مخاوف من مخطّط إجرامي مشؤوم ودعوات للالتفاف حول المؤسسة العسكرية: لإجراءات حازمة وعمليات استباقية منعاً لانتشار لتغلغل الإرهابيين
في موازاة التنويه بالعملية النوعية لقوى الأمن الداخلي في منطقة وادي خالد بمؤازة الجيش، أثار الاعتداء الإرهابي على مركز الجيش في عرمان، موجة استنكار عارمة داعيةً إلى اتخاذ إجراءات حازمة رادعة لا هوادة فيها، منعاً لتغلغل الجماعات الإرهابية وانتشارها.
رؤساء ووزراء
وفي هذا السياق، دان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الإعتداء الإرهابي على الجيش وحيا الشهيدين اللذين ارتقيا في الاعتداء، منوّهاً بتصديهما مع رفاق لهما لمنفذ الاعتداء.
وتابع عون التطورات الأمنية التي حصلت في منطقة وادي خالد أول من أمس، منوّهاً بالانجاز الأمني الذي حققته قوى الأمن الداخلي في مواجهة المجموعة الإرهابية التي تسللت الى المنطقة عبر الحدود السورية، وتمكنت من القضاء على أفرادها وملاحقة آخرين.
بدوره، علّق رئيس مجلس النواب نبيه برّي على الاستهدافات الإرهابية التي طاولت الجيش والقوى الأمنية في الشمال، وقال “لبنان وشماله الأبي والمحروم في عين عاصفة الإرهاب، ودائماً المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية ضباطاً ورتباءً وأفراداً تضحيات وأداء لا يقبل القسمة وبذل حتى الشهادة، إفتداء للوطن وصوناً لوحدته واستقراره وحماية لسلمه الاهلي”.
أضاف “مجدداً الدعوة للجميع لقراءة مشهد الشمال الحزين، فالبداية تبدأ من هناك، من لدن لغة الشهداء، لغة الجيش والقوى الأمنية، فمن لا يفهم لغتهم في هذه اللحظات الحرجة، لا يمكن أن يفهم لغة وطنه”.
وختم برّي “الرحمة للشهداء وأحر التعازي لذويهم وللمؤسسة العسكرية ولكل اللبنانيين والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى”.
كذلك، استنكر رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، في بيان أصدره مكتبه الإعلامي، الاعتداء على المؤسسة العسكرية. ونوّه بالإنجاز الأمني في وادي خالد، مطالباً القوى السياسية بالتسريع في تشكيل حكومة تستطيع معالجة المشاكل التي يواجهها لبنان.
كما نوّهت نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر بالعملية النوعية التي قامت بها شعبة المعلومات بمؤازرة الجيش، في منطقة وادي خالد ضد الإرهابيين.
وقالت في بيان “مرة أخرى تتثبت أهمية التعاون والتنسيق بين القوى الأمنية وهنا ننوه بالعملية النوعية التي قامت بها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بمؤازرة الجيش، في منطقة وادي خالد ضد الإرهابيين الذين يحاولون الإخلال بالأمن وزرع الفتنة”.
واكدت أن “الجيش اللبناني سيبقى على جهوزيته من أجل الدفاع عن لبنان وشعبه، وما التضحيات التي قدمها على مذبح الوطن إلا خير دليل على أنه في المرصاد لأي محاولات للعبث بالأمن والإستقرار ومحاربة الإرهاب والتطرف”.
نوّاب وفاعليات
واعتبر النائب هاغوب بقرادونيان باسم كتلة نواب الأرمن، أن “لبنان يتعرض اليوم لأضعاف ما يتحمله من صعاب وضغوط، فمسلسل الإرهاب عاد ليضرب من جديد مستهدفاً أمن المواطن وسلامة الناس وسيادة الوطن، بدءاً من حادثة كفتون حيث قتل الإرهابيون عناصر من شرطة البلدية واستشهد في ملاحقتهم عناصر من مخابرات الجيش، مروراً بحادثة بلدة الهيشة في وادي خالد حيث تسللت مجموعة إرهابية وكان في نيتها الإخلال بالأمن فتصدت لها مجموعة من القوة الضاربة في فرع المعلومات والجيش، وصولاً إلى الهجوم على حاجز للجيش في عرمان في بلدة المنية ما أدى إلى استشهاد عنصرين من الجيش اللبناني”.
أضاف في بيان “كلها أحداث تصب في خانة العبث بأمن الوطن واستقراره، ونقدم تحية إكبار وإجلال للجيش اللبناني وللقوة الضاربة في فرع المعلومات مقدرين استبسالهم لإفتداء الوطن، ونقدم تعازينا الوطنية الحارة لذوي الشهداء الأبطال وكل الإحترام للأهالي الذين وقفوا مع الجيش وقفة صمود بوجه الإرهاب الذي يتربص بأمن الوطن والمواطن”.
واستنكر رئيس حزب “الحوار الوطني” النائب فؤاد مخزومي الهجوم الإرهابي الذي طاول نقطة عسكرية في محلة عرمان– المنية. وقال “لن نقبل بأن يكون جيشنا الوطني مكسر عصا”، داعياً المؤسسة العسكرية “إلى الضرب بيد من حديد والقضاء على كل المجموعات الإرهابية التي تهدد أمن لبنان وسلامة مواطنيه”.
وتقدم بالعزاء إلى عائلات عناصر الجيش الذين استشهدوا في أثناء أداء واجبهم الوطني، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل.
وغرّد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب فادي علامة عبر حسابه في “تويتر”، قائلاً “العزاء لعوائل الشهداء وقيادة الجيش اللبناني بالشهداء الذين سقطوا ليلاً على يد الإرهاب المتربص شراً بوطننا، والذي تلقى بالأمس ضربة من أبطال الجيش اللبناني، وقوى الأمن أكدت نية هذه المجموعات بالعبث وأظهرت إرادتنا واستعدادنا للمواجهة دائما. حمى الله لبنان”.
واعتبر النائب ابراهيم الموسوي عبر حسابه على “تويتر”، أن “الإرهاب التكفيري والعدو الصهيوني وجهان لعملة واحدة، معادلة جيش شعب مقاومة أثبتت نجاعتها ونجاحها في دحرهما وحماية لبنان وأهله، التمسك بهذه المعادلة من أولى الأولويات”. وختم “كل التحايا والدعم لجيشنا الباسل في معاركه الجديدة، حمى الله الجيش والوطن”.
وتقدّم الوزير السابق نقولا التويني “بأحرّ التعازي لذوي شهدائنا من الجيش اللبناني ولقيادة جيشنا الباسل في هذه الأيام الحزينة التي نعيشها ندفع الأثمان الغالية في أرواح أولادنا الأبطال”.
وأشار في بيان، إلى انه “لفتتني هذه التحركات التكفيرية المشبوهة من اغتيال ثلاثة مواطنين عزّل في كفتون، إلى التجمّع المسلح الواسع في وادي خالد حين تصدّت له القوة الضاربة في فرع المعلومات بمؤازرة قوة من الجيش، إلى الهجوم البارحة على كمين للجيش ومحاولة التفجير في منطقة عرمان في الشمال. يسودني القلق والريبة أن تكون لهذه العمليات رابط ومتعددة المداخلات الخارجية ووضع التخبّط والفشل في التركيبة الوزارية ناهيك عن الجدل واتهامات الخصوم المحليين غير المسؤول في أسباب الفشل. يراودني الشك من ثمة تحضير لعمليات إرهابية أكبر لزعزعة ما تبقى من ثبات لدى الدولة وأحذّر أن يكون هنالك مخطط مشؤوم لعمليات مجرمة أخرى وفي أماكن متعددة”. لذلك دعا إلى أقصى الجهود في الحيطة والحذر.
واعتبر أنّ “المطمئن الوحيد في هذا المشهد الخطير هو قوة وفعالية الجيش والأجهزة الأمنية وبطولة أبناء هذه المؤسسات الأمنية المتفانية في الدفاع عن الوطن وحياة الناس الآمنة بأجسادهم وأرواحهم”. وختم “المجد لشهدائنا الأبطال والشفاء العاجل لجرحانا”.
واتصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بقائد الجيش العماد جوزاف عون، مستنكراً الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الجيش في وادي خالد والمنية، وأدى إلى استشهاد عسكريين وجرح عدد من عناصره.
ووصف هذا العمل بـ “الإجرامي وبالغ الخطورة، وهو إعتداء مشين على أبناء مؤسسة الجيش الوطني التي ترعى أمن جميع اللبنانيين”. كما، وجه الخازن التعازي إلى قيادة الجيش وعائلات الشهداء العسكريين، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى، ودعا إلى “مضاعفة الجهود التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية، لكشف المخططين لهذه الأعمال الإرهابية وإنزال أشد العقوبات في حقهم”.
أحزاب وقوى سياسية
ورأى «لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية» في البقاع، في بيان، أنّ «استفاقة الزمر الإرهابية من سباتها وخروجها من جحورها واستهدافها للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، يشكل منعطفاً خطراً في مسار مكافحة الارهاب وامتداداً بنيوياً لسلالة الجماعات الإرهابية، التي حاربها الجيش والمقاومة والاجهزة الأمنية اللبنانية في طول البلاد وعرضها، ما يستدعي إجراءات حازمة رادعة لا هوادة فيها، منعاً لتغلغلها وانتشارها عبر تسديد ضربات استباقية اجتثاثية تحول دون تحقيقها لأهدافها الإجرامية التخريبية، ولاسيما أن أحداث الشمال أظهرت لكل مراقب ومتابع أنها تشي بمخاطر كبيرة نظراً لطريقة الاشتغال النوعية لهذه المجموعات تخطيطاً وتجهيزاً».
وأكد اللقاء أن «الشمال اللبناني كان وسيبقى العصب المتين والعضد الصلب الداعم الحاضن للجيش والقوى الأمنية اللبنانية وسيلفظ حتماً مثل هذه الظواهر المارقة، ولن يسمح بأي حال من الأحوال من تمكنها وتموضعها نفسياً ومادياً لإيمانه العميق بمراميها وأدوارها التخريبية التي لا تقيم وزنا للقيم الانسانية والوطنية والدينية».
وتقدم «اللقاء» من المؤسسة العسكرية بـ «أحر التعازي بالشهداء الأبرار والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى»، معتبراً أن «هذه الدماء العزيزة كانت وستبقى منذورة لتروي على الدوام شجرة وحدة لبنان الوارفة الظلال واستقلاله وسلمه الأهلي».
واستنكر شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نصر الدين الغريب، «الاعتداءات الارهابية التي يتعرّض لها الجيش اللبناني، والتي أدت إلى إستشهاد عدد من عناصر الجيش». ودعا «في هذا الظرف العصيب، أكثر من أي وقت، إلى التضامن والتكاتف حول المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية، لدورهم الوطني الجامع في حماية البلاد وصون أمنها واستقرارها».
وختم متوجّهاً بـ”التعزية من الجيش، قيادة وضباطاً ورتباء وجنوداً، كما من أهالي الشهداء، متمنين أن يقي الله لبنان من كلّ شر”.
بدوره، دان رئيس “حزب الوفاق الوطني” بلال تقي الدين، الإعتداء الإرهابي الذي تعرض له الجيش في محلة عرمان المنية، مؤكداً أن “الجيش هو حامي أمننا الوطني ودعامة الاستقرار والتعرض له مرفوض ومدان أياً تكن الأسباب والذرائع”، داعياً القوى السياسية والحزبية إلى “الالتفاف حول المؤسسة العسكرية ودعمها لأنها الضامن الأول والأخير”.
واعتبر رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، أن “المنية كانت ولا تزال إلى جانب الجيش الوطني، وكل يد إرهابية غادرة تستهدف الجيش لا تنتمي الى نسيج مدينتنا العريقة بوطنيتها وتسامحها وتمسكها بالسلم الأهلي”.
ورأى رئيس “التنظيم القومي الناصري” درويش مراد، أن “الخلايا الإرهابية تتحرك مرة جديدة لضرب الجيش”، معتبراً أن “أميركا لم تكتف بوضع عراقيلها في وجه تهديد تشكيل الحكومة، بل أرادت أن تكمل ضغطها الاقتصادي والمالي والأمني على لبنان بهدف ضرب وحدة جيشه وشعبه ومقاومته”.
وأشارت مديرية الإعلام في الحزب “الديمقراطي اللبناني، في بيان، إلى أن “ما يخوضه الجيش من معارك بوجه التطرف والإرهاب، والتي تزداد يوماً بعد يوم مع ازدياد انتشار الفكر التكفيري المتطرف، هو نتيجة انهيار النظام السياسي الحالي وسقوطه بشكل كامل ونهائي”.
واعتبرت أمانة الإعلام في حزب “التوحيد العربي”، أنّ من يحرك المجموعات الإرهابية واحد، من ليبيا إلى سورية إلى لبنان، داعية إلى “الالتفاف حول المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الذين يشكلون صمّام الأمان وخط الدفاع الأول في مواجهة الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تهدّد أمن الوطن واستقراره”.
كما استنكر الاعتداء على الجيش العديد من الأحزاب والشخصيات والقوى السياسية وفاعليات.