ماس يسعى للتهدئة حول أزمة غاز المتوسط ويحذّر أثينا وأنقرة من مخاطر مواجهة عسكريّة
توجّه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس إلى أثينا، ثم إلى أنقرة، بهدف تخفيف التوتر بين اليونان وتركيا، بعد بروز أزمة بينهما بسبب حقوق استخراج النفط والغاز بشرق البحر المتوسط .
وحذرت ألمانيا أمس، من أن «اليونان وتركيا تخاطران بالدخول في مواجهة عسكرية ما لم تتجها لإجراء حوار لحل نزاع بشأن مطالب متداخلة بالأحقية في موارد الطاقة في البحر المتوسط»، حيث استعدت الدولتان العضوان بحلف شمال الأطلسي لإجراء مناورات بحرية منفصلة في المياه المتنازع عليها.
وتبادلت أنقرة وأثينا التصريحات اللاذعة بسبب حقوق السيادة على موارد الطاقة البحرية مما دفع الاتحاد الأوروبي ودولاً مجاورة للتدخل في النزاع الذي كان من تبعاته تصادم هذا الشهر بين فرقاطة تركية وأخرى يونانية.
وسعى زير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي زار أثينا قبل زيارة أنقرة، إلى تهدئة التوتر، لكنه قال إن «ألمانيا والاتحاد الأوروبي يقفان مع اليونان عضو التكتل الأوروبي».
وأضاف ماس بعد اجتماع مع نظيره اليوناني نيكوس دندياس «الوضع الحالي في شرق المتوسط يشبه اللعب بالنار. أيّ شرارة صغيرة يمكن أن تؤدي إلى كارثة».
وبعد اجتماعه مع ماس قال دندياس إن «اليونان تريد إجراء محادثات مع تركيا لكنها لن تفعل ذلك تحت التهديد، وإن أثينا مستعدّة للدفاع عن حقوقها»، مضيفاً أن «النزاع يمثل قضية تخص الاتحاد الأوروبي بالكامل وأمنه».
وقال مسؤول تركي كبير إن «تركيا تتوقع أن يأتي ماس باقتراح ملموس بعد محادثاته في اليونان وإن أثينا لم تتجاوب مع رغبة أنقرة في بدء الحوار».
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه »الزيارة الألمانية ستكون لها بكل تأكيد مساهمات ونتائج إيجابية لكن انتظار أن تقدم تركيا وحدها تنازلات ليس أمراً واقعياً».
وتدخلت ألمانيا في النزاع الشهر الماضي مما دفع أنقرة لتعليق العمليات من أجل إجراء محادثات مع أثينا، لكن تركيا استأنفت أعمال التنقيب بعدما وقعت مصر واليونان اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية.
ومن المقرّر أن يعقد وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في برلين يومي 27 و28 آب الحالي حيث سيبحثون القضية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، للصحافيين أول أمس: «من الضروري أن تبقى ألمانيا في حوار مع الطرفين لأن الهدف هو أن تحل اليونان وتركيا خلافاتهما مباشرة».
كما أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، كريستوفر برغر، أن «هذه الجهود (الوساطة) ضرورية للتهدئة وإيجاد حل للتوترات»، وعليه سيزور الوزير، هايكو ماس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، العاصمتين الثلاثاء». وأضاف برغر: «نخشى أن تستمر التوترات في التأثير على العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وأن تكون لمزيد من التصعيد عواقب وخيمة».