سلامي لـ«العالم»: عدوان القنيطرة جرى بالتنسيق مع الأميركيين
أكد نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي أن إيران والمقاومة سيكون لهما رد خاص على الاعتداء «الإسرائيلي» في القنيطرة بالجولان السوري.
وقال سلامي: «إن إيران ستُفّعل جبهات جديدة وتوجد توازناً جديداً للقوى». وأشار إلى أن «إيران انتقمت من الكيان «الإسرائيلي» لاغتياله علماءها النوويين خلال الفترة الماضية وهو يعلم ذلك»، موضحاً أن «إيران لن تعلن أين كان ردها، ولكن الاحتلال هو يعلم ولهذا توقف عن اغتيال العلماء النوويين».
ولفت سلامي إلى أن «حزب الله والحرس الثوري قد أثبتا في الأحداث التاريخية الماضية أنهما لن يتركا أي عمل من دون رد وانتقام، مؤكداً أنه سينجز عملاًً من نوع خاص للرد والانتقام للعدوان «الإسرائيلي» الأخير في القنيطرة». وأضاف: «فتح جبهة جديدة في الضفة الغربية التي تعتبر منطقة رئيسية من فلسطيننا العزيزة يكون حتماً ضمن جدول الأعمال وأن هذا الأمر جزء من الحقيقة الجديدة التي ستظهر تدريجياً». وتابع: «إضافة إلى فتح جبهة جديدة في الضفة الغربية باعتباره رداً خاصاً على هذه الحادثة، فإنه حتماً سيكون لنا انتقام خاص لهذه القضية».
وأكد سلامي أن «سياساتنا السابقة المتمثلة بفتح جبهة جديدة في الضفة الغربية ودعم المجموعات الجهادية في فلسطين ولبنان وتوفير طاقات وإيجاد بنى دفاعية جديدة للمسلمين المنتشرين على طول حدود فلسطين المحتلة ستتواصل في المستقبل أيضاً، إلا أننا ورداً وانتقاماً للحادث الذي وقع في القنيطرة وقرب الجولان سنقوم حتماً بعملٍ خاص».
وشدد على أن «عدوان القنيطرة جاء انعكاساً لسلسلة من الأحداث التي وقعت في العالم الإسلامي، على سبيل المثال عندما فشل كيان الاحتلال «الإسرائيلي» في عدوانه الـ 51 يوماً، حيث شهد العالم ظهور معضلة أمنية جديدة في الوضع الامني للكيان «الإسرائيلي»».
واستطرد سلامي قائلاً: «اليوم وعلى عكس الماضي، فإن أجواء الأراضي الفلسطينية المحتلة، يعني المنطقة التي يعيش فيها الصهاينة أصبحت على مفترق طرق خط النار من قبل المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وهذا ما يعكس المخاوف والتهديدات والمشكلة الأمنية التي يعاني منها المحتل، وهو غير قادر على الخروج منها».
وحول تطورات الأوضاع في سورية أوضح العميد سلامي أن «الاستراتيجية الأميركية في سورية والتي جاءت كمطلب «إسرائيلي» فشلت في غضون السنوات الماضية». وأكد أن «هذه في حال أفول وتراجع، فهم غير قادرين على إدارة التطورات الميدانية في سورية، ولا التطورات السياسية والأمنية المتلاحقة، ولهذا هم يواجهون اليوم استراتيجية وسيناريو غير مكتمل ومشكلة أمنية غير قابلة للحل في سورية».
وقال سلامي: «الولايات المتحدة لا تمتلك أي صيغة سياسية وعسكرية للهيمنة على التطورات السورية هذا من جهة، ومن جهة أخرى نشهد التطورات الحالية في العراق من خلال انتصارات الجيش العراقي والحشد الشعبي على الإرهابيين، في مؤشر على أن تأثير ونفوذ الأميركي أصبح على الهامش». وتابع: «إن الأميركيين على الأرض غير قادرين على محاربة الإرهاب، وفي الجو حتى مع تشكيل التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي لم يكن لديهم أي دور أو تأثير فاعل في التطورات الميدانية في الأشهر الاخيرة في العراق ولا على تنظيم التطورات السياسية في العراق، ويشعرون بأن هذه الأحداث قد دفعتهم إلى الهامش».
وإذا ما كان الاعتداء «الإسرائيلي» على القنيطرة قد جرى بالتنسيق مع الجانب الأميركي، قال: بالتأكيد، هما وجهان لعملة واحدة، حيث يعمل الأميركيون ضمن الساحة الاستراتيجية «الإسرائيلية»، وأيضاً هم يعتبرون جزءاً لا يتجزأ من السياسة الأميركية في المنطقة، لذلك أي عمل يقوم به «الإسرائيليون» له جذور في التفكير والاستراتيجية للولايات المتحدة، ونحن لا نفصل بين هاتين الظاهرتين».
وأكد سلامي أن «معركتنا مع الكيان «الإسرائيلي» وحلفائه الاستراتيجيين وبخاصة أميركا هي مجموعة مترابطة، وما نشهده من حرب بالوكالة بين الثورة الإسلامية وقوى العالم الاستكباري التي تدور في الفلك الأميركي في الحقيقة هي توصيف دقيق لما يجري اليوم». وقال: «المواجهة الاستراتيجية مع أميركا مفتوحة والتي تتمثل في القضية النووية، والحظر الاقتصادي، والغزو الثقافي، وإثارة النعرات الداخلية، والعمليات النفسية، لدعم الكيان «الإسرائيلي»، ومحاولة لتدمير الثورة والنفوذ الإقليمي لجمهورية إيران الإسلامية».
واضاف سلامي: «إن ميدان المواجهة الاستراتيجية مع الأميركيين يمتد على طول هذه الجبهات التي ذكرتها، والتي تجرى بطرق خاصة، وأحياناً باستخدام الدبلوماسية والسياسة، وأحياناً بأساليب أخرى، مشيراً إلى أن هذه الحرب ستستمر حتى يخرج الأميركيون من المنطقة».
وعن علاقة العدوان «الإسرائيلي» على القنيطرة بالمفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الدول الست وأميركا، قال نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني: «العدوان جاء انعكاساً للفشل الماضي، الصهاينة يريدون من خلال إجراء تكتيكي خلق معادلة استراتيجية جديدة، وإن جزءاً من المعادلة هو أنهم يتصورون أن يكون له تأثير حاسم لإحباط سياساتنا، ولكن إن نجحت المحادثات النووية أو فشلت فإنه يكون واحداً من هذه الموضوعات، وإنما هناك مواضيع أخرى، في الواقع فإن وجود النظام «الإسرائيلي» وزواله هو المسألة الأصلية، وهذا هو أكبر بكثير من القضية النووية، وهذا يعني أنه إذا ما تم حل جميع القضايا المتعلقة بالموضوع النووي، فإن الصراع الجوهري سيبقى حول وجود الكيان «الإسرائيلي»».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت مثل هذه الهجمات التي يشنها الكيان «الإسرائيلي» قد تقود إلى صراع مباشر بين إيران وكيان الاحتلال «الإسرائيلي» قال: «لا شيء مستحيلاً من حيث المبدأ، ومع ذلك، فإننا نعتقد أن الأميركيين والصهاينة ليسوا في وضع أو جرأة تمكنهما من تنفيذ مثل هذا السيناريو المدمر، لأنه كابوس خطير جداً، وسيكونون عرضة للانهيار بصورة حتمية».
وأوضح نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري «أن الحقيقة المؤكدة هي أنهم تجنبوا المواجهة المباشرة مع جمهورية إيران الإسلامية، ويرجع ذلك إلى التأثير المدمر للغاية من قبل إيران».