تكريم الدكتور علي مهدي زيتون خلال مهرجان الفارابي الدوليّ في إيران
افتتحَ مهرجان الفارابي الدولي، صباح الاثنين الواقع في 17 آب 2020، فعاليتَه السنوية في طهران بدورته الحادية عشرة في صالة شهداء الجهاد العلمي، برعاية وزير العلوم وأبحاث التكنولوجيا الدكتور منصور غلامي ومعاون رئيس الجمهورية في الشؤون العلمية الدكتور سورنا ستاري وحضور نخبة من رؤساء المراكز الثقافية الإيرانية عبر الدول. وكان أحد المرشحين الذين فازوا بجائزة المهرجان، الدكتور علي مهدي زيتون من لبنان، الذي تمّ تكريمه بسبب مؤلفاته في مجال العلوم الإسلامية، وقد تسلّمَ جائزته المستشار الثقافي للجمهورية للإسلامية الإيرانية الدكتور عباس خامه يار. يذكر أنّ الدكتور الراحل فيكتو الكيك سبق أن تمّ تكريمه خلال أحد مواسم هذا المهرجان السنوي، حيث قدّم له رئيس الجمهورية لوح التقدير، بالإضافة إلى شخصيات أخرى عديدة من لبنان.
الدكتور زيتون هو أستاذ جامعي وباحث. حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق، أما شهادتا الماجستير والدكتوراه فحصل عليهما من جامعة القديس يوسف في لبنان. لديه أكثر من 30 سنة خبرة في المجال الأكاديمي، وقد شارك في أكثر من 30 مؤتمرًا محليًا وإقليميًّا ودوليًّا. وله أكثر من 100 مؤلف من بينها كتب وأوراق بحثيّة في الأدب والشعر والسياسة والدين والتربية.
وقد تحدّث عن أعماله في هذا المجال عبر تقريرٍ مصور، أشار إلى أنّ الإسلام لطالما كان الموضوع الأساس في كتبه حتى في تلك التي لم تحمل عنوان العلوم الإنسانية. وقد كانت للدكتور زيتون مؤلفات في الشعر والأدب والسياسة والدين والتربية. ومن مؤلفاته في الإسلام والعلوم الإسلامية، أدبية الخطابة الإسلامية؛ مدرسة نهج البلاغة نموذجاً، الإعجاز القرآني وآلية التفكير النقدي عند العرب، إعجاز القرآن وأثره في تطور النقد الأدبي، وعناوين أخرى. وكانت المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان قد رشّحت الدكتور علي زيتون لجائزة مهرجان الفارابي بالنظر إلى إسهامه الواسع في مجال الإنسانيات والإسلاميات والدور الكبير الذي لعبته مؤلفاته في المجتمع اللبناني خصوصاً والإسلامي عموماً.
المهرجان الذي يضمّ لجنةَ تحكيمٍ ومجلس شورى علمية إضافةً إلى الكادر الإداري، تتلخص أهدافه بتعزيز البنى المتعلقة بالعلوم الإنسانية، إنتاج المعرفة وفقاً لاحتياجات المجتمع الإسلامي الداخلية ودعم وتحفيز الأبحاث والابتكار والدراسات لا سيما في مجال العلوم الإنسانية وتقوية هذا المجال لإظهار قدرة وقوة ايران العلمية في مجال العلوم الإسلامية تحديداً وعلوم الأديان والكلام والإنسانيات والتاريخ. تكمنُ أهمية المهرجان في ضرورة دعم مجال العلوم الإنسانية، تعزيز القدرة على الإنتاج المعرفي والخروج بالنظريات واعتماد المنهج النقدي بين المفكرين وعلماء الاجتماع والأديان وتاريخها، مما يفتحُ أفقاً واسعاً من التواصل الفكري الإنساني بين الشعوب عموماً وتعريف العالم على التقدم العلمي الإنساني في المجتمع الإيراني.
افتتح المهرجان بكلامٍ للقائمين على الحفل ومنظميه الذين كانوا حاضرين في صالة المؤتمر بينما الأساتذة والمختصون الذين ترشحت أسماؤهم لجائزة المهرجان فقد كانوا يتابعون عبر الفضاء الافتراضي من كافة الدول، وقد كانت لهم كلماتٌ أوضحوا فيها فكرهم الذي وثّقتهُ مؤلفاتُهم، حيث تم تكريم أساتذة في العلوم الإنسانية والتاريخ من اليابان، لبنان، إيران، الولايات المتحدة الأميركية، كندا، أندونيسيا، بريطانيا، وجورجيا. وقد تمّ تكريم الأساتذة وتقديم لوح لهم من منظمي الحفل.
وقد شارك في هذا المهرجان مرشحون من مجموعاتٍ مختلفة في حقول العلوم الإنسانية من أديان، معارف، أخلاق، تاريخ، لغات، آثار، علم النفس، العلوم القرآنية، العلوم السياسية، الفلسفة والكلام والمنطق إضافةً إلى القسم الخارجي الذي يعنى تحديداً بعلوم الإسلام والعلوم الإيرانية.
أكد المسؤولون ومنهم الدكتور غفاري والدكتور حداد عادل وعدد من المسؤولين بأنّ مجال العلوم الإنسانية ينبغي الالتفات إليه بشكلٍ كبير وتحديثه بمقتضيات الحاجة الاجتماعية للشعوب، معربين عن أنّ ظروف ابتلاء العالم بفيروس كورونا والحصار الاقتصادي لا ينبغي أن يؤثر على إقامة نشاطاتٍ من هذا النوع، بل إننا بحاجةٍ أكثر اليوم إلى تعزيز دور العلوم الإنسانية والإسلامية، رغم تأُثر قطاع البيداغوجيا بكامله بعد تفشي الوباء عالمياً. ودعوا إلى أن تكون هذه العلوم نقطة التقاء الدول والحضارات، فلا يكون الاهتمام محصوراً بالعلوم التجريبية والطب والهندسة وإنما بعلوم الإنسان وتاريخ البشرية والدين، مما يبني لمجتمعاتٍ أكثر سلامةً وقدرةً على التقدم، وبالتالي عالمٍ أفضل.