دور أجهزة الرقابة في زمن الانحدار الإعلامي
} عمر عبد القادر غندور*
يمكننا القول بكلّ تجرد انّ الإعلام اليوم في حالة انحدار شديد، أخطأ ويُخطئ في ممارسة حرية الرأي والتعبير والمعتقد، وبات بحاجة ماسة الى المراقبة والحدّ من انزلاقه الى محظورات، وخاصة في الوقت الراهن وتحوّله الى منصات للنفخ بأبواق الفتنة والترويج لها، وتشريع الهواء للتضليل والتخريب وللجهلة والمأجورين يتهمون ويحرّضون خلافاً لمبادئ الرسالة الإعلامية الهادفة الى تعميم المعرفة والخبر الصادق والتعليق البنّاء!
وقد بلغ الإسفاف مداه، شتم الناس حتى طال ذلك مقام رئيس الجمهورية فتناوله بعبارات نخجل من تردادها، ونستغرب كيف ترضى أيّ وسيلة إعلامية شتم رئيس البلاد أياً يكن هذا الرئيس الذي يمثل لبنان واللبنانيين وهو ما يعاقب عليه القانون! لا سيما أنّ البلاد في حالة طوارئ.
وهذه الوقائع نضعها برسم الأجهزة الرقابية وفي مقدّمها المجلس الوطني للإعلام.
ومنذ ايام نُصِبت في ساحة التظاهر ثلاث مشانق لرموز سياسية وازنة، وهو ما تناقلته بالصور مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن لا نفهم مثل هذه التصرفات إلا دعوة صريحة لإشعال الحرب الأهلية والإصرار على هذا السلوك الأرعن.
ومن لطف الله تعالى ان يصبر مريدو هذه الرموز السياسية المُشهّر بها، ويتحلوا بأعلى درجات الوعي حرصاً على الاستقرار والعيش المشترك.
إلا انّ ذلك لا يعفي الأجهزة الرقابية والمجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع من المسؤولية وفقاً للقانون، وخاصة بعد استقالة الحكومة حيث تتكثف التحركات السياسية والاتصالات المواكبة، ويستمرّ الإعلام التضليلي التحريضي في أداء دوره بالتنسيق مع الرؤوس الحامية وجماعات الـ «هشك بشك» وكلّ من يجيد الشتائم من هبّ ودبّ.
وبقدر ما نأسف لدور الإعلام المتفلت، نقدّر عالياً إعلامنا النظيف الذوّاق المتحصّن بالعلم والثقافة والأخلاق والكلمة الحرة، ولا ننسى أيام زمان يوم كانت صحافتنا الراقية والمسؤولة شريكة خبزنا اليومي، منصة صدق ونصح وتوجيه وخفة دم.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي