مرسي… مرشد جماعة الإرهاب والتضليل
بشير العدل
لم تكن جماعة الإخوان المسلمين صادقة يوماً، طيلة السنوات التي صدع قادتها فيها رؤوسنا بأنها جماعة دعوية لا تحتكر الدين لنفسها.
فقد جاءت ممارسات الجماعة، والتي ظهرت خلال فترة توليها حكم بلادي مصر، وكانت أكثر وضوحاً بعد قيام الشعب بإرادته المنفردة بخلع مرسي من الحكم، بعد أن خرج إلى ميادين الجمهورية بالملايين معلناً رفضه لحكم الجماعة، حيث ظهر ما كانت تخفيه الجماعة تحت عباءة الدين، وظهر وجهها الحقيقي الذي لم تكن لها لتظهره، لولا أنها استشعرت الخطر الذي يهددها ويعيد النظر في مستقبلها، ما بين الفناء، أو البقاء المحظور شعبياً على الأقلّ، خاصة في ظلّ حالة الإرهاب التي أعلنتها الجماعة ضدّ الشعب والدولة معاً.
في أثناء حكم الإخوان كشفت الجماعة وممثلها في قصر الرئاسة المخلوع المتهم محمد مرسي، عن حقيقة نظام الحكم الذي سعت الجماعة إلى إرسائه، وقد خيّب الله مسعاها، فأرادت أن تؤصل له في البلاد، وأرسلت برسائل عدة إلى الشعب، مفادها أنّ بلادي مصر لا يمكن لها إلا أن تدار بالأمر المباشر، الذي لا جدال فيه ولا نقاش، وتعاملت مع الشعب بنفس منطق تعاملها مع مرشدها العام، الذي يجب أن يقدم له الأعضاء يمين الولاء والطاعة، محذرة من أنّ الخروج عليه هو خروج على الإسلام، يستوجب التعامل معه وفقاً لمنطقها.
فكان نظام حكم الإخوان قائم على أنّ مرسي هو صاحب القرار، الذي لا يحتمل المراجعة أو التأويل، ولا حق للشعب في مناقشته، أو الاعتراض عليه، إعمالاً لمصلحة الجماعة، وليس لمصلحة الشعب.
أرادت الجماعة أن تجعل من الشعب المصري، أعضاء فيها بالأمر المباشر، وأرادت أن تجعل من الصوت الانتخابي للمواطن المصري، عضوية إجبارية في الجماعة، وأن مرسي هو المرشد العام للجماعة بعد ضمّ المصريين اليها، ونسيت الجماعة ومرشدها، أنّ الشعب المصري هو صاحب السلطة ومصدرها عملاً وليس قولاً، وأنّ مرسي بحكمه كشف مزيداً عن أنّ جماعة الإخوان أكثر ديكتاتورية من أي نظام حكم ورد على مصر قبلها.
وقد أكدت الجماعة على المعاني السابقة في اعتصامها في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وتعاملت مع الشعب الرافض لها ولنظام حكمها بانهم «خوارج» على الجماعة بل على الدين ذاته، وأنهم خرجوا على مبدأ السمع والطاعة لمرشد البلاد، محمد مرسي، ولذلك يجب في نظرها قتالهم ومن ساندهم على الخروج على مبدأ السمع والطاعة للرئيس، ويقصدون في ذلك الجيش الذي هو في الأساس الدرع الواقي للشعب، ضدّ أي هجوم عليه سواء من الداخل او الخارج.
فكانت دعوة قادة الجماعة في رابعة والنهضة، بوجوب قتال الشعب وضرورة التمسك بولاية المرشد محمد مرسي عليه، وهو ما يفسّر أسباب ترديدهم بأنهم ظلوا متمسكين حتى وقت قريب بترداد حديث العودة الى الشرعية، لأنهم يرون، وقد عميت أبصارهم، أنّ ذهاب مرسي إلى غير رجعة، يعني ذهاب الدين، فحلّلت قتال الشعب وبث الرعب في نفوس المواطنين، وتعطيل حياتهم، ومحاربة جيشهم، ووصفه بما ليس فيه، واعتبار كلّ من يخرج على خطأها وممارساتها اللادينية بأنه خائن عميل انقلابي.
كذلك المظاهر التي بدت بها الجماعة داخل الاعتصامات، من انتهاك لحقوق الطفل، والإنسان عموماً، والمرأة، وحرمات المساجد، يؤكد أنّ الجماعة لم تكن يوماً جماعة دينية، لأنّ كلّ مظاهر ممارساتها لا علاقة لها بالدين، وتؤكد أيضا أنّ تظاهراتها التي تخرج بها حتى الآن ليست سلمية، وأنّ الإخوان قالوا صدقاً بعد تأخير، بعد أن تسلحت ضدّ الشعب وإرادته حتى ولو كان بالرمل والزلط من دون السلاح الحي، وأنها قدمت نفسها هذه المرة وبشكل صادق بأنها جماعة إرهاب وتضليل، أساءت الى الدين قبل الدولة.
كاتب صحافي مصري
ومقرّر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة
eladl254 yahoo.com