أي موسم كروي ينتظر الفرق اللبنانية التعاون تحت سقف المسؤولية أمر ضروري
} ابراهيم وزنه
كثيرة هي التأثيرات السلبية التي تسببت بها جائحة كورونا التي اجتاحت العالم منذ عدّة شهور، فعدّاد الاصابات في حركة تصاعدية، والسباق في مضمار إكتشاف اللقاح بين الدول المتقدّمة لم يتوقّف حتى هذه اللحظة، وفي الحديث عن لبنان ونكباته المتلاحقة قبل كورونا وبعدها، ارتأينا إلقاء الضوء على موسمنا الكروي 2020 ـ 2021 . الأندية وطموحاتها، شكل المنافسة، تراجع الموازانات، الاجراءات الصحية المطلوبة، إنعكاسات الوضع المستجد على المنتخبات، وغيرها من المواضيع ذات الصلة.
شكراً للعهد …
وهنا التفاصيل:
بداية، نتوجّه بالشكر لنادي العهد على تنظيمه دورة «الكابتن» بمشاركة ثلثي أندية الدرجة الأولى، والشكر موصول لراعي الدورة الذي دفعه حسّه الوطني إلى استبدال اسم الدورة، وإستكمال مجرياتها تحت اسم شهيد الوطن والملاعب، محمد عطوي. فالعهد، ومن موقع مسؤوليته الوطنية وموقعه الرياضي الريادي، اجتهد لتحريك المياه الكروية الراكدة وجمع ما أمكن من الفرق تحت سقف التنافس بغية مراقبة الصفوف ورصّها والعمل على سدّ الثغرات بما تسمح به الامكانات. وعلى جنبات الدورة برزت أسماء واعدة ما كانت لتفرض نفسها لولا «لبننة» الموسم، ولهذا الأمر انعكاسات ايجابية ستظهر نتائجه تباعاً. واللافت في دورة العهد المحلية، أنها حملت في طيّاتها الاثارة والتشويق مع غزارة التهديف، ونتائجها الفنية بيّنت التقارب في المستوى عند غالبية المشاركين، وللدلالة على ذلك يكفي الاشارة إلى فوز شباب الابرج، الصاعد حديثاً للأضواء على الأنصار (صاحب الأمجاد الذي وصل إلى نهائي الدورة)، مضافاً إلى ذلك الندّية مع تسيّد الروح الرياضية بين الفرق، وحرص الجمهور على المواكبة حتى من خلف السياج، في ظل «خروقات» على صعيد المواكبة والتزام الاجراءات الآمنة، وهذه ثغرة يجب على الاتحاد أن ينتبه لها مع إنطلاق الموسم الشهر المقبل.
الأندية واللاعبون والمنتخبات
على غرار ما نشهده في الدوريات الأوروبية … مع الفارق الكبير في المستوى الفني والتنظيمي والموازنات المرصودة واختلاف العقليات الممسكة بتفاصيل اللعبة، لاحظنا الحيوية الزائدة في حركة الإنتقالات، ودعاوى حامية من قبل لاعبين ضد أنديتهم، إلى عقود منتهكة المضامين بفعل تراجع قيمة العملة اللبنانية أمام الدولار، وتصاريح من أصحاب المواقع لا تمتّ إلى الرياضة بصلة … لكن الصورة الساطعة من المشهد تمثّلت بإشراك لاعبين صغار في معظم الفرق، والابقاء على بعض رموز الفرق من «المخضرمين» الذين قاربوا الأربعين، ورفع مستوى التمثيل الفلسطيني في تشكيلات الفرق، وبذل أقصى الجهود من اللاعبيبن لحجز مراكزهم على أرض الملعب في ظل الغياب التام للعنصر الأجنبي، وهنا سينعكس الواقع سباقاً فيما بينهم للفوز بفرصة الانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني، ما يعني أن الجهاز الفني للمنتخب ستكون مهمته أكثر صعوبة، لكنها أكثر فائدة مستقبلياً. مع الاشارة إلى أن بعض الأندية لامست موازنته ملياري ليرة لبنانية كالأنصار، الذي أصبحت صفوفه غنية بالنجوم ويتصدّر الترجيحات لجهة الفوز باللقب ، وخلفه يقف النجمة والعهد، يليهما شباب الساحل والبرج.
وبالانتقال إلى الموازنات وأرقامها، فالاتحاد أمّن عبر الاتحاد الآسيوي مساعدات مادية لجميع الدرجات، مع تكفّله بأجور الملاعب والحكّام، ما يعني بأن على الأندية الامعان في رصّ صفوفها وصقل مواهبها وترك عبارات اللوم والنق وما شابه، والتفرّغ فقط لتقديم الفضل وبشكل تدريجي، وهنا نناشد الشركات والشخصيات الميسورة أن تقف إلى جانب الأندية المقرّبة منها للمساهمة بتوفير ما أمكن من المساعدات المادية وغير المادية.
في الختام، لا بدّ من توجيه أسمى آيات الشكر والتقدير للمبادرة الطيّبة والمأثرة الحسنة التي قامت بها الدولة اللبنانية عبر رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب ووزيرة الشباب والرياضة ورئيس الهيئة العليا للاغاثة تجاه شهيد الملاعب والوطن محمد عطوي وعائلته. في ظل هذا الجوّ الضبابي على الصعيد الحكومي و»الكوروني»، ستنطلق بطولة لبنان لكرة القدم (موسم 2020 ـ 2021)، معاً نتجاوز الصعوبات ونزيل العقبات، قليل من الروح الرياضية مع التسلّح بروح المسؤولية، وتفهّم المعنيين للواقع كما هو، سنجتاز هذه المحنة ونتوّج بطلاً لموسم غير كل المواسم.
«الديربي» المنتظر غداً
شاءت النتائج التي تحققت خلال دورة العهد أن يصل إلى المباراة النهائية التي ستقام غداً السبت فريقا النجمة والأنصار (ملعب العهد ـ 16.00)، وذلك بعدما تجاوز الأول في الدور نصف النهائي المنظّم العهد بنتيجة 4 ـ 2 والثاني فاز على شباب الساحل بنتيجة 3 ـ 0. ختاماً، ندعو المنظّمين للاستنجاد بالقوى الأمنية لحفظ الأمن وتوفير الأجواء المستقرة لمتابعة مباراة تستحق عنوان «الديربي».