الأسد: بعد القضاء على الإرهاب سيكون لروسيا دور في حثّ العالم على تطبيق القانون الدولي
موسكو تنتقد دخول المبعوث الأميركي جيمس جيفري إلى سورية من دون موافقتها وتعتبره انتهاكاً لسيادتها.. ومقتل مسلّح من ميليشيا «قسد»
شدد الرئيس السوري بشار الأسد، على أهمية القواعد العسكرية الروسية على أراضي بلاده، مشيراً إلى أن أهميتها تكمن في ضمان الأمن والاستقرار في سورية ومحاربة الإرهاب العالمي.
جاءت تصريحات الرئيس السوري خلال مقابلة خاصة مع قناة «زيفزدا» الروسية، حيث قال خلالها: «في سورية اليوم نتعامل مع الإرهاب الدولي وتقوم روسيا بمساعدتنا في تحقيق الأمن والاستقرار، ولكن بعد القضاء على الإرهاب هناك دور آخر ستلعبه روسيا على الصعيد الدولي من خلال حث المجتمع الدولي والدول المختلفة على تطبيق القانون الدولي».
مشيراً إلى أن «هناك خللاً بين القوى في نظام العلاقات الدولية الحالي ويجب على روسيا إعادة التوازن المفقود».
ونوّه الأسد إلى أن الوجود العسكري الروسي يلعب دوراً كبيراً ومهماً ليس في سورية فحسب، بل في العالم كله.
وقال الأسد بهذا الصدد: «التواجد الروسي هو لضمان الأمن وجعل النظام العالمي أكثر عدلاً وتوازناً، بالطبع، إذا تخلى الغرب عن سياسته العدوانية المتمثلة باستخدام قوته العسكرية لخلق مشاكل في العالم، فربما لن تحتاج روسيا أيضًا إلى مثل هذه السياسة، لكن العالم اليوم بحاجة إلى التوازن الذي ذكرته».
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن دخول جيمس جيفري الممثل الخاص للولايات المتحدة إلى سورية من دون موافقة حكومتها يمثل انتهاكاً سافراً للسيادة السورية.
ونقل عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها في مؤتمر صحافي أمس، “هذا انتهاك آخر للقانون الدولي من قبل واشنطن وانتهاك لسيادة بلد مستقل من خلال دخول دبلوماسي أميركي إلى سورية من دون موافقة سلطاتها الرسمية”.
وسبق لجيفري أن دخل الأراضي السورية أكثر من مرة في انتهاك سافر لسيادة سورية، ما يضاف إلى الانتهاكات التي يمثلها الاحتلال الأميركي لمناطق في شرقها.
ميدانياً، قتل مسلح من ميليشيا (قسد) المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي وأصيب آخرون جراء تواصل الهجمات التي يشنّها مجهولون وتستهدف مقار الميليشيا ومحاور تحركاتهم بريف دير الزور.
وقالت مصادر محلية، إن مسلحاً من ميليشيا (قسد) قتل صباح اليوم جراء هجوم شنه مجهولون استهدف سيارة في قرية الحجنة شمال شرق دير الزور.
ولفتت المصادر إلى أن عبوة ناسفة كان زرعها مجهولون في وقت سابق انفجرت بسيارة تابعة لميليشيا (قسد) في بلدة ذيبان شرق دير الزور ما أدّى إلى وقوع إصابات في صفوف مسلحي ميليشيا (قسد).
وقتل أول أمس مسلحان اثنان من ميليشيا (قسد) جراء هجوم شنّه مجهولون بالأسلحة الرشاشة على سيارة تقل مسلحين من الميليشيا قرب قرية الجرذي في ريف دير الزور الشرقي.
إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة، إنها أعادت إلى أراضيها كل مواطنيها المنضمين إلى صفوف تنظيم «داعش» والذين احتجزتهم «قوات سورية الديمقراطية».
وأوضحت وزارة العدل الأميركية، في بيان، أن أميركيين اثنين يقال إنهما دعما «داعش» مثلاً أمام محكمة في فلوريدا الأربعاء الماضي لاتهامهما بتقديم دعم مادي للتنظيم.
وأضافت أن ذلك يرفع العدد الإجمالي للأميركيين الذين عادوا من سورية والعراق وأصبحوا محتجزين لديها إلى 27 شخصاً من بينهم 10 يواجهون اتهامات.
وأفادت الوزارة بأن أميركيين آخرين يواجهان تهماً مماثلة خضعا لإجراءات قضائية في مينيسوتا وواشنطن في 16 سبتمبر.
وقال مساعد وزير العدل لشؤون الأمن القومي، جون ديميرس، في البيان، إن «الولايات المتحدة أعادت كل الأميركيين الذين دعموا داعش وكانوا، حسب المعلومات المتوفرة، محتجزين لدى قوات سورية الديمقراطية ووجهنا إليهم اتهامات»، واصفاً هذه الخطوة بأنها «مسؤولية أخلاقية».
كما حثّت وزارة العدل الأميركيّة دولاً أخرى، خاصة في أوروبا الغربية، على «العمل بمثل هذه الطريقة وإعادة مواطنيها من سورية»، وقالت إنها ستساعدها في تحمل «مسؤولية مواطنيها الذين غادروا لحمل السلاح دعماً لتنظيم داعش».
وتدعم الولايات المتحدة «قوات سورية الديمقراطية» التي تقودها الوحدات الكردية في شمال شرق سورية.
ويشكل الأوروبيون نحو خمس ما يقدّر بعشرة آلاف مقاتل من تنظيم «داعش» ويحتجزهم المسلحون الأكراد في سورية لكن الكثير من الدول الأوروبية مترددة في إعادة مواطنيها المرتبطين بالتنظيم خوفاً من تداعيات هذا الإجراء في الداخل.