التنين الصيني يؤجج لهيبه على أرض أستراليا… خلافاً للتوقعات
حسن الخنسا
يبدو أن عصر الازدهار الصيني لا يقتصر على الاقتصاد فقط وإنما تشمل آثاره اللافتة لاعبي كرة القدم، لا سيما إذا ما اقترنت بلمسات فرنسية.
فقد فاجأ المنتخب الصيني على عكس توقعات الجميع، جماهيره ومواطني بلاده حينما حقق ثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات في الدور الأول من بطولة كأس الأمم الآسيوية، المقامة حالياً في أوستراليا، متخطياً كلاً من السعودية وأوزباكستان وكوريا الشمالية، خصوصاً أنه لم يحز تذكرة المرور من الدور الأول في هذه البطولة منذ عام 2004، وكذلك لم يتأهل إلى بطولة كأس العالم منذ عام 2002، كما أنه لم يفُز في مباراتيه الأوليين منذ 1988، ولم ينهِ الدور الأول بالعلامة الكاملة في تاريخه.
إلا أن البطولة التي انطلقت تاريخياً من هونغ كونغ التابعة إدارياً للصين عام 1956، تشهد إطلالة مميزة جديدة للمنتخب الذي يتمتع لاعبوه باللياقة البدنية والسرعة العالية.
واللافت في المنتخب الصيني اليوم هو التصميم الكبير والعزيمة العالية، وقد ظهر ذلك في مباراتيه مع السعودية التي أدرك الفوز عليها في الدقيقة 81، فيما قادته روحه القتالية في لقائه مع أوزباكستان إلى إدراكه التعادل في بداية الشوط الثاني قبل أن يسجل هدفه الثاني الذي منحه الفوز، وكذلك لم يُرح تصدر المجموعة بال اللاعبين فحققوا فوزاً قوياً على آخر فرق المجموعة كوريا الشمالية، وذلك بقيادة المدرب الفرنسي آلان بيرين المدير الفني للمنتخب. ويتألق حارس المرمى الصيني وانغ دالي الذي تصدى لضربة جزاء في المباراة التي جمعته بالمنتخب السعودي.
وتتجه الصين نحو ملاقاة المنتخب الأسترالي غداً في مباراة لم يكن مدرب المنتخب الأسترالي إنجي بوستيكوغلو يتوقعها، إذ صرح قائلاً: «الطريق إلى النهائي ستكون صعبة بكل الأحوال. لم أكن بصراحه أفكر على الإطلاق بخصوص الصين، وسوف نبدأ التفكير بالصين الآن».
وما زال التنين الصيني يتحسّر على خسارته لنهائي البطولة التي أقيمت على أرضه عام 2004 عندما تغلب الساموراي الياباني عليه بثلاثية مقابل هدف يتيم، لكن تبدو الفرص متاحة للصين من خلال المواجهة التي ستجمعه بالكنغر الأسترالي، إذ من خلال الأداء الذي قدمه التنين، يستطيع إقصاء أستراليا من البطولة ومتابعة طريقه نحو النهائي.
فهل يستمر المنتخب الصيني في تقديم مفاجآته غداً؟ وهل ينفث التنين ناره ليحرق الكنغر الأوسترالي؟ أم أن الشمس الأسترالية ستجعل ليالي الصين مظلمة؟