الوطن

بيان روسيّ سوريّ: الغرب منح «الخوذ البيضاء» 100 مليون يورو لإنتاج «تقارير مسرحيّة مدبّرة»

شويغو يكشف لبيدرسون مدى التأثير السلبيّ للعقوبات.. و«قسد» تستولي على المدارس في محافظة الحسكة.. وإغلاق منفذ جابر الحدوديّ مجدّداً

أعلن المقران الروسي والسوري لتنسيق عودة اللاجئين السوريين أن دولاً غربية خصصت نحو 100 مليون يورو لجماعة «الخوذ البيضاء»، ذهب معظمها لإنتاج تقارير تلفزيونية مدبّرة.

وجاء في بيان مشترك: «الولايات المتحدة الأميركية والدول الحليفة لها، تنتهج سياسة عقوبات غير قانونية ضد سورية، وتؤثر العقوبات الاقتصادية التي تفرضها سلباً في المقام الأول على وضع السوريين العاديين».

هذا وتمّ التأكيد على أن الدول الغربية، سعياً وراء أهدافها السياسية الخاصة، «تواصل زعزعة استقرار الوضع في البلاد وتشويه سمعة الحكومة الحالية باستخدام قدرات المنظمات غير الحكوميّة الخاضعة للرقابة، والتي يتمّ تخصيص لها موارد ماليّة مؤثرة».

وبذلك بلغ إجمالي المبلغ الذي خصصته الدول الغربية لتمويل الأنشطة التي تمارسها جماعة «الخوذ البيضاء» غير الحكوميّة في سورية حوالي 100 مليون يورو، ذهب معظمها إلى تصوير «تقارير مسرحيّة مدبّرة» تشوّه سمعة الحكومة السورية في نظر المجتمع الدولي».

وفي هذا السياق قال نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، ألكسندر فينيديكتوف: «إن مؤسس جماعة «الخوذ البيضاء»، جيمس لو ميزورييه، كان على مدى أعوام عدة يخدع سلطات الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا ودولاً أخرى».

فينيديكتوف وصف جيمس لو ميزورييه بالمحتال «الذي كان همّه يقتصر فقط علن أن يعيش حياة فاخرة» وكان مستعدًا «لتدبير أي مفاجآت مثيرة» من أجل الحصول على المال.

يذكر أنه سبق وتم العثور على جيمس لو ميزورييه ميتاً بجوار منزله في اسطنبول في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ونتيجة للتحقيق أكد مكتب النائب العام التركي أن «الوفاة ليست ناتجة عن جرم جنائي، وأغلق ملف القضية الجنائية».

وبعد وفاة جيمس لو ميزورييه، أجرت الدول المانحة فحصًا لتقارير الجماعة، ووفقًا للبيانات الرسمية، لم يجد ما يشير إلى الاختلاس، إلا أنه كما أشارت صحيفة «حريت» المحلية، في الوقت ذاته، لم يعد من الممكن التحقق من بعض المعاملات الكبيرة، وأعلن أعضاء الخوذ البيضاء بدورهم أنهم يتلقون الأموال الآن من خلال منظمات أخرى.

على صعيد متصل، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في اجتماع مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، إن العقوبات الغربية لها تأثير سلبي على التسوية السياسية ومكافحة الإرهاب في سورية.

وقال شويغو: «حدثت تغييرات كبيرة في سورية، تتعلّق بجميع مجالات حل أزمة العملية السياسية تقريباً، والوضع الإنساني وإعادة الإعمار، ومكافحة الإرهاب».

وتابع الوزير، أنه إضافة إلى العوامل السلبية الأخرى، ومن بينها انتهاك سيادة سورية ونهب الثروات الطبيعية والقيود المفروضة بسبب فيروس كورونا، ومع ذلك، فإن السلطات السورية، بدعم من روسيا، تبذل كل ما في وسعها لتطبيع الوضع.

ولفت شويغو إلى أنه من الصعب فهم منطق الدول الغربية، التي من جهة تُبدي قلقها على الشعب السوري، ومن جهة أخرى تفرض عقوبات عليه، فهي تحظر توريد الأدوية والمواد الغذائية، وتعيق عودة اللاجئين، مؤكدا أن «اليد التي تنهب هذا البلد بلا رحمة هي اليد التي تفرض العقوبات. ويجب أن نصل إلى حد لإعطاء الحرية للشعب السوري في التطور ورفع العقوبات ووقف سرقة النفط».

كما أبدى الوزير الروسي استغرابه من موقف أوروبا، «التي لا تريد قبول تدفقات جديدة من اللاجئين، لكنها تفعل كل شيء حتى يرغب السوريون في مغادرة بلدهم».

إلى ذلك، ذكرت وكالة «سانا» السورية الرسمية بأن قسد استولت على أبنية ومقار المدارس الثانوية وإغلاقها بشكل كامل في محافظة الحسكة السورية، بعد أن استولت على مقار التعليم الأساسي سابقاً، وفرضت مناهج مغايرة لمناهج وزارة التربية السورية.

وأشارت سانا إلى أن ميليشات قسد قد أبلغت الكوادر في المدارس الحكومية بعد العودة إلى المدارس، وهدّدتهم بالخطف والاعتقال، كما أنها قامت بالاستيلاء على كافة محتويات المدارس من أثاث ووسائل تعليمية وغيرها.

ويؤكد المسؤولون عن العملية التعليميّة في محافظة الحسكة وفقاً لسانا، أن ممارسات قسد تؤدي إلى تراجع المستوى التعليمي وتشكل ضغطاً كبيراً على المدارس الحكومية الباقية، بالإضافة إلى وجود رفض واستياء شعبي من هذا الإجراء بالإضافة إلى ما تقوم به قسد من تصرفات، ومحاولتها فرض كل شيء بقوة السلاح.

إلى ذلك، قال مسؤول سوري إن افتتاح منفذ جابر الحدودي من جانب الأردن (أول) أمس، كان مؤقتاً ولظروف استثنائية مرتبطة بعبور بعض السيارات والشاحنات، وأكد أن المنفذ مغلق الآن أمام جميع السيارات والشاحنات.

وقال رئيس اللجنة المركزية للتصدير في اتحاد غرف التجارة السورية، عبد الرحيم رحال، لصحيفة «الوطن» السورية: «تتابع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية الأمر بشكل حثيث ومتواصل مع الجهات المعنية لدى الجانب الأردني، عبر السفارة السورية في الأردن، وتبحث موضوع فتح المنفذ، والسماح بعبور السيارات والشاحنات السورية».

وأضاف: «بحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من تلك الجهات، سوف تتم إعادة فتح المنفذ بشكل كامل خلال الأيام المقبلة، ريثما تتم إعادة تأهيل المنفذ وتجهيزه بما ينسجم مع إجراءات الوقاية والتصدّي لفيروس كورونا المستجد».

وبحسب رحال، يجري حالياً حل موضوع السيارات والشاحنات السورية العالقة في ساحة منفذ جابر، وعددها يقارب 30 سيارة وشاحنة.

وختم بالقول: «حرصاً من اللجنة المركزية للتصدير في اتحاد غرف التجارة السورية، يطلب من الشاحنات السورية عدم التوجه إلى منفذ جابر حتى إعلان افتتاحه رسمياً، من الجهات الأردنية المعنية بالأمر».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى