زلزال لبنان وحقيقة ما حصل
} د. عمران زهوي
لا شكّ أنّ ما حدث في بيروت هو زلزال ونكبة غير مسبوقة، ولم يكن ينقص لبنان هذه الكارثة فيما هو يعاني من إفلاس وأزمة مالية واقتصادية وجائحة كورونا والبطالة التي فاقت أرقام كبيرة، وانعدام الإنتاجية في كلّ المهن.
فأتى الانفجار ليزيد الطين بلة، إذ لا ينقص هذا الشعب مصيبة أخرى لتزيد من همومه وصراعه من أجل لقمة العيش، وسط دولة لا تستحقّ أن تسمّى أكثر من مزرعة وسط تناحر وتحاصص طائفي بغيض، وجلّ همّ بعض المسؤولين كيفية زيادة ثرواتهم وزبانيتهم…
ما حدث في مرفأ بيروت لا شكّ أنه عمل متعمّد، حيث انّ العودة الى الباخرة التي يملكها روسي ومسجلة في ملدوفيا والتي تمّ شراؤها قبل أشهر وهي بحالة غير جيدة والحمولة الزائدة التي كانت على متنها، اذ انها فقط تتسع لـ 1900 طن فلماذا كانت الحمولة 2750 طن والتخلي عنها وعن نيترات الأمونيوم والتخابط بين كلّ الأجهزة المعنية والقضاء والمسؤولة عن المرفأ.
بالعودة الى الانفجار وبحسب الخبراء لا يمكن لنيترات الامونيوم ان تنفجر من تلقاء نفسها إذ تحتاج إلى أمرين…
الأول: هو درجة حرارة عالية تفوق الـ 180 درجة مئوية.
الثاني: بحاجة إلى صاعق وضغط كبير للتفجير.
إذ سرعة وقوة العصف (الموجة الصدمية) كانت 750 متراً خلال 2.18 ثانية، مما يعني انّ هذه القوم تعادل 14.6 كيلو طن أيّ 61 جيغاجول، وهذه قوة الانفجار، لذلك بحاجة إلى 26 ألف طن من نيترات الامونيوم وليس 2750 طن.
ومركز رصد الزلازل في الأردن تحدث عن 4.5 على مقياس ريختر، والمركز اللبناني تحدث عن 3.5 درجة، وسماع دوي الانفجار في قبرص والتي تبعد 240 كم عن بيروت. لذلك حسب الخبراء هناك اعتداء ارهابي بطريقة ما مع سبق الإصرار والترصد.
واستناداً الى تحليل الفيديوات التي نقلت الانفجار توصلنا الى استنناج بأنه لا يمكن لكمية 2700 طن من نيترات الامونيوم ان تتسبّب بموجة صدمية مشابهة لما جرى في مرفأ بيروت. وطرحنا السؤال: من أين أتت طاقة الانفجار؟
المخطط أدناه يُظهر قطر دائرة الفجوة التي يُحدثها الانفجار ربطاً بقوة الانفجار مُقاسة بالكيلوطن، والصورة المرفقة مأخوذة لقطر الفجوة التي أحدثها الانفجار في مرفأ بيروت ويبلغ 150 متراً، ويتضح من المخطط انّ هكذا قطر تسبّبه قوة تفجير توازي 15 كيلوطن، في حين لو انّ التفجير كان ناجماً عن 2700 طن من نيترات الأمونيوم (ايّ ما يعادل قوة تفجير 1.5 كيلوطن) لكان ينبغي ان يكون قطر الفجوة 80 متراً.
بناءً على كلّ هذه المعطيات لا شكّ انّ ما حدث هو مفتعل، واما بالنسبة للكلام عن وجود أسلحة للمقاومة فهذا ذرّ الرماد في العيون لأنّ القاصي والداني يعلم من هي الجهات والقوى السياسية المناهضة للحزب والموجودة في المرفأ، بالإضافة الى انه ليس منطقياً أن يكون هناك سلاح وبعيد عن العيون والرقابة والحماية من قبل المقاومة.
إذ انّ هناك جهات خارجية وداخلية تسعى لتدويل القضية لعدة أسباب أهمّها ترسيم الحدود وضبط الحدود البرية ومحاصرة المقاومة داخلياً…