وديع نحال…طفلٌ استثنائيٌ بموهبة فريدة
} فاطمة ناصر
يحضر الإنجاز والإبداع عندما يذكر اسم الطفل وديع نحال في أي حفل موسيقي ومسابقة محليّة أو دوليّة ليشكل وصوله إلى المرحلة الأخيرة بمسابقة «موزارت العالمية» للعزف على البيانو في سويسرا ضمن العشرين متأهلاً دون الـ 18 عاماً محطة من محطات النجاح المتواصل التي تعد بموهبة موسيقية كبيرة.
ويحفل سجل نحال ابن الـ 13 عشر ربيعاً بالإنجازات على مستوى سورية من خلال الريادة في مسابقة رواد الطلائع على آلة البيانو وعلى المستوى الدولي بتحقيقه المركز الأول عن الفئة «ب» بمسابقة صلحي الوادي الدولية الخامسة للبيانو والجائزة الخاصة بالعزف مع الفرقة السيمفونية الوطنية.
نحال الذي يرى في التأهل للمرحلة النهائية في مسابقة موزارت إحدى أهم المسابقات العالمية على آلة البيانو فخراً له ولوطنه، لكونه يمثل طفلاً سورياً يبدع في بلد حاول الإرهاب على مدى عشر سنوات تدميره وقتل مستقبل أطفاله.
ويتحدّث نحال بكثير من الشغف في مقابلة مع سانا الثقافيّة عن الموسيقى التي يراها عالمه الخاص. فالطفل الذي بدأ العزف على آلة البيانو بعمر الخمس سنوات بدعم من عائلته هو طالب الآن في السنة السادسة بمعهد العجان الموسيقي التابع لوزارة الثقافة وعضو في كورال الراعي الصالح وكورال حلم التابع لدائرة العلاقات المسكونية والتنمية ويضع خطواته الأولى في التأليف والتلحين.
موهبة نحال في التأليف ظهرت للعلن عندما عزف مقطوعة موسيقية من تأليفه بعنوان «عندما تبكي سورية» عبر فيها عن آلام الحرب خلال مشاركته في مسابقة موزارت إضافة إلى مقطوعات لكبار المؤلفين الأوروبيين الكلاسيكيين.
ويعتبر نحال أن ما أنجزه خطوات في طريق وصوله إلى حلمه بالعزف على أكبر المسارح وتقديم موسيقاه للعالم وأن يمثل سورية بالشكل الأفضل التي يرى فيها مستقبلاً جميلاً يصنعه أطفالها.
مدرّسة الطفل وديع وأستاذة البيانو في معهد العجان آية الأرسوزي والتي أشرفت على تنمية موهبته منذ عمر ست سنوات، رأت في موهبته حالة استثنائية وقدرات كبيرة تجعل منه مشروعاً موسيقياً كبيراً، مبينة أنه الطفل العربي الوحيد الذي تأهل إلى مسابقة موزارت والتي أقيمت عبر الإنترنت جراء وباء كورونا الحالية وتضم لجنة تحكيم مؤلفة من أهم الموسيقيين العالميين.
وأكدت الأرسوزي أهمية اكتشاف المواهب لدى الأطفال ورعايتها والتركيز على الموسيقى كوسيلة للتربية والتنشئة ولا سيما مع وجود معاهد تحتضن المواهب وأساتذة يمتلكون المعرفة الأكاديمية والقدرة في التواصل مع الأطفال ووضع موهبتهم على الطريق الصحيح منوّهة بالإقبال الكبير الذي تلقاه الموسيقى من قبل الأهالي والأطفال، برغم ظروف الحرب على سورية والتي جعلت من الموسيقى مساحة للتعبير عن النفس وللتواصل مع المحيط.