كييف تعترف بسقوط مطار دونيتسك بأيدي قوات الدفاع الشعبي

وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قصف موقف الحافلات في دونيتسك بأنه جريمة ضد الإنسانية واستفزاز يهدف إلى تقويض جهود «رباعية النورماندي» الرامية إلى تسوية الأزمة الأوكرانية.

وجاء في بيان صادر عن لافروف أمس، أن الجانب الروسي صدم بالجريمة البشعة الجديدة في دونيتسك، مؤكداً أن بلاده تعتبر حادثة دونيتسك «جريمة ضد الإنسانية واستفزازاً صارخاً يهدف إلى تقويض الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة الأوكرانية سلمياً، بما في ذلك التطورات المتوقعة نتيجة الاجتماع الأخير لـ»رباعية النورماندي» على مستوى وزراء خارجية روسيا وألمانيا وأوكرانيا وفرنسا». وأعرب الوزير الروسي عن تعازيه لأقارب ضحايا الحادث وتمنى الشفاء العاجل للمصابين.

ودعا مفوض وزارة الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون قسطنطين دولغوف إلى إجراء تحقيق موضوعي لقصف موقف الحافلات في دونيتسك.

وقال: «لا نزال ندعو إلى إجراء تحقيق فعال وغير منحاز لكافة الجرائم الإنسانية في إطار النزاع في أوكرانيا ومعاقبة المسؤولين عنها»، مؤكداً أن السلطات الأوكرانية لم ولا تجري مثل هذه التحقيقات.

وكانت مصادر طبية في دونيتسك أكدت أن 15 شخصاً لقوا مصرعهم وأصيب 20 آخرون بجروح نتيجة سقوط قذيفة على موقف حافلات في أحد أحياء المدينة.

وبحسب المعلومات الأولية، فإن القذيفة أطلقت من حافلة صغيرة باستخدام راجمة قذائف في حوالى الساعة 8:30 صباح أمس، حيث أدى سقوط القذيفة إلى إلحاق أضرار كبيرة بمبنى مكون من 4 طوابق وحافلة وكذلك إحراق سيارة ومقتل سائقها.

وفي السياق، أكدت قوات «دونيتسك الشعبية» أنها اعتقلت أعضاء مجموعة تخريبية يشتبه بقصفها موقف الحافلات، وقال إدوارد باسورين نائب قائد القوات إن المجموعة التي قبض عليها كبيرة نسبياً، مشيراً إلى استمرار البحث عن أفراد آخرين من المخربين العاملين في دونيتسك.

ونفت وزارة الدفاع الأوكرانية وجود أية صلة لها بقصف موقف الحافلات في دونيتسك.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الأوكرانية أن «قصف وسائل النقل العام جرى من جهة لا توجد فيها أية معارك»، مضيفاً أن الموقع الذي تعرضت فيه حافلة للقصف يقع على بعد أكثر 15 كيلومتراً عن مواقع القوات الأوكرانية.

من جهة أخرى، وصف وزير الخارجية الأوكراني بافيل كليمكين حادث قصف موقف الحافلات في دونيتسك بأنه «مأساة مشتركة»، وكتب في حسابه على موقع «تويتر» «المأساة في موقف حافلات في دونيتسك هي مأساتنا المشتركة. مدنيون أوكرانيون راحوا ضحايا مثل هذه الهجمات الإرهابية. على روسيا أن توقف الإرهابيين».

واعترف الجيش الأوكراني أمس بسقوط مطار دونيتسك بأيدي قوات الدفاع الشعبي التي أعلنت عن أسرها 16 عنصراً من بينهم قائد حامية المطار.

جاء ذلك في وقت أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في جنوب شرقي أوكرانيا منذ اندلاع الأزمة هناك.

وقال مايكل بوتسوركيف المتحدث باسم بعثة المنظمة الدولية في أوكرانيا أمس، إن أكثر من 10 آلاف شخص أصيبوا بجروح وغادر نحو مليون شخص بيوتهم وتضرر حوالى خمسة ملايين بشكل أو بآخر نتيجة القتال في المنطقة، مشيراً إلى أن الوضع يستمر في التدهور.

وكان مكتب موسكو لحقوق الإنسان قد أعلن في 24 كانون الأول استناداً إلى إحصاءات «اليونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا لحقوق الإنسان للأمم المتحدة، أن النزاع في أوكرانيا أسفر عن 4634 قتيلاً و10243 جريحاً إضافة إلى أكثر من مليون لاجئ، بينهم 130 ألف طفل.

وكان وزراء خارجية دول «رباعية النورماندي» قد أجروا مساء الأربعاء في برلين محادثات مفيدة حول أوكرانيا ناقشوا خلالها إمكان وقف القتال.

ودعا الوزراء في اختتام لقائهم الذي استمر حوالى ثلاث ساعات إلى وقف العمليات القتالية وسحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس المتفق عليه بحسب بيان مينسك عن يوم 12 أيلول العام الماضي.

وأكد الوزراء أن دعوتهم الى التزام التهدئة الكامل «لا ينفذ بل على العكس، تصاعدت وتيرة المعارك في الدونباس بشدة وأسفرت عن سقوط العديد من الضحايا البشرية بمن فيهم من السكان المدنيين»، وطالبوا كل الأطراف المعنية بالالتزام الكامل وقف النار.

ونوه وزير الخارجية الروسي بأن هذا القرار يعكس اقتراح الرئيس فلاديمير بوتين على نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو بتاريخ 15 كانون الثاني الجاري. وكانت قوات الدفاع الشعبي في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين قدمت جدول سحب الأسلحة الثقيلة، وموسكو تأمل بأن تفعل كييف الشيء نفسه.

كما دعا مشاركو «النورماندي» إلى تسريع لقاء مجموعة الاتصال التي فشلت بالاجتماع الأسبوع الماضي، حين قدم ممثلو الجمهوريتين في جنوب – شرق أوكرانيا إلى مينسك بينما لم يصلها ممثل كييف، الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوتشما.

وأوصت «رباعية النورماندي» مجموعة الاتصال بإنشاء «فرق عدة عمل ضرورية» من أجل تفعيل عملها، ما «سيمنح إطاراً مؤسساتياً لمجموعة الاتصال التي تتواصل من خلالها قوات الدفاع الذاتي مع سلطات كييف»ب حسب تعبير لافروف، الذي أكد أن ذلك «يعتبر مفتاحاً لتسوية الأزمة الأوكرانية العميقة».

وأعلن الوزير الروسي في اختتام المحادثات في العاصمة الألمانية أنه «إذا حدث تقدم في وقف المواجهات العسكرية، ووقف النار، ووقف قصف المناطق السكنية، الذي يعاني منه السكان المدنيون، وأولهم سكان دونيتسك، وغيرها من المدن في المنطقة، وإذا حدث تقدم في سحب الأسلحة الثقيلة، سيأتي دور قمة أستانا».

وقال لافروف كذلك إن الوزراء اتفقوا في النهاية على استمرار الاتصالات على مستوى الخبراء، مضيفاً أنه «لا يرتبط كل شيء بالإطار النورماندي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى