ثقافة وفنون

لمعتان

} الشاعر مصطفى بدوي

كانوا في وجدة ياكلون البطاطا يا سعدي:

من خلال مشاغل الاخضر بن يوسف ونهايات الشمال الأفريقي  كان لي ان أعبر الى مدينتي وجدة شعرياً.. تلك المدينة المستلقية على كتف انجاد، المدينة التي يهيأ لي في أحايين عديدة  انها شبيهة بامرأة حطاب طلقها الحظ او أخطأت موعدها في العشق حتى تناهبها العابرون والجواسيس والبدو وغلاظ القلوب الذين تداعوا اليها من كل جدب سحيق..

تسللت الى وجدة من مسام شعرية فوارة تصل آشور بألف ليلة وليلة والسندباد بمطر السياب ونخل العراق بسيدي بلعباس ووجدة بوهران ووهران بلندن الصخر والحديد..

كنت أجد لذة جارفة وأنا أردّد في صمت الليالي البعيدة  بخدر حرون  :

«نبي يقاسمني شقتي

يسكن الغرفة المستطيلة

وكل صباح يشاركني قهوتي بالحليب وسر الليالي الطويلة

وحين يجالسني وهو يبحث عن موضع الكوب في المائدة

–  وكانت فرنسيّة من زجاج ومعدن

ارى حول عينيه دائرتين من الزرقة الكامدة».

ومنذ ذلك الهبوب المندى بالتيه لازمني الاخضر بن يوسف فـ(كانت ملابسنا في الخزانة واحدة) و(كان يلبس يوما قميصي / وألبس يوماً قميصه)

ولم نفترق مطلقا في الضياع!

(**)عنوان نص لسعدي كتبه يوم 30 حزيران 2020

عبده الحامولي :

تحت البيادر

وذات سماء مرصعة بفراشات تتراقص ملء الهسيس

كان عبده الحامولي يحملني ما يشبه الشجن المصفّى بأباريق الخمرة الجارفة

كنت أنسى في حضرة الخدر البعيد ان لي موعداً في السقوط المريع

فتلكأت حتى نمت في دمي صفصافة عنوانها

(شربت الصبر بعد التصافي).

* شاعر وناقد مغربي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى