المسرحي أحمد جحجاح… بين تحليل عمق الشخصيّات والخلل يتكوّن نجاح العمل
} خير الله علي
شغفه الكبير بالمسرح وإيمانه العميق بدوره التوعوي والتطويري في المجتمع ولكون الخشبة بمساحتها الصغيرة هي صورة مصغّرة عن الواقع يكرس الفنان والمخرج أحمد جحجاح وقته لأبي الفنون حيث يراه لغة المخاطبة الراقية بين الشعب وأصحاب القرار فضلاً عن دوره بتوثيق الأحداث واقتراح حلول المستقبل.
وحول أهمية المسرح واستمراره يقول جحجاح: ما يزال المسرح الحلم المبدئيّ للكثيرين من الهواة المتعطشين للفن والوصول إلى مشاهديهم وملعب الفنانين الكبار لدعم الحركة الفنية المتكاملة. ونوّه بدوره في تحليل عمق الشخصيات المجتمعية وعرضها كما هي لتصل إلى المشاهد الذي قد يجد القسم المظلم لديه ليبدأ الحل وإصلاح الخلل في نفسه.
والمسرح وفق جحجاح يتطوّر بمذاهبه وصولاً إلى تجديد يلائم المشاهد ويرضيه، حيث أن إرضاء المشاهد وكسب ثقته مسؤولية كبيرة وصعبة للغاية والحفاظ على جمهوره هو من أصعب ما نواجهه في الوقت الحالي من الضغوط في وطن مقاوم وصامد.
وقدّم أحمد جحجاح الذي اتجه إلى المسرح منذ بداية الأزمة في سورية العديد من الأعمال المسرحية المهمة بالتعاون مع الكاتبين المصري الدكتور سيد فهيم والسورية سحاب جحجاح معتمداً بذلك على المواهب الشابة في محافظة طرطوس وبعض خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية فأسس فرقة »عقد الياسمين المسرحية» التي نجحت في تقديم العديد من الأعمال على مسارح المراكز الثقافية في بانياس وطرطوس وعلى خشبة المسرح القومي أيضاً.
ومن الأعمال التي أخرجها «قهوة وسط» تأليف الدكتور السيد فهيم و»الجبانة» و»الحرب بلا راء» تأليف الكاتبة سحاب جحجاح و»من ألم سورية أمل» و»فيس كووك» و»أبناؤكم أمانتنا» و»أمل» و»الوصية ألف نون».
وأوضح جحجاح أن جميع هذه الأعمال قام خلالها بإعداد المواهب للأداء فيها كما شارك بالتمثيل في عرض »الحرب بلا راء» لكون العمل صعباً واحتاج الكادر وجوده معهم.
ويعمل المخرج جحجاح حالياً باتجاه الكوميديا الجادة، مبيناً في هذا السياق أن هذا التوجه دونه صعوبة في التقدم، حيث إن تمرير الرسائل والفلسفة العميقة تحتاج إلى كادر متمكن وقدرة عالية في الأداء ولا سيما أن هذا الكادر مرهق مادياً ومضغوط نفسياً جراء الجو المشحون المحيط به ما يسبب تسرب هذه الكوادر نحو العمل في مجالات آخرى لتأمين لقمة العيش فضلاً عن تدني أجور المسرحيين التي لا تشكل حتى جزءاً بسيطاً من متطلبات الحياة. وتوجّه المخرج الطموح برسالة إلى المعنيين لاستدراك ذلك عبر حلول سريعة وللعاملين في المسرح وضرورة تقديم أعلى قدر من الجودة للحفاظ على رواد الخشبة الذين هم أيضاً بدورهم مرهقون حياتياً.
وفي ختام حديثه اعتبر جحجاح أن المسرح في سورية بخير من حيث كم العروض إلا أن فنانيه أمورهم ليست على ما يُرام.