أثينا تتهم أنقرة بتهديد السلام في شرق المتوسط والخارجيّة التركيّة: نستطيع دحر تحالف الشر المعادي
اتهمت اليونان، أمس، تركيا بـ»تهديد السلام في شرق المتوسط بعد اجتماع طارئ إثر إرسال أنقرة مجدداً سفينة للتنقيب عن النفط قرب جزيرة يونانية».
وأعلنت وزارة الخارجية اليونانية أن «قرار أنقرة إرسال سفينة المسح الزلزالي (عروج ريس) يشكل تصعيداً جديداً خطيراً ويثبت دور تركيا المزعزع للاستقرار».
وجاء في بيان صادر عن الوزارة بعد الاجتماع الطارئ لقادة القوات المسلحة أن «اليونان لن تقبل بأي ابتزاز وستدافع عن سيادتها وحقوقها السيادية».
واجتمع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، مع قادة القوات المسلحة في الأيام الماضية، ومع وزير الخارجية، ظهر أمس، بعيد إعلان أنقرة وجود سفينة تركية للتنقيب عن النفط في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط.
كذلك بحث ميتسوتاكيس مع شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
من جهته، كتب وزير الطاقة التركي فاتح دولماز على تويتر «بلغت سفينتنا للمسح الزلزالي عروج ريس (…) النقطة التي ستقوم فيها بأعمالها في البحر المتوسط».
فيما قالت وزارة الخارجية التركية إن «الذين يتصرفون بمفهوم أنا المالك الوحيد للبحر المتوسط سيصابون بخيبة أمل».
وأضافت الوزارة في بيانها أن «اليونان أظهرت من خلال اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي أبرمته مع مصر أنها غير صادقة في موضوع الحوار معنا».
وتابعت الوزارة «أنقرة لديها القدرة والإمكانات لدحر تحالف الشر المشكل ضدها في البحر المتوسط».
وجاء بيان الخارجية التركية كأول رد على بيان نظيرتها اليونانية والذي حثت فيه أثينا تركيا، على وقف الأعمال غير القانونية في شرق البحر المتوسط، وأن هذه الأنشطة استفزازية وتقوض السلم والأمن في المنطقة.
وقال بيان الخارجية اليونانية: «لن تقبل اليونان بالابتزاز. وستدافع عن حقوقها السيادية».
وأصدرت البحرية التركية، أمس، إخطاراً ملاحياً قالت فيه إن «السفينة التركية (عروج ريس) ستجري عمليات مسح زلزالي شرقي البحر المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين».
وأفادت وكالة «رويترز»، بأن هذه الخطوة من المرجح أن تجدد التوتر مع اليونان وهي عضو مثلها في حلف شمال الأطلسي»، مشيرة إلى أن البلدين على خلاف بشأن المطالب المتداخلة بموارد النفط والغاز في المنطقة.
كما أعلنت تركيا «إنذاراً بحرياً إيذاناً ببدء سفينة «أوروتش رئيس» عمليات أبحاث وتنقيب في البحر المتوسط حتى 23 آب الحالي، وذلك حسب قناة «TRT» التركية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضية، إن «تركيا استأنفت أعمال التنقيب عن الطاقة في المنطقة لأن اليونان لم تف بوعودها بشأن هذه المسألة».
ونشرت البحرية التركية مذكرة بالمعلومات البحرية مفادها أن «السفينة التركية ستقوم بنشاطاتها من 10 إلى 23 آب في منطقة تقع بين جزيرتي كريت جنوب اليونان وقبرص وقبالة سواحل مدينة أنطاليا التركية».
وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دان، أول أمس، التحركات «المقلقة للغاية» للبحرية التركية في المتوسط بعد توقيع اتفاق بحري بين مصر واليونان.
والاتفاق يهدف إلى ترسيم الحدود البحرية بين البلدين ويبدو أنه ردّ مباشر على اتفاق مماثل أبرم في تشرين الثاني بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية في مقرها في طرابلس.
يُشار إلى أنّ الاتفاق المبرم بين ليبيا وتركيا والذي بموجبه تم توسيع الفضاء البحري التركي بشكل كبير، أثار غضب معظم الدول الواقعة شرق المتوسط وفي مقدمها اليونان.
وفي السنوات الماضية اكتشفت حقول ضخمة من الغاز في شرق المتوسط ما أثار اهتمام دول مطلة على المتوسط كاليونان وقبرص ومصر و»اسرائيل» وتركيا.
وكانت اليونان أعلنت أنها مستعدة لبدء مباحثات مع تركيا حول المناطق البحرية المتنازع عليها بين البلدين لاستكشاف النفط والغاز في بحر إيجه.
ويذكر أن مصر واليونان وقعتا اتفاق تعيين الحدود البحرية بين البلدين، فيما رأت وزارة الخارجية التركية، أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المصرية – اليونانية، تعتبر «باطلة».