فنّ وابتكار يهبان الصحافة عنصر الجذب… «والفوتوشوب» يدعم التشكيل اللونيّ
كتب محمد الخضر وشذى حمود من دمشق ـ سانا : التصميم فن يتم من خلاله تشكيل الأفكار وصوغها لتطبيقها عملياً، وبهذا الصوغ تدرس جميع الجوانب المتعلقة بالفكرة ويضع تصور مبدئي للشكل الذي ستكون عليه، مع الأخذ في الاعتبار جميع الجوانب التي ستتأثر بها الفكرة لدى تنفيذها عملياً وتأثيرها في البيئة التي ستوضع فيها.
يقول الفنان أمجد عبيد: «إن التصميم يشمل مناحي عديدة لا بد من أن يلعب الفن دوراً كبيراً في إنجازه، خاصة عندما يأخذ الشكل التكويني للوحة معينة تعطي هذه اللوحة معنى لافتاً للمضمون الذي تحويه، فلا بد من إدخال ابتكار جديد على الفكرة يقوّيها ويلفت النظر إليها. يلعب الفن دوراً كبيراً في المراحل الأولى للتصميم، لا سيما أن المنتج التصميمي غالباً ما يحتاج إلى رسم على الورق مبتكر وجديد»، ويرى عبيد أن الفنان السوري يملك قدرة فائقة على التصميم بمختلف أنواعه، لذا اعتمدت كثير من الشركات العربية والعالمية على إبداعاته نظراً إلى تميزه، ويعتبر هذا الأمر ذا أساس حضاري يمتد ويتوغل في القدم، فالإنسان السوري يمتلك هذه القدرة منذ قرون بعيدة.
روز سليمان، مخرجة في مجلة «الأزمنة» و«دار الشرق» تقول: «إنّ إعادة توظيف الصورة بما يتلاءم مع الإمكانات المتوافرة بفضل برامج التصميم تحدّ ليس ممكناً تخطيه أو تحييده. إن حياة البرمجة تمتد بسرعة لتغزو فيها التفاصيل الحياتية والتواصل الاجتماعي والعملي. والتصميم البرمجي هو عملية استحضار حالة وتوظيفها لمصلحة المنتج الفني من الناحيتين الضمنية والشكلية الجمالية، خاصة في عصر يعتبر عصر الصورة. والاهتمام بالصورة البصرية ضروري لتخليص الكائن من كسله القسري وتوجيهه مبدئيا للاطلاع على ما يحويه المنتج، سواء كان كتاب أو مجلة أو صحيفة».
من ناحيته، يعتبر الفنان محمد عبد الباسط بازركان «أن فن التصميم يرتكز على الموهبة، وأن الدراسة الأكاديمية تعمل على صقله فحسب، وربما تلعب الخبرة دوراً أكبر من الدراسة، إضافة إلى الثقافات البصرية التي يجمعها الخيال مع الحاجة إلى إتقان اللغات ومواكبة التطورات، وخاصة التي تتقدم على الشبكة الإلكترونية، كي يبقى المصمم في حالة إبداع جديدة»، لافتاً إلى أن موهبة الخط التي يملكها دعمت قدرته على التصميم، إضافة إلى برنامج الفوتوشوب الإلكتروني الذي يساهم أيضاً في تحسين اللوحة المصممة وهذا يخضع لبراعة المصمم. ويرى بازركان «أن التصميم يحتاج إلى مهارات دقيقة وعالية المستوى إذ يتكون معظم الاحيان من حسابات هندسية تنجح بالمهارات وبالتكامل، وهذا النجاح يساهم أيضاً في تقدم العملية التجارية التي يسعى إليها بعض التجار.
الفنان والمصمم نزار صافي يوضح: «نعمل على تصميم الفكرة ثم نجسدها على اللوحة عبر خبراتنا وتقنياتنا، بمساعدة الفوتوشوب وبرامج الفلترة التي نبتكرها»، موضحاً أن الفلتر الذي يبتكره المصمم وهو جزء من برنامج الفوتوشوب ذو أنواع ويساهم في كتابة الخط وتصميم الصورة، مبيناً أن للخط وموهبته الدور الكبير في خلق حالة فنية جميلة لأي لوحة تصميمية.
المصممة والفنانة مها حسن فرات تعتبر «أن الفن والجمال أهم مساحة يمكن ان يمتلكها الإنسان الذي يتمتع بإحساس وذوق رفيعين، فمن خلالهما يقدم تصوراته الفكرية والجمالية، والتصميم هو أحد أبرز الفنون الراقية التي يترجم الإنسان فيها تصوراته وتطوراته الفكرية عبر أحاسيسه المدفونة ليكوّنها في إطار فني جميل»، وتضيف فرحات أنه «بقدر ما يكون الإنسان مرهف الإحساس، بحسب الفنانة فرات، تبرز لوحاته الفنية بصورة أعمق وأجمل، إضافة إلى حبّه لهذا العمل وتماهي وجدانه معه شرط إلا يخلط الفنان المصمم ذائقته بالرغبة في التكسب والبحث عن الفائدة، موضحة أنه «كلما التصق المصمم بذائقته وإحساسه تتجلى جماليات الرموز وتظهر معطيات الحياة أكثر جمالا منعكسة على فنه وطبائعه».
من ناحيته، يؤكد الفنان هادي عبيد على أن المصمم ملزم بصفات أساسية، بينها أن يكون ذا خيال واسع وذاكرة حافظة وذكاء مميز، إضافة إلى تميزه بالقدرة على الانتباه إلى أدق التفاصيل وأشدها تأثراً، فأي خلل في عملية التصميم ينعكس بالضرورة على الفكرة لدى تنفيذها والفنان هو من يرسم ملامح الجمال للناس في البيئة المحيطة بهم في كل مجالات الحياة ويعكس تصوراتهم.
الفنان التشكيلي والنحات محمد جلال يرى أن دخول الكمبيوتر وبرنامج الفلتر والفوتوشوب قد يخرب العملية الفنية المرتبطة بالإحساس، ولا بد من ظهور علامات فارقة بين ما هو مرسوم عبر التشكيل اللوني وريشة الفنان وما هو مصنوع وفق ما يمتلكه خبير الفوتوشوب. لذا لا بد من التمييز بين التصميم الفني والصناعي، فالأول يشكله الفن والإحساس والثاني تسيّره الخبرة، وفي حال أراد الفنان أن يضيف شيئاً على ذائقته سواء بالرسم أو الخط أو التكوين عليه أن يكون حذراً ليكون شيئاً متكاملاً يمكن أن يسمى الفن.