القمع والظلم والفساد في سرد متخيّل وواقعيّ
عمان ـ محمد شريف الجيوسي
صدرت مجموعة قصصّيّة جديدة للأديبة الأردنية الفلسطينيّة الأصل الدكتورة سناء الشعلان تحت عنوان «عام النمل»، وتضم القصص التي فازت بالجائزة الأولى عام 2008 في مسابقة «ملامح الثّقافيّة» التي أجرتها «مكتبة سلمى» بتنسيق مع صحيفة «ملامح» الثقافية في حقل المجموعة.
بحسب عبد الهادي بن يسف، مدير «مكتبة سلمى»، فإن مجموعة «عام النمل» زكتها للفوز بجائزة المكتبة اللجنة الفاحصة للأعمال المتنافسة على جوائز المسابقة، وتكوّنت هذه الجنة من أبرز أدباء مدينة تطوان ونقّادها. ويرى ابن يسف أن المجموعة تحمل سمة نوعيّة من الأدب الرفيع الذي يمتزج فيه الخيال بالتشخيص. ولاقت المجموعة بعد صدورها التقدير والاهتمام في الوسط الثقافي والنقدي والأكاديمي، مشيراً إلى أنّ «مكتبة سلمى» معنية بالنشر لمبدعين ونقّاد وباحثين مغاربة وعرب .
تتكوّن مجموعة «عام النّمل» القصصيّة من قصصٍ ثمانٍ قصيرة تقوم على التجريب والخلط بين التهشيم والسرد المتداخل والمتوالد واحتضان القصة الطويلة عدداً من القصص القصيرة جداً المتوالدة عنها، في مغامرة تجريب تقدّم القصّة القصيرة في حالة من التحفّز والمرونة والذكاء والاتساع فتبدو تكون ناقلاً أميناً للمشهد الإنسانيّ بكلّ ما فيه من تناقضات وأزمات وإكراهات وأسئلة كبرى ولهاث وتدافع ومعاناة وأحلام، وهي في الوقت نفسه قادرة على انتقاد الواقع وتقويض دعائم فساده.
الدكتورة الشعلان تعبّر عن فخرها بصدور مجموعتها القصصيّة هذه التي تطلّ بها على المشهد الإبداعي العربي، خاصة المغربيّ، آملة في أن تكون لها بصمتها الواضحة إلى جانب المبدعين، معتبرة أنها استمرار طبيعي لمسيرتها القصصيّة التي تمخّضت عن عدّة مجموعات قصصيّة. وبحسب الشعلان، فإن المجموعة تتناول القهر الذي تمارسه منظومات القمع ابتداء بالذات، مروراً بقمعيّة الجسد والأفكار والقناعات والعادات والتقاليد، انتهاء بقمع المجتمع والأفراد والمصالح والإكراهات والتعسّف والفساد والظلم والاضطهاد والتمييز.
وصدرت للأديبة الشعلان مجموعات قصصيّة، منها «تراتيل الماء»، «رسالة إلى الإله»، «أرض الحكايا»، «مقامات الاحتراق»، «ناسك الصومعة»، «قافلة العطش»، «الكابوس»، «الهروب إلى آخر الدّنيا»، «مذكرات رضيعة»، و«الجدار الزجاجي». فضلاً عن إصدارات قصصية مشتركة مع أدباء أردنيين وفلسطينيين ومصريين وعراقيين. وتُرجمت الكثير من قصصها إلى العديد من اللغات مثل الإنكليزية والفرنسية والكردية والبلغارية والبولندية والإسبانيّة والإيطالية والتركية وغيرها، كما وكانت قصصها موضوعاً لدراسات أكاديميّة ونقديّة وأطروحات ماجستير ودكتوراه في أنحاء العالم العربيّ.
شُكّلت لجنة التحكيم التي منحت مجموعة «عام النمل» الجائزة من الدكاترة نجيب العوفي، محمد أنقار، خالد أقلعي، عزيز البازي وسعاد النّاصر.
المجموعة في 130 صفحة قطعاً صغيراً، ولوحة الغلاف للفنان المغربي المعروف عبد النور القشتول.