عهد ترامب.. عصر الخداع والتزييف!
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقريراً تحدّثت فيه عن أكثر كلمة استخدمها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وفسّرت سبب تكراره لها.
وهاجم التقرير، عهد ترامب، ووصفته بعصر الخداع والتزييف، رغم أنه هو من استخدم كلمة «خدعة» مئات المرات في خطاباته، «في ما يخص كل شيء تقريباً، من تغير المناخ إلى أحكام المحكمة العليا، إلى المساءلة (في الكونغرس)».
وأضافت الصحيفة: «من خلال تاريخ استخدامه لهذه الكلمة بحد ذاتها، يمكننا أن نرى كيف تمكّن من خداع أكبر معجبيه لكنه فشل في إقناع جميع الآخرين تقريباً».
وتابعت: «خلال حملته الانتخابية عام 2016، لم يستخدم ترامب كلمة خدعة، ولم يقل حتى أن الأخبار كاذبة، وكان يصف وسائل الإعلام الإخبارية بأنها مريضة ومتحيزة وحسب. لكنه لم يبدأ بإنكار شرعيتها بجدية حتى كانون الثاني 2017، عندما واجهته أدلة على أن الحكومة الروسية ساعدته في الانتخابات، عندها كان بحاجة ماسة إلى أن تكون الأخبار مزيفة».
وبعد بضعة أشهر، عندما فقدت عبارة «الأخبار المزيفة» قوتها من خلال تكرارها، قدم ترامب كلمة أكثر خطورة، بحسب الصحيفة: «خدعة».
وتضيف «نيويورك تايمز» أن «فكرة الخدعة كانت فكرة خبيثة»، كما وصفتها، لأنها «لا تعتمد على الصدفة أو الخطأ المطبعي عند الاقتباس».
وقبل أن يصبح رئيساً بفترة طويلة، استخدم ترامب هذه الكلمة مرات عدة –لإنكار ظاهرة الاحتباس الحراري مثلا – وقال في تغريدة عام 2013: «إنها خدعة كبيرة ومكلفة». لكن خدعته «الكاذبة» بدأت بشكل جدّي في نيسان 2017 عندما قال لصحيفة «ذا تايمز» إن «قصة روسيا خدعة بالكامل».
وفي السنة الأولى من رئاسته قال ترامب كلمة «خدعة» 18 مرة، وفي عام 2018 قالها 63 مرة، وفي عام 2019 قالها 345 مرة، وفقاً Factba.se وهي قاعدة بيانات لتغريدات الرئيس وخطبه ومقابلاته.
وأصبح المصطلح جزءاً من حلقة ردود الفعل بين الرئيس ومنتجي التلفزيون المفضلين لديه في قناة «فوكس نيوز»، التي تتعامل مع تصريحاته على أنها حقيقة مطلقة، بحسب الصحيفة.
وتنقل الصحيفة عن «جون مكوورتر»، عالم اللغويات، قوله: «الخداع هي كلمة قوية تدل على الغضب واللؤم، وتحمل في طياتها جواً من الاتهام والتعدي»، واصفاً الكلمة بأنها «جوهر التعبير عن الذات الترامبية»، بحسبه.
وتابعت الصحيفة: «إذا كنت تريد أن تفهم سبب عدم اتصال أقلية من الناخبين الأميركيين بالأخبار القائمة على الحقائق، تخيل فقط أنه يتم إخبارك مرات عدة في اليوم بأن الأخبار الحقيقية هي مجرد خدعة».
وأضافت: «ادعى ترامب أن اتهامات كريستين بلاسي فورد بأن بريت كافانو اعتدى عليها جنسياً كانت جزءاً من خدعة نصبها الديمقراطيون. وفي الآونة الأخيرة، بعد انتشار الأنباء عن دفع روسيا مكافآت لمقاتلين لقتلهم أفراد الخدمة الأميركية، غرد ترامب بالقول إنها مجرد خدعة أخرى».
وفي الغالب، يتم استخدام كلمة «خدعة» لمحاولة إزالة وصمة عار روسيا، لقد أصبحت لبنة في حملته الدائمة للإنكار.
وفي الأسبوع الماضي، بعد أن أصدرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ تقريرها، مع أدلة متزايدة على أن روسيا قد عطلت انتخابات عام 2016، وأن بعض مستشاري ترامب كانوا متحمسين للمساعدة، أطلقت حملته على ذلك جملة «خدعة التواطؤ مع روسيا».
ولطالما كانت كلمة خدعة مرتبطة ارتباطا وثيقا بنظريات مؤامرة الهبوط على سطح القمر. لكن في العقد الماضي، كانت العديد من عمليات البحث على محرك غوغل عن الكلمة مرتبطة بالأحداث الأخيرة. وفي هذا العام بالتحديد كانت أهم عمليات البحث حول كلمة «خدعة» تدور حول فيروس كورونا.
وأضافت الصحيفة: «ترامب وشون هانيتي ذكرا كلمة خدعة مرة واحدة في ما يتعلق بفيروس كورونا، وكانا في موقف دفاعي حيال ذلك منذ ذلك الحين. كلاهما اتهم الديموقراطيين بتسييس الأزمة.. في ذلك الوقت كان القادة الديمقراطيون يدعون الإدارة إلى التعامل مع الوباء بجدية أكبر.. لم يعد يعرف الناس بمن يثقون أو من يصدقون».
وفي سان أنطونيو، الشهر الماضي، روت الدكتورة جين أبليبي قصة مريض يبلغ من العمر 30 عاماً، يموت بسبب فيروس كورونا، الذي نظر لممرضته وقال: «أعتقد أنني اقترفت خطأ، اعتقدت أن الأمر كان خدعة، وهو ليس كذلك».