أخيرة
بيروت لن تسقط
} يكتبها الياس عشّي
في ذروة الوجع الذي تركته كارثة المرفأ، تحمل ذاكرة بيروت الكثير الكثير من الفرح، والشموخ، والعلامات الفارقة عندما يبدأ إيقاع الموج، ورفرفة أجنحة النوارس،
فبيروت هي غسان كنفاني، وخالد علوان، وناجي العلي، ومكبرات الصوت الصهيونية تعلن انسحاب جنودها من أمّ الدنيا… من بيروت،
وبيروت هي أنطون سعاده جرح تموز،
وهي، إلى كلّ ذلك، المدينة التي عرفت جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمه، ويوسف الخال، ونزار قباني، والأخطل الصغير،
وفي بيروت درج أدونيس، ودرجت معه مجلة «شعر»،
وفيها تأسّست أول جامعة حقوقية في العالم، ومن مرفئها ومرافئ جيرانها على المتوسط أطلقت الشراع والحرف… فكانت رسول المعرفة .
مدينة تحمل بذاكرتها هذا العبق قد تكبو، لكنها لن تسقط، و»إنّ غداً لناظره قريب»…