«4.1» جديد فرقة سورية للمسرح الراقص…
نورس برّو لـ«البناء»: مزيجٌ من المسرح والدراما والموسيقى بجديّة تحترم عقل المتلقي
رغم انحسار عدد الأعمال الثقافية والفنية عموماً في زمن الكورونا، وبظل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة للتصدّي للفيروس، تواصل فرقة سورية للمسرح الراقص بقيادة نورس برو نشاطها الفنّي متحدية كل الظروف، متمسّكة برسالتها وتواجدها على الساحة لتبث أملاً من روحها، وحياة من قلب الحياة.
تستعدّ الفرقة حالياً لعرضها المسرحي الراقص الجديد «4.1» الذي سينطلق على خشبة مسرح مجمع دمّر الثقافي في اليوم وغداً.
في حديث مع «البناء» أوضح المخرج نورس برو أن العرض متشعّب هذه المرة ليشمل المسرح والدراما والرقص، وهو من فكرته وإخراجه وتصميمه، ويتناول هواجس وقضايا المرأة بالمجتمعات الشرقية بالعمق وتحديداً قضية الاستغلال الجنسيّ عبر التطرّق لحكايا أربع نساء حقيقيات جُيرت للعمل المسرحي، وهن امرأة مع حبيبها، وأخرى مع مديرها في العمل ، وثالثة تعرّضت للخطف من أمراء داعش، ورابعة طالها التحرش في التحقيق.
وكذلك يعرج العرض على آلية التعامل مع المرأة المعرضة لذلك الاستغلال، والتي نجدها عاجزة عن الدفاع عن قضاياها وحقوقها بمجتمع تلوّن كله باللون الأسود مع طرائق تفكير جديدة لا نستطيع الاندماج بها.
وحول عنوان العرض «4.1» ورمزيته لفت برو إلى أنه مستمدّ من تناوله لأربع نساء ورجل واحد، موضحاً وجهة نظره بأن المرأة كائن غير مكرر، أما الرجل فهو مكرر في مجتمعاتنا الشرقية بممارسته للعنف والاضطهاد والظلم، فالمرأة تجد الرجل ذاته أينما كان، أما هي فالمدى لديها أكبر وأوسع، من الرجل الذي يعلب نفسه ضمن علبة مربعة مع قوانين وزوايا.
وعن رسالة العرض فهي محاولة وفق كلام برو بزمن الرداءة لتقديم دراما ومسرح وسينما وأغنية، ضمن إطار مسرح جاد استفاد من تجربة بريخت مع إضاءات على عبثيّة صامويل بيكيت وإسقاطها على الواقع بالعرض عبر الدراما ، فالواقع حولنا عبثيّ ويسير على مبدأ المضحك المبكي .
وحول الجدوى من هذا الطرح في الوقت الحالي ينوّه برو بأنه التوقيت المناسب، لكون المرأة في مجتمعاتنا ليس لها صوت فربّما يكون العرض صوتها.
ويشير برو إلى أن المشاركين في العرض يتوزعون ما بين راقصي الفرقة وهم إيشاك هاشم الذي يتطوّر ليكون مصمّماً مساعدا بهذا العمل، دارين صبيح، يزن أسعد، محمد عبد الله، حسام التكلة ، ولكونه عملاً معاصراً فالاعتماد فيه على الأداء الفردي، ومهمة مساعد مخرج تؤديها شهد عواد.
ويؤكد برو أن العرض سيشهد حضوراً تمثيلياً خاصاً للفنانين رباب مرهج واحمد كنعان وهم من الفنانين السوريين المتميزين الذين يعتبرهم لم يأخذوا حقهم المعنوي كما يجب من المهنة، فمرهج ممثلة مهمة، وصاحبة باع طويل في العمل الدرامي المسرحي، والسينمائي، مع تجارب خاصة لها في الإخراج السينمائي بحكم خبرتها، وهي لم تعمل في المسرح منذ حوالي 10 سنوات، ليكون هذا العرض عودة مفصليّة لمهنتها المسرحية التي كانت مهمة ويجب أن تستمر فهي تشكل حالة خاصة بالأداء وتقمص الشخصيات لاسيما أنها ستلعب الأربع وجوه النسائية بسلاسة ومهنية.
كما أعرب برو عن سعادته بمشاركة الفنان أحمد كنعان بالعرض فهو كاتب وممثل صاحب خبرة في المسرح الجامعي والسينما والدراما، وسيحضر بالعرض بدور الرجل بوجوه متعددة ومساحة لعب كبيرة، وتلك الخبرة التي يملكها كنعان برفقة مرهج وجديتهم وألقهم في العمل ستضيف له الكثير بوجهة نظره.
من جهة أخرى وعن تأثير الكورونا عموماً على عمل الفرقة بيّن برّو أن دروس الفرقة مستمرة، لكنها توقفت لفترة تزامناً مع الإجراءات الاحترازية من فايروس كورونا، ومؤخراً استعادت نشاطها بدروس وبروفات لجيلي الكبار والأطفال ، وكان التركيز على العرض منذ شهرين تقريباً بتحضيرات على الأصعدة كافة من قراءة وأزياء وبروفات وتمثيل.
ويصرّ برو أن عمله في هذا المجال يحمل الشغف، ولكن الظروف المحيطة بالبلد تؤثر على الجميع لذا توجّه بشكره لوزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقى على استمرار العجلة رغم الظروف المنهكة والدعم للمشاريع الفنية. فهذا شيء جيد بنظره.
وعلى صعيد الخطوات اللاحقة للفرقة كشف برّو عن التواصل مع مهرجانات بالجزائر وتونس وفرنسا، حيث لاقى ردة فعل إيجابية ولكن الدعوات معلقة بسبب كورونا، فكان من المقرّر تقديم العرض بالجزائر ولكن توقف الطيران باستثناء لأبناء البلد، خاتماً كلماته للأسف نعرض بظرف سيئ ولكن 13 الشهر سنقدم ما يحترم عقل المتلقي بعرض جاد وأكاديمي.