الوطن

المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان: حشد موارد مهمة لتلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب

أكدت رئاسة المؤتمر الدولي لمساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني، الذي انعقد أمس افتراضياً «أن المجتمع الدولي وأقرب أصدقاء لبنان وشركائه، لن يخذلوا الشعب اللبناني»، معلنة  عن حشد موارد مهمة في الأيام والاسابيع المقبلة بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبناني على أكمل وجه.

وجاء في البيان الرسمي للمؤتمر «في استجابة فورية وبهدف الدعم في أعقاب انفجار بيروت الواقع في 4 آب 2020، انعقد المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني افتراضياً في التاسع من آب، بناء على دعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية والأمين العام للأمم المتحدة. وقد ضم هذا المؤتمر الطارئ، إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كل من: الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الملك الأردني  عبدالله الثاني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، رئيس البرازيل جيربول سونارو، رئيس قبرص نيكوس انستاسيادس، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال، رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسو تساكيس، رئيس وزراء إيطاليا جيوسبي كونت، رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، رئيس وزراء السويد كجيل اسطفان لوف فان، رئيس وزراء الكويت صباح الخالد الأحمد الصباح، وزير خارجية ألمانيا هيكو ماس، وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، وزير خارجية بلجيكا فيليب غوفين، وزير خارجية الدنمارك جيبي كوفود، وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو، وزير خارجية النروج إيريكسن سوريدي، مفوض الاتحاد الأوروبي للأزمات لينارشيك، وزير الإنماء في كندا كارينا غولد، وزير الشؤون التجارية الخارجية في النذرلند سيغريد كاغ، وزير الدولة لشؤون التنمية الدولية في بريطانيا آن ماري تريفيليان، وزير الدولة للتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية ريم الهاشمي، رئيس الصليب الأحمر الدولي بيتر مورير، المدير العام لصندوق النقد الدولي كاتالينا جورجييفا، رئيس البنك الأوروبي للاستثمار ورنر هوير، مدير العمليات في البنك الدولي آكسيل فان تروتسنبرغ، نائب وزير الخارجية في اليابان نوريهيرو ناكاياما، الموفد الخاص الصيني في الشرق الأوسط جون زهاي، الوزير السويسري مانويل بيسلير، مندوب الاتحاد الأوروبي لإعادة الإعمار.

لقد كان انفجار بيروت الذي ضرب المدينة في قلبها في الرابع من آب بمثابة صدمة للشعب اللبناني بأسره ولأصدقائه وشركائه في الخارج. وقد وقف المشاركون في مؤتمر اليوم وقفة تضامنية مع لبنان، كما أعربوا عن تعازيهم القلبية لسكان بيروت الذين فقد العديد منهم أفراداً من عائلاتهم وزملاء وأصدقاء، كما تمنى المؤتمرون الشفاء العاجل للجرحى والمصدومين.

لقد أشاد المشاركون بالشجاعة اللافتة التي أظهرها أول المستجيبين والأطقم الطبية وفرق البحث والإنقاذ وجميع اللبنانيين والفرق الدولية المرسلة إلى بيروت لمساعدة الضحايا وتقديم جهود طارئة، بما في ذلك الصليب الأحمر وفرق الدفاع المدني اللبناني.

إن المجتمع الدولي وأقرب أصدقاء لبنان وشركائه لن يخذلوا الشعب اللبناني. وقد قرّر المشاركون العمل بحزم وبالتضامن لمساعدة بيروت والشعب اللبناني على تجاوز نتائج مأساة الرابع من آب. واتفقوا على حشد موارد مهمة في الأيام والاسابيع المقبلة بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبناني على أكمل وجه. وفقاً لتقييم الأمم المتحدة، هناك حاجات واضحة خصوصاً في القطاع الطبي والصحي، في المجال التربوي، في القطاع الغذائي وعلى صعيد إعادة التأهيل المُدنية، وهذه المحاور سوف تحظى بالأولوية ضمن برامج المساعدات الدولية الطارئة.

وقد توافق المؤتمرون على أن تكون مساعداتهم سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني ومنسقة جيداً تحت قيادة الأمم المتحدة، وأن تسلّم مباشرة للشعب اللبناني، بأعلى درجات الفعالية والشفافية.

وبناء على طلب لبنان، إن المساعدة من أجل تحقيق محايد وموثوق ومستقل في انفجار الرابع من آب تشكل حاجة فورية وهي متوافرة. إضافة إلى المساعدات الطارئة، إن الشركاء مستعدون لدعم النهوض الاقتصادي والمالي للبنان، ما يستدعي، في إطار استراتيجية لتحقيق الاستقرار، التزام السلطات اللبنانية بالكامل القيام سريعاً بالإجراءات والإصلاحات التي يتوقعها الشعب اللبناني.

في هذه الأوقات العصيبة، لبنان ليس وحده. فالمجتمع الدولي، بما فيه أهم شركاء لبنان، اجتمع مع فرنسا والأمم المتحدة للوقوف بجانب بيروت والشعب اللبناني، وهم سيواصلون بذل قصارى جهودهم لتلبية احتياجاتهم الأكثر إلحاحاً».

وقائع المؤتمر

وكان الرئيس ماكرون افتتح المؤتمر بكلمة شدّد فيها على وجوب العمل بسرعة وفاعلية لمساعدة لبنان وشعبه لمواجهة الكارثة التي حلّت به، والردّ بسرعة على حاجات اللبنانيين من خلال إيصال المساعدات عبر الأمم المتحدة مباشرةً إلى الشعب بمشاركة صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية.

أضاف «على السلطات اللبنانية الاستجابة لمطالب الشعب الذي يعبّر عن مطالبه بطريقة مشروعة في الشوارع»، مشيراً إلى «أن الأمم المتحدة يجب أن تعمل على مراقبة وتنسيق المساعدات المقدمة للبنان».

وتابع «الفوضى تحركها أطراف تريد زعزعة الاستقرار في لبنان والمنطقة، وفتح تحقيق شامل في تفجير بيروت هو مطلب للشعب اللبناني»، مشدّداً على أن الفوضى في لبنان ستؤثر على المنطقة».

ثم ألقت الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة أمينة محمد كلمة ركّزت فيها على دعم منظمات الأمم المتحدة للبنان في هذه الظروف الصعبة.

بدوره، توجه الرئيس عون، بـ «الشكر إلى الرئيس الفرنسي الصديق إيمانويل ماكرون على المبادرة بعقد هذا المؤتمر الافتراضي لدعم لبنان بعد الكارثة التي ضربت عاصمتنا، وهو الذي سارع الى زيارتها وشهدَ حجم المأساة بأمّ العين، والشكر أيضاً لسعادة الأمين العام للأمم المتحدة».

وشكر عون «جميع رؤساء وقادة الدول المشاركين معنا اليوم والذين تجمعهم محبة لبنان والرغبة الصادقة بدعم هذا البلد»، مضيفاً أن «العديد من المسؤولين وفرق الإغاثة الدولية الذين سارعوا بالمجيء الى لبنان عاينوا حسيّاً حجم المأساة التي طالت كل القطاعات لا سيّما تلك التي تشملها الأولويات الأربع الواردة في كتاب الدعوة لمؤتمركم الكريم، الصحة، التربية، إعادة الإعمار، وتأمين الغذاء».

وشدّد على «أن إعادة بناء ما دمر واستعادة بيروت بريقها تتطلبان الكثير، فالحاجات كبيرة جداً، وعلينا الإسراع في تلبيتها، خصوصاً قبل حلول الشتاء، إذ ستزداد معاناة المواطنين الذين هم من دون مأوى. أما صندوق التبرعات المنوي إنشاؤه، فأشدد على أن تكون إدارته منبثقة من المؤتمر».

وقال «التزمت أمام شعبي تحقيق العدالة، إذ وحدها العدالة، يمكن أن تقدم بعض العزاء لأهل المفجوعين ولكل لبناني، والتزمت أيضاً أن لا أحد فوق سقف القانون، وأن كل من يثبت التحقيق تورطه، سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية. تعهدت أيضاً بمحاربة الفساد وبالإصلاح، وعلى الرغم من كل العوائق بدأت التدابير الملموسة وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسسة واحدة بل سيشمل كل المؤسسات».

وشدّد على أنها «ليست المرة الأولى التي تدمر فيها بيروت، ولكنها في كل مرة تنهض من تحت أنقاضها، واليوم كلي إيمان، بأن بيروتنا ستنهض كما كل مرة. نعم ستنهض، بمساعدتكم، وبعزيمة أهلها وكل اللبنانيين».

كما ألقيت كلمات لعدد من الرؤساء والمسؤولين العرب والدوليين أكدت التزامها مساعدة لبنان.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى