مزيد من الإشادات بالجيش وقوى الأمن: المناخ السياسي المتوتّر يضع البلد على حافة الانهيار
توالت أمس المواقف المشيدة بإفشال الجيش مخططاً إرهابياً في محلة عرمان وقضاء شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، على مجموعة إرهابية، بمؤازرة الجيش في منطقة وادي خالد العكارية، مشيرةً إلى أن المجموعات الإرهابية النائمة تحركت في ظل المناخ السياسي المتوتّر بعد ما ارتفعت نبرة الخطاب الطائفي والمذهبي. واعتبرت أن استمرار هذا الوضع سيضع البلد على حافة الخطر الأمني والانهيار.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس العماد إميل لحّود في بيان، أن «ما من عمل أسمى من أن يبذل إنسان نفسه من أجل وطنه. لذلك فإن التحية واجب لشهيدي الجيش اللبناني اللذين سقطا في مواجهة الإرهابيين، والعزاء لذويهما، كما للمؤسسة العسكرية، قيادةً وضباطاً ورتباء وعسكريين، ونشاركهم جميعاً ألم الخسارة وفخر الاستشهاد».
وقال «هذه ليست المواجهة الأولى مع الإرهابيين، فنحن في معركة مستمرة معهم، منذ عشرين عاماً في جرود الضنية، وقد هزمناهم حينها أشد هزيمة، تماماً كما هُزموا اليوم، وسنواصل هذه المعركة حتى تنظيف كل شبر من أرض لبنان من لوْثَتهم وإجرامهم وبربريتهم».
وتابع: «لن يغيّر هؤلاء وجه لبنان الحضارة والتنوع، ولو أن مشروعهم، أو بالأحرى مشروع من يحركهم، بات واضحاً وهو يتلاقى اليوم مع مناخ التطبيع السائد مع العدو الإسرائيلي، والذي ينبغي مواجهته بخطاب وموقف وطنيين، لا بما نسمعه في هذه الأيام من كلام طائفي بغيض يخدم أعداء لبنان، وكأننا لم نتعلم من تجارب الحرب، ولا من المؤامرات الإسرائيلية ولا من المصالح الأميركية التي تخدمها».
وختم «استشهد عسكريا الجيش، ومن سبقهم إلى درب الشهادة، من أجل لبنان واحد موحد لا من أجل طائفة أو زعيم أو حزب، فلهم الرحمة التي نتمنى ألا نطلبها قريباً للبنان كله».
بدوره، رأى الرئيس سعد الحريري عبر «تويتر»، أن «العملية الاحترافية الناجحة لشعبة المعلومات في قوى الأمن في مواجهة داعش في وادي خالد أنقذت لبنان من مخطط جهنمي». وقال «كل التحية لأبطال الشعبة، وكل الاحترام لتضحيات الجيش اللبناني والرحمة لشهدائه الأبرار. والشكر الكبير لعكار وأبنائها الحاضنين للدولة ومؤسساتها والرافضين للتطرف والإرهاب».
وأشار وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، إلى أنه «مرة جديدة وبعملية نوعية، نجحت القوة الضاربة في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بحماية الوطن وتجنيبه مخططات دموية وخضات أمنية من خلال القضاء على خلية داعشية ارهابية في وادي خالد». وأضاف «كل التحية والاحترام. حمى الله لبنان».
وأكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، أن «دماء الشهداء تروي مرة جديدة أرض الوطن لحمايته من الإرهاب المتربّص بالبلاد وجيشه وقواه الأمنية، ولتؤكد أن الجيش ضمانة الوطن»، لافتاً إلى أن «ما حصل أتى لينبّه القوى السياسية بأن الاستقرار الأمني ليس أداة عسكرية فقط، ولكنه استقرار سياسي والمجموعات الإرهابية النائمة تحركت في ظل المناخ السياسي المتوتّر بعد ما ارتفعت نبرة الخطاب الطائفي والمذهبي، ما يحتم على الجميع الالتفات إلى خطورة هذا الجو الموتور والذي إذا استمر سيضع البلد على حافة الخطر الأمني الذي قد يأخذنا إلى الخراب الكامل مع الانهيار الحاصل».
ورأى أن «المسؤولية اليوم هي في التزام قواعد التفاهم والتوازن الذي يحفظ الاستقرار الوطني، ويفتح الباب لتطوير النظام وإخراجه من هذا الواقع الذي أثبتت التجربة مدى العقم الذي أصاب نظام اليوم وتداعياته، وآثاره المدمّرة الذي يحصد اللبنانيون سلبيات تركيبة مهترئة»، مؤكداً أنه «أصبح لزاماً الإسراع في مسار إنقاذي متكامل سياسي اقتصادي واجتماعي، وإلاّ لن يبقى لبنان وطناً أراده أبناؤه وطناً للعدالة والمواطنة والكفاءة، فتغلّبت على إرادتهم المصالح الطائفية والمذهبية والمناطقية فكادت أن تنهي أحلامهم والوطن».
وحيّا المنسق العام لـ»تجمع اللجان والروابط الشعبية»، الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي معن بشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الجيش والشهيدين اللذين سقطا أول من أمس في المنية، وقال «مرة أخرى يثبت جيشنا الوطني وقوانا الأمنية أنهم السد الواقي لأمننا وسلمنا الأهلي على الرغم من كل ما يحيط بلبنان من تحديات، كما يتأكد لنا أن جيشنا وقوانا الأمنية هم أيضاً المستهدفون في مشروع استهداف لبنان كله لصالح من يريد تفتيت المنطقة وضرب إرادة الصمود في شعبها والعودة بلبنان إلى مربع الفتنة والإرهاب».
أضاف «اسم الشهيدين العريف محمد خالد النشار والعريف المجند أحمد خالد صقر يضاف إلى لائحة الشرف الوطنية التي تؤكد أن الأوطان لا تحمى إلاّ بالتضحيات الجسام، وأن الشعوب لا تنتصر على أعدائها إلا بوحدة أبنائها وترفعهم عن الصغائر والضغائن والأحقاد».
من ناحيته، ذكر «تجمع العلماء المسلمين» في بيان، أنه كان دعا «في أكثر من بيان، إلى الحذر من قيام بعض الجماعات التكفيرية من تحريك خلايا نائمة للإضرار بالأمن والسلم الأهليين ولإيقاع فتنة طائفية ومذهبية، وهذا ما ظهر في الأيام الأخيرة ابتداء من مجزرة كفتون والتي ذهب ضحيتها ثلاثة شهداء من الحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى ما حصل باليومين الماضيين من كشف القوى الأمنية لجماعات تكفيرية متحصنة في منطقة وادي خالد، ما أدى إلى الاشتباك معها والقضاء على أغلبهم بعد محاولة بعضهم تفجير نفسه بالقوى المهاجمة، ولكن جرت العملية من دون سقوط شهداء من الجيش اللبناني لتقوم مجموعة أخرى بالهجوم على ثكنة عرمان للجيش اللبناني ما أدى إلى سقوط شهيدين من الجيش».
وأشار الى أن «هذه التحركات التكفيرية في الشمال اللبناني تفتح الباب على مصراعيه أمام تحليلات لا بد من النظر إليها بدقة خصوصاً تزامن ذلك مع كلام عن صراع تركي – سعودي على الأراضي اللبنانية ضمن صراع النفوذ في العالم الإسلامي بين هاتين الدولتين، ما يوجب علينا التنبه والحذر من المخاطر المترتبة على ذلك».
واستنكر التجمع «الاعتداء على الجيش اللبناني والذي أدى لسقوط شهيدين»، داعياً «الدولة اللبنانية لملاحقة الفارّين والقبض عليهم للتحقيق معهم حول القوى التي تحركهم وكشف الخلايا النائمة ومنعها من القيام بعمليات تؤدي إلى ضرب السلم الأهلي، وضبط الحدود مع سورية خصوصاً الحدود الشمالية من عمليات التهريب التي تجري والتي تصاعدت في الفترة الأخيرة».
واعتبرت رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف في تصريح أن «الشيء الوحيد الذي لا يزال مقبولاً في البلاد، هو توافر الحد الأدنى من الاستقرار الأمني، لكن التوترات في مناطق عدة توحي أن هناك مخططاً لتخريب الوضع». ورأت أن «المطلوب الوقوف بحزم إلى جانب الجيش ودعمه في مواجهة الأخطار».
كذلك، استنكر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي في بيان «الإعتداء الذي تعرض له الجيش اللبناني في ثكنة عرمان في طرابلس، وأدى إلى سقوط شهيدين من أفراده»، منوهاً «بالعملية النوعية لشعبة المعلومات والجيش في وادي خالد والتي أدت إلى ضرب مجموعة إرهابية وتفكيكها».
ودعا «إلى اليقظة والتنبه من عودة الخلايا الإرهابية النائمة إلى التحرك، وتنفيذ أعمال تخريبية، مستغلة الأزمة الراهنة»، مهنئاً «الجيش وقوى الأمن الداخلي وسائر الأجهزة الأمنية، على سهرها الدائم لفرض الأمن وحماية السلم الأهلي، سائلاً الرحمة لشهداء الوطن والشفاء للجرحى».
كما استنكر نقيب المحامين في طرابلس والشمال محمد المراد في بيان الاعتداء الإجرامي الإرهابي على الجيش اللبناني في محلة عرمان المنية، موضحاً «أن هذا العمل الإجرامي، جاء إثر العملية النوعية والناجحة التي قامت بها شعبة المعلومات بالتعاون مع الجيش اللبناني، ضد إرهابيين على الحدود اللبنانية السورية في منطقة وادي خالد».
وغرّد رئيس «الحزب اللبناني الواعد» فارس فتوحي عبر «تويتر»، قائلاً «وادي خالد والمنية… إرهاب بنسخة جديدة. الأمور لم تَعُد تقتصر على دعم الجيش بالكلام، بل بوقف العبث السياسي في ملاعب المبادرة الفرنسية. اتقوا الله في شعبه وجيشه، ليرحمكم التاريخ».