التقى وزير خارجية ألمانيا ونعمة وقيادة الجيش
رئاسة الجمهورية: عون حريص على أن يأخذ التحقيق في انفجار المرفأ مداه
رداً على ما تناقلته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حول تبلّغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تقرير المديرية العامة لأمن الدولة بتاريخ 20/7/2020 عن وجود كمية كبيرة من «نيترات الأمونيوم» في أحد عنابر مرفأ بيروت، أكدت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، في بيان، أن فور تبلّغ الرئيس عون التقرير المذكور، قام مستشاره العسكري والأمني، بإعلام الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع في رئاسة مجلس الوزراء بهذا التقرير لإجراء اللازم، «علماً أن الأمين العام للمجلس قد تبلّغ بدوره نص التقرير وفقاً للأصول على ما أفاد في بيانه التوضيحي تاريخ 8/8/2020 وأحاله إلى المراجع المختصة».
وأكدن “أن رئاسة الجمهورية حريصة كل الحرص، وهذا شأنها، على أن يأخذ التحقيق القضائي العدلي مداه الكامل وفق النصوص المرعية، مستعيناً بكل الخبرات التي يراها لتبيان الحقيقة الكاملة عن الإنفجار وظروفه والمسؤولين عنه على المستويات كافة”.
من جهة أخرى، استقبل عون في قصر بعبدا، بحضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، وزير خارجية ألمانيا الاتحادية هيكو جوزف ماس الذي نقل تعازي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل وتعازي الشعب الألماني بضحايا التفجير الذي وقع الأسبوع الماضي في مرفأ بيروت.
وأعرب ماس عن استعداد بلاده لتقديم الدعم للشعب اللبناني في مواجهة تداعيات حادثة التفجير. وأشار إلى أن “مؤتمر باريس لدعم بيروت والشعب اللبناني الذي نظّمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أظهر تضامن المجتمع الدولي مع لبنان في محنته، ورغبته في الوقوف إلى جانب اللبنانيين لتمكينهم من تجاوز ما حصل”. وقال إن بلاده “سارعت إلى تقديم المساعدات العاجلة إلى لبنان سواء من خلال الصليب الأحمر اللبناني أو من خلال طواقم حضرت إلى بيروت وفرق إنقاذ”.
ولفت إلى أن “مبلغ العشرين مليون يورو الذي قدمته ألمانيا، ستليه مساعدات أخرى لدعم الاقتصاد اللبناني”، موضحاً أن شركة سيمنز التي رافق رئيس مجلس إدارتها الوزير ماس في زيارته “قرّرت تقديم مولدين للطاقة بقوة 80 ميغاوات لتأمين التيار الكهربائي لمدة سنة مجاناً إلى أكثر من 65 ألف نسمة، وتقدّر كلفة هذا العمل بـ 45 مليون يورو”، مشيراً إلى أن “المعدات اللازمة ستصل إلى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة، ليتمّ تركيبها في المناطق المنكوبة”.
وردّ عون مرحباً بماس، شاكراً له “مشاعر المواساة والتضامن التي عبّر عنها”، وحمله شكره للرئيس الالماني فرانك والتر شتاينماير وللمستشارة ميركيل. كما قدم له التعازي بوفاة موظفة في السفارة الألمانية نتيجة الإنفجار الذي وقع في المرفأ.
وشرح عون للوزير الألماني الإجراءات التي تعتمدها الحكومة لمواجهة تداعيات تفجير مرفأ بيروت، إضافة إلى معالجة الشؤون الاقتصادية والمالية الراهنة، معتبراً أن مشاركة الوزير ماس في مؤتمر باريس والمساعدة التي قدمتها الحكومة الألمانية للبنان، كانتا “موضع تقدير وامتنان لبنان”. وأكد أن “لبنان ماض في إجراء الاصلاحات الضرورية ومكافحة الفساد والتحقيق الجنائي في مؤسسات عدة لكشف الأسباب التي أدت إلى تراجع الإمكانات المالية للدولة».
واطلع عون من وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة، خلال استقباله في قصر بعبدا، على الوضع التمويني في البلاد بعد التطورات التي تلت الإنفجار. وشدد عون على “ضرورة العمل لتأمين الأمن الغذائي وتوفير المواد الغذائية، ولا سيما منها القمح والخبز، ووجوب الاستمرار في ضبط تفلّت أسعار السلع ومعاقبة المخالفين الذين يستغلون الظروف الراهنة لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة”.
وبعد اللقاء تحدث الوزير نعمة عن الواقع التمويني في البلاد راهنا، فقال “بداية أقول انه سقط لنا شهداء في الإهراءات في مرفأ بيروت، ونحن متضامنون بشكل كامل مع ذويهم».
أضاف “في اليوم التالي للانفجار اجتمعت مع أصحاب المطاحن وتأكدت ان لديهم ما يكفي من مخزون إلى شهر، وهناك بواخر محملة بالقمح والعلف في طريقها إلى بيروت. ويمكنني القول أن لدينا 32 ألف طن من القمح لدى مخازن المطاحن. وهناك بواخر بعضها وصل إلى بيروت، والبعض الآخر في طريقه إلينا بمدى أسبوعين، محملة بنحو 110 آلاف طن، ما يعني أن لدينا نحو 140 ألف طن من الآن حتى نهاية الشهر، وهي تكفينا لمدة 4 أشهر”.
وتابع “المواطن بحاجة أيضاً إلى سلع أخرى غير القمح. وقد اجتمعت لهذه الغاية أيضاً مع المستوردين وأصحاب السوبرماركت للتأكد أن لديهم ما يكفي من مخزون من السلع كافة، وما يكفي من طلبات خارجية ستصل الى بيروت. وقمت لهذه الغاية بزيارة مرفأ طرابلس، واليوم كنت صباحا في مرفأ بيروت حيث هناك 12 رافعة من أصل 16 لا تزال تعمل، وهناك بعض البواخر التي رست في المرفأ ويتم تفريغها، فيما يقوم التجار بالحصول على بضاعتهم. ونحن نعمل مع برنامج الغذاء الدولي كي يتمكن المرفأ من العودة الى استقبال كل أنواع العلف والقمح”.
وأشار إلى أنه “بالنسبة إلى كل السلع التي يحتاجها اللبنانيون، فإن كل المرافئ في كل من طرابلس وصيدا وبيروت ستكون جاهزة للعمل، وليس هناك أي مشكلة في هذا الأمر”، مؤكداً “أن الدعم لم يتوقف، وما زلت يومياً أوقّع كل طلبات الدعم التي تذهب إلى مصرف لبنان”.
واطلع الرئيس عون من قائد الجيش العماد جوزاف عون ومدير المخابرات العميد أنطوان منصور على المراحل التي قطعتها عمليات البحث والإنقاذ في مرفأ بيروت، ورفع الأنقاض وانتشال الضحايا، وعمل الفرق العربية والدولية التي أتت لمساعدة الجيش في هذه المهمات التي تشمل أيضاً تنظيف المرفأ. كما اطلع منهما على مسار عمليات استقبال المساعدات الطبية والغذائية التي ترد إلى مطار بيروت الدولي من دول عربية واجنبية وتوزيعها على مراكز الخزن وعلى الجهات المستفيدة منها، وفق تنظيم دقيق لضمان وصولها إلى المتضررين والمحتاجين.
وشدّد عون على “أهمية تنسيق العمل بين الجيش والفرق الاتية من الخارج وتأمين توزيع المساعدات بشكل سريع ومنتظم على المتضررين والمحتاجين».
وتطرق البحث أيضاً إلى الأوضاع الأمنية في البلاد.
وتلقى رئيس الجمهورية عدداً من برقيات التعزية والمواساة بالإنفجار.