أخيرة
احكموا باسم لبنان لا باسم الطوائف
} يكتبها الياس عشي
أثبتت الأزمات المتلاحقة في لبنان، ومنها أزمة اليوم المتفاقمة، أنّ الذين حكموه، منذ أن صار «كبيراً»، كانوا زعماء لطوائفهم وليسوا لوطنهم لبنان؛ ومع مرور الزمن ترهّلت الدولة، واجتاحها الفساد، وصار رجال الدين هم الحكّام الفعليون يمسكون خيوط الدمى، ويحركونها وفق مصالحهم، غير عابئين بمستقبل وطن يقف على حافة الهاوية.
حقيقة مرّة، ولكنها الحقيقة الوحيدة التي تؤكد لك، يوماً بعد يوم، لماذا جرت أقصر محاكمة في التاريخ، وأسرع تنفيذ لحكم الإعدام، بحق المفكّر أنطون سعاده الذي كان على رأس مبادئه الإصلاحية فصل الدين عن الدولة، ومنع رجال الدين من التدخل في أمور الدولة.