الحوثيون يقترحون تشكيل مجلس رئاسي ويواجهون التكفيريين في مأرب
يعقد البرلمان اليمني غداً الأحد اجتماعاً طارئاً بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وسط نزاع مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة.
ويطوق أتباع حركة «أنصار الله» منذ أول من أمس البرلمان ومقار عدد من كبار المسؤولين بينهم وزير الدفاع محمود صبيحي ورئيس الاستخبارات علي الأحمدي، وذلك بعد سيطرتهم الثلاثاء على القصر الرئاسي.
وكان أبو مالك يوسف الفيشي أحد قادة جماعة «أنصار الله» الحوثية، رحب عبر حسابه على موقع «تويتر» باستقالة الرئيس اليمني قائلاً: «إنّ اليمن مقبل على الأمن والاستقرار والسكينة والرخاء، إنها بشرى سارة لجميع اليمنيين».
وقال في تعليق آخر على تويتر: “اقترح تشكيل مجلس رئاسي من المكونات الثورية والسياسية الشريفة ويمثل فيه الجيش والأمن واللجان الشعبية ليشترك الكل في إدارة بقية المرحلة الانتقالية.”
وأفادت مصادر إعلامية بأن المبعوث الأممي جمال بنعمر فشل في إقناع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالعدول عن استقالته بعد اجتماع ضمهما في منزل هادي غرب العاصمة صنعاء.
ومن تداعيات استقالة الرئيس اليمني ورئيس حكومته أيضاً، إعلان قيادة إقليم سبأ الذي يشمل مأرب والجوف والبيضاء الانضمام إلى الإقليمين الجنوبيين، عدن وحضرموت، وذلك احتجاجاً على ما عدته انقلاباً للحوثيين على الشرعية في صنعاء، إضافة إلى إعلان عدد من قياديي ما يعرف بالحراك الجنوبي الانفصال عن الشمال.
الجنوب يستعد للانفصال
وعلى صعيد آخر، أكدت اللجنة الأمنية في إقليم عدن التزام كل الوحدات العسكرية والأمنية بعدم تسلّم أي توجيهات إلا من محافظ محافظة عدن، ورفض تنفيذ أي أمر عسكري آت من صنعاء بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأعلنت السلطات في أربع محافظات بجنوب اليمن، بينها عدن رفضها تلقي أي أوامر عسكرية من صنعاء، على أن تلتزم الوحدات العسكرية أوامر قائد المنطقة العسكرية الرابعة، وذلك بعد استقالة الرئيس اليمني.
وأفاد بيان صادر عن اللجنة الأمنية في إقليم عدن بأن الوحدات العسكرية والأمنية في هذه المحافظات الجنوبية التزمت «عدم تسلم أي توجيهات إلا من محافظ محافظة عدن والمحافظين في محافظات الإقليم». وأضاف البيان أن هذه الوحدات ملتزمة أيضاً «تسلم الأوامر العسكرية من قائد المنطقة العسكرية الرابعة، وتبقى في حالة تأهب قصوى بانتظار تسلّم أي توجيهات من قيادة إقليم عدن».
واشنطن تجلي رعاياها
أكد مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة سحبت المزيد من أفراد طاقم سفارتها في اليمن، بالتزامن مع استقالة الرئيس اليمني ورئيس حكومته.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين فضلوا عدم ذكر أسمائهم أن البعثة الدبلوماسية الأميركية في العاصمة اليمنية صنعاء جرى تقليصها بسبب الوضع الأمني المتدهور هناك، إلا أنهم أشاروا إلى عدم وجود خطط لإغلاق السفارة.
وأعلنت السلطات الأميركية أنها تريد أن تبقى السفارة، التي تقوم بدور مهم في التعاون مع قوات الأمن اليمنية لمكافحة الإرهاب، مفتوحة لإبراز تصميم الولايات المتحدة بهذا الشأن، إلا أن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين يقولون إن الفوضى في اليمن تهدد بالفعل استراتيجية الإدارة الأميركية ضد فرع قوي للقاعدة هناك.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أربعة أشهر فقط وصف اليمن بأنه نموذج لشراكات «ناجحة» ضد الإرهاب في العالم.
وصرّح جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين على متن طائرة الرئيس الأميركي قائلاً: «نحن مازلنا نقيم الآثار»، مضيفاً أن الرئيس أوباما منشغل بسلامة المواطنين الأميركيين الموجودين باليمن، مؤكداً أن لدى الولايات المتحدة الإمكانات كافة لإجلاء موظفي السفارة الأميركية من العاصمة اليمنية صنعاء.
وأعقب قرار سحب المزيد من أفراد طاقم السفارة الأميركية، تأكيدات علنية متكررة من الإدارة الأميركية بأنها تعتبر سلامة طاقم السفارة أولوية قصوى.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية خفّضت فعلياً أفراد الطاقم الدبلوماسي بصنعاء في الأشهر الماضية ليقتصر على العاملين الأساسيين المتصلين بالمسائل الأمنية.
ونقلت مصادر عن مسؤول بارز بوزارة الخارجية الأميركية تأكيده أنه «رداً على الوضع الأمني المتغير في اليمن خفضت السفارة الأميركية في صنعاء أفراد طاقمها الأميركيين العاملين في اليمن».
مواجهات بين الحوثيين والتكفيريين
وقتل 9 أشخاص باشتباكات وقعت في مدينة مأرب بين حركة أنصار الله ومجموعة من التكفيريين.
وفي الجنوب، انتشرت وحدات من الجيش والأمن المركزي بعد إعلان جماعات محلية قرارات العاصمة صنعاء إثر استقالة الرئيس هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح.
ودعت جهة تسمي نفسها اللجنة الأمنية إلى بقاء الوحدات الأمنية والعسكرية في حالة يقظة وفي حالة تأهب قصوى بانتظار تسلم أي توجيهات من قيادة إقليم عدن.
وفي السياق، أعلنت وسائل إعلام يمنية أن انفجارين متتاليين هزا فجر أمس حي رسلان الذي يقطنه حوثيون شمال العاصمة صنعاء.
وأوضحت الأنباء أن الانفجارين الناجمين عن عبوتين ناسفتين استهدفا منازل لقيادات في جماعة الحوثي في حي الجرف وفي شارع المطار، من دون إعلان وقوع خسائر بشرية.
وفي وقت سابق، أعلنت وسائل إعلام محلية أن المسلحين الحوثيين اقتحموا مقر مجلس النواب بعد محاصرتهم له ساعات عدة، مشيرة من جهة أخرى إلى وقوع سلسلة من الانفجارات في ساحة الشهداء بعدن جنوب اليمن، مضيفة أن اللجنة الأمنية بإقليم عدن أصدرت بياناً دعت فيه العسكريين في الإقليم إلى تنفيذ تعليمات وأوامر السلطات المحلية فقط متمثلة في محافظ عدن وقائد المنطقة الجنوبية.