في كل مكان على أرضنا أضرحة لشهداء ومناضلين زوابع تخفق، أياد ترتفع وهتافات تعلو نحو سعاده
عُرفت مصياف بحضورها الحزبي اللافت، ومنها العديد من الرفقاء الذين عرفتُ بعضهم، وقد أتيت على ذكرها، وذكرهم في نبذات ومناسبات عديدة.
مصياف تستحق أن يُـكتب تاريخ الحضور الحزبي فيها. إلى هذا ندعو المنفذية، كذلك بالنسبة لبلدة سقيلبية التي عرفت بدورها الحزب، وعرفتُ عدداً جيداً من الرفقاء فيها.
* * *
فيما كنت أراجع ملف منفذية مصياف، اطّلعت على الصادرة 3/10/73 المرفوعة من مديرية مصياف الأولى بتاريخ 5/9/2005 أنقلها بالنص الحرفي:
“ توفي الرفيق وجيه هدبة يوم الأحد في 4/9/2005 ونقل جثمانه إلى مصياف صبيحة يوم الاثنين في 5/4/2005، وتقرّر دفنه في الساعة الثانية عشرة من نفس اليوم.
على أثر تبلّغنا الوفاة، دعوت الرفقاء إلى التجمّع وكلّفت الرفيق نجيب قصاب بإعداد إكليل بِاسم الحزب مرسوم عليه الزوبعة، وفي مكان التجمّع وزّعنا على القوميين الاجتماعيين سواعد تحمل شارة الزوبعة ثمّ انتقلنا إلى بيت شقيقة المرحوم حيث يوجد الجثمان.
وفي تمام الساعة الثانية عشرة انطلق الموكب بالسيارات باتجاه المقبرة التي تقع بأطراف الحيّ الجنوبي المخصّصة للطائفة العلوية.
وضعنا الإكليل على السيارة التي تحمل النعش… وكان الموكب كبيراً وذا حشدٍ كبير.
وعندما وصلنا إلى المقبرة، تقدّم القوميون الاجتماعيون وعلى زنودهم الزوبعة الحمراء، وحملوا النعش على أكتافهم وأنزلوه في أرض المقبرة، حيث صُلّي على الجثمان.
ساهم القوميون في حفر القبر، ومن ثمّ حملوا الجثمان ووضعوه في القبر… وبعد انهيال التراب عليه، طلبت من الرفيق رامي الفيل بإعطاء الإيعاز بتحية الوداع الأخير للرفيق الراحل، وأخذنا التحية القومية له بِاسم الحزب.
من الملفت لجميع الحضور هناك، أنّ الجنازة أخذت طابعاً قومياً بشكل بارز وملفت للنظر، حيث كانت تلمع الزوابع على سواعد وصدور القوميين الاجتماعيين، وحيث قام الرفقاء بواجب الدفن في جميع مراحله من حمل النعش ونقله وحفر القبر ومواراة الرفيق الراحل التراب.
حدّد قبول التعازي في مبرّة إخوان الصفا في مصياف… وبعد الانتهاء من مراسيم الدفن نقلنا الأكاليل إلى المبرّة ووضعناها في مكان بارز… حيث يتقاطر المواطنون والقوميون ليقوموا بواجب العزاء “.
لَك يا رفيقنا الراحل، ولكلّ شهداء الحزب ومناضليه الذين تستضيفهم أرضنا على مدى الوطن، تحية الحزب لكم، وفخره بكم.