وعلى نفسها جنت براقش
د. سليم حربا
يصرّ العنكبوت «الإسرائيلي» على أن يطلّ من بيته الواهي ليضرب عرين الأسود في مزارع المقاومة والأمل الموعود نصرةً »لجبهة نصرة» عادٍ وثمود و«إسلامويي التلمود» الذين يمثلون مشروع استحضار «لحد» من اللحد إلى المهد، لينسجوا خيوط عناكبهم علّهم يحمون الهيكل من الخراب الثالث.
لكنّ رياح الميدان المحمّلة بدماء القادة السادة المقاومين ستأتي بما لا تشتهيه ولا تتحمله خيوط عنكبوت أو أذرع أخطبوط أو قطعان مستوطنين ولا حتى حجارة حائط المبكى. فعدوان كيان الإرهاب على القنيطرة، بأسبابه وأهدافه وسياقه الزماني والمكاني، هو عدوان على جغرافيا المقاومة وتاريخها ومحورها، فالعدوان جريمة والجريمة تحتاج إلى عقاب والعقاب آتٍ في أكبر من جردة حساب.
وقدر كيان العدو أن يتألم وأن لا يتعلم من أمّيتهِ في قواعد الحساب وهزائمه المذلّة من حرب تشرين إلى عام 2000 إلى عام 2006 إلى غزة والضفة، والآن امتدت الجغرافيا من الناقورة إلى القنيطرة إلى الحمّة وما بعد الجليل والجولان وحيفا وما بعد فلسطين المحتلة.
العدو ارتكب بحماقته خطأً استراتيجياً ومقامرة تذكرنا «بعنتريات» أولمرت المهزوم و«منظار عامير بيرتس» المسدود… ربّ ضارةٍ نافعة فمن مزارع الأمل وطهارة الدماء وشموخ حرمون تتعملق المقاومة التي أصبحت فرض عين وحاجة وضرورة وإرادة وإدارة وفعل وقيمة تعلو ولا يُعلى فوق صوتها وموقعها ووقعها، «فأنا أقاوم إذاً أنا موجود» لأنه صراع مصير ووجود مع هذا الكيان الإرهابي الصهيوني ـ الوهّابي.
من مزارع الأمل يرتسم الأمل الموعود والنصر القادم الذي بدأت مؤشراته ومبشراته واقعاً لا يمكن لمقامرات أو مغامرات صهيونية أن تبدّل ميادينه أو موازينه لدى محور القول الصادق والوعد الصادق وشعارنا «الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة» ولسان حالنا سيبقى «هيهات منا الذّلة هيهات منا الهزيمة».
فيا أيها الصهاينة يا أولاد الأفاعي، كما خاطبكم السيد المسيح: هل تتحملون أبواب الجحيم التي فتحها قادتكم عليكم وأنتم واثقون بأنّ الردّ آتٍ لا محالة؟ تأهبوا وتحسبوا يوماً قمطريراً وسيأتيكم من حيث لا ولن تحتسبوا، وخصوصاً أننا تعلمنا في مدرسة الحكماء، من القائد الراحل حافظ الأسد إلى الرئيس بشار الأسد إلى سيد المقاومة حسن نصر الله، الحكمة وفنون المقاومة والقتال والحرب والانتصار، وأن يكون الردّ فاعلاً وليس منفعلاً…سريعاً وليس متسرعاً…محسوباً وحكيماً وليس ارتجالياً… تكتيكياً بأبعاد استراتيجية، وأن يكون أوجع وأوقع من العدوان.
نقول هذا لكلّ من يهمّه الأمر، ولكم أنتم أن تتوقعوا متى يأتي الردّ على »إسرائيل» من بوق إسرافيل أو قبضة عزرائيل ونصر من الله وفتح قريب وفي أي مكان وزمان وكيف وبأية وسيلة وسلاح وأسلوب. فهل سيأتي من تحت الأرض أم من فوقها؟ هل سيكون أمنياً أم عسكرياً؟ مفرداً أم جمعياً؟ براً أو بحراً أو جواً؟ ليلاً أم نهاراً؟ أم أكبر من الردّ وأقلّ من الحرب؟ أم أكبر من الردّ ولتكن الحرب؟ ولنا في دقة الحساب والموازين ثقة بأنّ الغلبة لنا وليست علينا مهما تدحرجت الخيارات، ولتعلموا وتتعلّموا أنكم أيها الصهاينة كالكلبة »براقش» التي جنت على نفسها فانتظروا مصير براقش.