدفع نحو حوار سوري – سوري يؤسس اولاً للقاء يجمع قوى المعارضة بكل تصنيفاتها وأماكنها ومن ثم يصبح هناك لقاء بين المعارضة والنظام».

وفي رده على سؤال حول الدعوات الروسية لشخصيات في المعارضة، أوضح مهنا أن «هذا ترتيب يتعلق بصاحب الدعوة والمبادرة الذي اختار توجيهها الى شخصيات في المعارضة آخذاً في الاعتبار انها تمثل الكيانات ومن باب الحرص ان لا تتكرر تجربة الدعوات لمؤتمر جنيف التي كانت موضع اشكالية حقيقية واجهت اطراف المعارضة، حيث وضع ما يسمى الائتلاف المعارض فيتو على اطراف المعارضة الأخرى واعتبر انه الممثل الشرعي الوحيد لهذه المعارضة كما ان هيئة التنسيق استبعدت منه، والقيادة السورية استغربت حينها استبعاد مثل هذه الاطراف المعارضة الوطنية التي لها دورها ايضاً، لذلك ربما لتقدير عند الطرف الروسي اختار ان يوجه الدعوة لشخصيات وليس لكيانات».

وعن تصريح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن واشنطن لا تعارض انعقاد مؤتمر حوار سوري – سوري في موسكو، لفت مهنا الى انّ «الادارة الاميركية جرّبت على مدى أكثر من سنتين ان تجد إطاراً للحلّ ترجم في جنيف-1 وجنيف-2 لكن لم يصلا الى نتيجة ولا بدّ لروسيا وهي شريكة ولها ثقلها ودورها ان تطرح مبادرة»، مبيّناً أنّ «المبادرة الروسية تحظى بموافقة أميركية وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح فضلاً عن الأمم المتحدة التي أعربت على لسان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بموقف مشجع ومشارك للدعوة»، مشدداً على أنّ «روسيا شريكة في انتاج جنيف-1 والفيتو كان على مشاركة ايران وليس على روسيا».

وعن الآمال المعقودة على هذه المبادرة نوّه مهنا إلى أنّ «القيادة الروسية لا تنطلق من سقفٍ عالٍ وتوقعات كبرى بأنها أخذت على عاتقها حلّ الأزمة في سورية، بل تضع أسساً ومنطلقاً لمسار مبني على قاعدة الحوار السوري – السوري، أيّ تحاور أطراف النزاع لتصل إلى خلاصات ومقترحات يُبنى عليها، ولا تنفك القيادة الروسية تتحدّث عن الشركاء الغربيّين وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية، ما يعني أنّ خطوتها جاءت ضمن تفاهم معيّن مع الإدارة الأميركية والأمم المتحدة لأنّ بعض الدول الأوروبية تسعى لإسقاط الحلّ السياسي».

وتمنى مهنا تلبية الدعوة الروسية من قبل كلّ الشخصيات التي وجهت اليها الدعوة لفتح أفق ومسار للحلّ، قائلاً: «احترم المواقف الوطنية لهيئة التنسيق لا سيما بما يتصل برفض التدخل الخارجي العسكري ورفض العسكرة ورفض التطييف ويمكن ان تكون أساساً في صياغة نمط جديد من العلاقة بين هيئة التنسيق والنظام، ولكن ينقصها قرار ومبادرة لخطوة باتجاه الحوار مع النظام، لأنّ كلّ المبادرات التي قدّمتها هيئة التنسيق كانت تدور على محور واحد هو تجميع المعارضة في إطار وحدتها، وهيئة التنسيق مؤهّلة بأن تقوم بخطوة باتجاه بدء حوار مع النظام».

وتساءل مهنا: «أليس ما يُسمّى الائتلاف المعارض هو الذي أطاح بمبادرة هيئة التنسيق عندما انقلب على الوثائق الموقعة مع هيئة التنسيق واشترط ان تكون كلّ القوى المعارضة تحت لواء الائتلاف بما يمثل من امتداد لمرجعيات عربية رسمية او اقليمية او دولية!»

ورأى مهنا في مواقف المملكة العربية السعودية عرقلة للمبادرة الروسية قائلاً: «هناك من يعرقل هذه المبادرة ولا يسمح للائتلاف بالذهاب نحو الحل السياسي»، محمّلاً ما يُسمّى الائتلاف المسؤولية، معتبراً أنه «هو الذي يضع فيتو على موسكو-1 وعلى امكانية حوار سوري – سوري، وبالتالي يتحمّل في شكلٍ مباشر تعطيل الحوار وسدّ الآفاق»، متسائلاً: «هل هذه مصلحة الشعب والدولة والمعارضة الوطنية في سورية أم مصلحة خارجية؟ وما البديل عن الحوار؟»

ونوّه مهنا الى أنّ «توقيت إعلان الإدارة الأميركية عن عدم معارضتها انعقاد مؤتمر للحوار في موسكو شكل من أشكال محاولة تأمين مناخ ايجابي للحوار، لأنّ هناك قوى إقليمية وغربية تحاول ان تعطل المبادرة الروسية والدور الروسي».

وأضاف: «الأميركيون يسهّلون الأمر ويحضّون الأطراف على المشاركة، لا أضع كلّ أطراف المعارضة في خانة التبعية وهناك أطراف لها دورها»، متسائلاً: «هل ما زال البعض يطالب بتدخل عسكري كما يفعل المجنون فرنسوا هولاند الرئيس الفرنسي بقوله إنه من الأخطاء الكبرى انه لم يتمّ توجيه ضربة عسكرية لسورية في عام 2013، اين موقف المعارضة من هذا الكلام الخطير؟»

وأضاف: «هيئة التنسيق وجهت مجموعة أسئلة استيضاحية الى روسيا، والشيء الإيجابي أنّ الخارجية الروسية تقدّمت بأجوبة وهذا يعني انّ هناك اخذاً ورداً والأبواب غير مقفلة».

وأشار مهنا الى انّ «انطلاق مؤتمر موسكو-1 يؤسّس لـ موسكو- 2 و3 ويتقاطع بدوره مع أطر ومؤتمرات قد تكون أوسع وأشمل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى