ظريف: لا نهتم بمن يجلس في البيت الأبيض بل بالسياسة الأميركيّة والسعوديّة لم تقدّم في أي وقت أية اقتراحات للسلام معنا
أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، أن بلاده لا تهتم بالشخص الذي سيتسلم مفاتيح البيت الأبيض، بقدر ما تهتم بالسياسة الأميركية.
ورداً على سؤال عمن تفضل إيران أن يكون حاكماً للبيت الأبيض، قال ظريف في حوار مع وكالة «سبوتنيك» في موسكو أمس: «نحن لا نهتمّ بمن يكون في البيت الأبيض، نحن نهتم بالسياسة الأميركية. طالما أن السياسة الأميركية تقوم على الإكراه والانسحاب من الاتفاقيات الدولية».
وأضاف أن «عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي هي الخطوة الأولى التي يجب أن يتخذها الأميركيون»، مؤكداً أنه «يتعين على الولايات المتحدة التعويض عن الأضرار التي ألحقتها بالشعب الإيراني».
وأشار ظريف إلى أن «الولايات المتحدة تخوض حرباً اقتصادية ضد روسيا وإيران والصين بأكبر قدرة ضغط ممكنة، بل وأنها تنفذ خططاً اقتصادية خطيرة حتى ضد أصدقائها وحلفائها».
وفي سياق العلاقات مع الولايات المتحدة أيضاً، عبّر ظريف عن «استعداد طهران لتبادل الأسرى الذين يحملون الجنسية الإيرانية والأميركية المزدوجة المحتجزين لدى طهران، مقابل سجناء إيرانيين محتجزين لدى الأميركيين أو حلفائهم»، مضيفاً أنه «بعد صفقات التبادل السابقة لم يعد لدى إيران محتجزون يحملون الجنسية الأميركية فقط».
وذكر الوزير الإيراني أن بلاده «ستواصل تعاونها مع تركيا على أساس ثلاثي للمساعدة في تخفيف الحصار عن قطر».
وأكد ظريف أن لدى بلاده «علاقة ثنائية جيدة للغاية مع القطريين وسنواصل هذه العلاقة بجدية».
وفي ما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، أكد ظريف أن «طهران وموسكو أجرتا محادثات جيدة للغاية في مجال التعاون العسكري، وهذه المحادثات ستستمر».
وأيّد ظريف اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوتين بشأن إقامة «ممرات خضراء خالية من الحروب التجارية والعقوبات» للمواد الأساسية من الدواء والغذاء، ووصفه بأنه مهم جداً في ظل الوضع الدولي الراهن.
وعلى صعيد العلاقات مع السعودية، أكد وزير الخارجية الإيراني، أن «السعودية لم تقدم في أي وقت أي عرض للسلام رفضته إيران»، مشيراً إلى «اقتراح الرئيس الإيراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة هرمز للسلام، التي لم تلق أي ترحيب في السعودية».
وقال ظريف: «اقترح رئيسنا العام الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة «مبادرة هرمز للسلام»، وتنفيذاً لاقتراحه قام بمراسلة الملك السعودي، والذي أرسل جواباً على اقتراح روحاني إلى أمير الكويت، وحتى نحن أجبنا على رسالته تلك»، موضحاً أن «السعودية تريد من الأميركيين أن يقاتلوا من ليسوا في صفها حتى آخر جندي أميركي».
وتابع في ما يخص اليمن واتهامات الرياض باستهداف إيران للمملكة بصواريخ «من الواضح أن الحكومة السعودية تقتل الشعب اليمني منذ أكثر من 5 سنوات منذ نيسان 2015، وارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في اليمن، وذلك وفقاً لجميع المنظمات الدولية. كما تتحمل جميع الدول التي تتعاون معها، وخاصة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية التي تبيع أسلحة للمملكة أو تشاركها الأعمال العدائية، مخاطر المشاركة في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في اليمن»، حسب تعبيره.
وكان العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود قد اتهم إيران خلال كلمة له أول أمس الخميس، باستهداف المملكة عبر صواريخ بالستية وطائرات دون طيار.
من جانبها ردّت الخارجية الإيرانية في بيان لها أمس، على تصريحات الملك السعودي ضد طهران، بأن «السعودية هي مقر وملجأ فكر الجماعات الإرهابية والتكفيرية»، مؤكدة أن «دعم المملكة لأميركا ضد إيران لن يحقق أية نتيجة للسعودية».
وتتهم الرياض إيران بدعم جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) الذين سيطروا على مناطق واسعة من اليمن، بينها العاصمة صنعاء.
وأعلن الرئيس الإيراني عن مبادرة «هرمز للسلام» خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، على خلفية المحاولات الأميركية لإنشاء تحالف يضمن الأمن المائي بالقرب من بلاده، موضحًا أن هدف المبادرة الارتقاء بالسلام والتقدم والرخاء لكل الشعوب المستفيدة من مضيق هرمز، وتأسيس علاقات ودية، وإطلاق عمل جماعي لـتأمين إمدادات الطاقة وحرية الملاحة.